أنتَ المفدَّى
يا رسولَ الله
د. لطفي زغلول
تـتـجـلّى في عيدك الأكوانُ
نـفحة من أريجِ ذكراك iiتنسابُ
والـرؤى في علاك تخطرُ تيهاً
يـا رسـولَ البيانِ أنت المفدى
فـإذا ما قصَّرتُ في القولِ عفواً
* *
أي فـجـرٍ على الوجود أطلت
أي نـورٍ بـدا أضـاء الـمدى
أي ديـنٍ سـمـحٍ أتـيـت به
أي وعـدٍ صـدقت وعدك حقاً
* * *
دربـك الـخـيـرُ والهدى أيها
بـك يا سيدي علت دولةُ الحق
دولـة عرشها العدالة في الخلق
قـد تـبـاهى على البريَّة فيها
* * *
سـيـدي "خير أمة" قد تهاوت
يـا لها كيف أحجمت وتداعت
طأطأت رأسها فأزرت بها الأيامُ
لـم تـعـدْ خير أمة يوم حادت
يـومَ صـار انـتماؤها لغريبٍ
يـومَ سـاحـاتها خوت وتخلت
يـومَ لـم تـعتصم بما أمر اللهُ
وإذا صـارت الـنفوس صغاراً
* * *
آه يا سيدي غدا موطن الإسراء
ورحـاب الأقـصى تئن وتدمى
بـكت القدس ساحة ساحة سوراً
ذاك مسراك صار "حائط iiمبكى"
* * *
سيدي باسمك الحبيب دعوت الله
وتـمـنـيـت في حماك عليه
فـعـسـى أن يعود فينا الأمانُ
إنـه الله وحـده بـيديه الأمر
والـفـضـاءات بالسنا تزدانُ
فـيـزهـو المكان والمهرجانُ
يـعـجزُ الفكرُ عندها واللسانُ
لا يـجـاريـك في البيانِ بيانُ
تـفـتـديـك الأرواحُ والأبدانُ
* *
شـمـسه فازدهت به الأزمانُ
وهـج هدى فاهتدى به الحيرانُ
فـالـشركُ ولّى وأدبرَ الكفرانُ
أي عـهـدٍ فيه الحقوق تصانُ
* * *
الـحادي المجلي وركبك الإيمانُ
وسـادت دسـتورها القــرآنُ
ولـلـه وحـده iiالـسـلـطانُ
كـل إنـسـان .. أنـه إنسانُ
* * *
سـامـهـا الإنكسار والخسرانُ
مـزقـتـها الأهواء iiوالأضغانُ
فــالـيـوم ذلـهـا الـوانُ
عـن هـداها وساسها الشيطانُ
غـاصـبٍ للحمى عليه الرهانُ
عـنـوةً عـن سيوفها الفرسانُ
فـهـانـت وسـاد فيها الهوانُ
رخـصت في حسابها الأوطانُ
* * *
نـهـبـا عـاثـت به الغربانُ
أثـخـنـتها الجراح والنيرانُ
فـسـوراً ونـاح فـيها الأذانُ
ورحـابـا يـلهو بها القرصانُ
* * *
أن لا يـطـول هـذا الـزمانُ
أن تُـولّـي الجراح والأحزانُ
ويـزول الـطـغـاة والطغيانُ
وهـو الـولـيُّ والـمستعانُ
`