تأكيدا لما انفرد به الأهرام المسائي الأربعاء الماضي:
فوز الأديبة الفلسطينية سحر خليفة بجائزة نجيب محفوظ
لجنة التحكيم: الرواية الفائزة ملحمة ومرثية لمدينة القدس
كتب : سالم عبدالغني
أعلن قسم النشر بالجامعة الأمريكية بالقاهرة أمس فوز الأديبة الفلسطينية سحر خليفة بجائزة الأديب العالمي نجيب محفوظ للأدب الروائي لعام2006 عن روايتها صورة وأيقونة وعهد قديم, وذلك في مؤتمر صحفي مساء أمس بالجامعة. وكان الأهرام المسائي قد انفرد الأربعاء الماضي بفوز سحر خليفة بالجائزة التي تتضمن ترجمة إلي الانجليزية للرواية الفائزة في عام2007 وميدالية فضية للروائية الفائزة.ويأتي إعلان فوز الأديبة الفلسطينية بجائزة نجيب محفوظ خلال الاسبوع الذي أقامته الجامعة بذكري الأديب الراحل والذي بدأته بمحاضرة ألقتها الأديبة الجنوب إفريقية نادين جورديمر,
ومن المقرر أن تختتم الاحتفالية اليوم الاثنين بحفل لتكريم سحر خليفة بحضور رئيس الجامعة الأمريكية ديفيد أرنولد ولفيف كبير من الصحفيين والمثقفين.وذكرت الدكتورة سامية محرز ـ عضوة لجنة التحكيم التي تمنح الجائز, وخلال المؤتمر الصحفي أن رواية صور وأيقونة وعهد قديم لسحر خليفة هي رواية الضياع بامتياز وتدور أحداثها في مدينة القدس ابارون الاقزام وهو ساحر مغمور وحبيب مهجور ومقاوم مهزوم تلقفته تجارة السوق وتبييض الأموال. الرواية تتمحور حول ذكريات إبراهيم وأحلام الضائعة وقصة حبه الموءودة مع مريم ماري التي تثمر عن ابن ينفصل عن أبويه
ومنذ البداية تبدو صورة مريم صورة جميلة في مخيلة إبراهيم, صورة يحملها معه في غربة الشتات يستعيد من خلالها ذكرياته في القدس المحتلة فمريم هي القدس أيقونة الأنبياء التي شوهتها الحرب وأهوال الاحتلال.وذكرت الدكتور هدي وصفي في تعليقها علي الروائي أن سحر خليفة تستدعي في روايتها قضاء غائبا فهي مثل شاعر الجاهلية تبدأ بالبكاء علي الأطلال ويتأكد هذا الغياب من خلال استخدام اسم مريم الموغل في التاريخ والذي يستدعي الألم بالرغم من تضمنه بعدا ملائكيا فمريم هي الأم التي أنجبت, وهنا تبرز صورة المرأة الوسيط الضمني المغيب عمدا
من خلال المناضل الراجل الذي يسعي لاسترداد الأرض المسلوبة ولكن هيهات, فبدون تحرير المرأة لن يتحرر الوطن.وقال عبدالمنعم تليمة أحد أعضاء لجنة التحكيم أن صورة وأيقونة وعهد قديم ليست ملحمة وانما وثبة لمدينة الراوي الحبيبة, مدينة القدس التي هجرها أبناؤها الجدد سعيا وراء أموال الخليج فإبراهيم العائد من غربة الشتات يظل غريبا, فاقدا لوريث شرعي محروما من الحب والخلاص, في آنوقال فخري صالح عضو لجنة التحكيم أن سحر خليفة تطرح السؤال الفلسطيني الصعب المعقد من خلال شخصيات تبحث عن حلول لسؤالها الوجودي خارج السياس
وعبر الحب والعلاقات الانسانية الخائبة والممرودة ولكن علي الرغم من احباطات إبراهيم الذي فقد الحب والمدنية والذات وتظل الصورة جزءا من وجدانه فهي الذكري وهي الحنين وبقايا صمت العمر.وقالت سامية محرز أن خليفة تألفت بقدرتها الابداعية وشحنة اسقاطاتها المحبوكة ومن خلال حسها التاريخي العالي وانتقائها المعهود لقضايا الذكورة والأنوثة علاوة علي التزامها الراسخ تجاه شعبها ووطنها نجحت نجاحا لافتا في نظرية التناقض المعقد العظيم بين الدال والمدلول والصورة والواقع والخطاب والعقل وكلها تناقضات تتربص بالمستقبل الفلسطيني علي وجه الخصوص والمستقبل العربي علي وجه العموم.