من تكتيكات النفس معك.................
: التبريد:
حين تسمع أو تُشاهد أو تًعايش موقفًا جللًا أو تقرأ قصة أو موعظة
بليغة.
حين يحدث ذلك وتتأثر أنت به وتحدث
إنتباهة أو إستفاقة لحظية قابلة أن تتحوّل إلى مشروع إنابةٍ وتوبةٍ دائمة، ما يعني
للنفس كارثةً مُدمِّرة وضياعٍ لمجهودِ سنواتٍ من الغواية.
هنا وبمنتهى السرعة تنتفض هذه النفس لتقوم بعملية تبريدٍ سريعةٍ لهذه
الحرارة الإيمانية المفاجئة.
تعرف النفس جيداً
أن استمرار مؤشر حرارة القلب في الارتفاع دليل أنك تضيعُ منها.
ارتفاع حرارة القلب يعني أن الحياة تعود له.
ارتفاع
حرارة القلب يعني أنه
يُولَد من جديد.
يعني أن الموت السريري يمكن أن
يعود منه البعض.
حين تقف أمام جثمانٍ أو على باب
قبرٍ أو خلف نعشٍ أو تُحدّق في صورة ذلك الميت أو تُعيد قراءة أو سماع تلك الموعظة
التي تمكنت من تجاوز طبقة الرَّان والنفاذ إلى منطقة القلب فانتبه.
حين ترى النفس ذلك، وتشعر بهذه الحرارة التي تدب، فإنها تُعلِن
النفير وتشحذ أمضى مالديها من أسلحة كي تنجح في إعادة القلب إلى برودته المعتادة، لأن البرودة
تعني الحياة لملذاتِ وشهواتِ هذه النفس.
في طريق
عودتك من الجنازة أو بعد أن تُغادر غرفة هذا المريض أو بعد أن تنتهي المحاضرة التي
تأثرت بها تُزيِّن لك نفسك الدنيا وتُذكِرُك بمواعيد واستحقاقات ومناسبات ومهمات
وأشياء كل الهدف منها إخراجك من هذه الحالة لأنها إن طالت فقد تُصبِح
مستدامة.
وللأسف في غالب الحالات تنجح النفس في
إعادة القلب إلى ثلاجة
الغفلة من جديد في انتظار مُنبِّهٍ جديد ربما يسبقه الموت لتُصبح أنت لغيرك حالة
تمنح دفئاً وانتباهة.
قليلون هم من يتمكنون من
الإفلات من هذا الكمين.
قليلون من يتمكنون من
استغلال حالة دفءٍ عارض كي يتمكنوا من تحويلها إلى مشروع عودةٍ
دائم.
الأمر يحتاج بعد عون الله إلى استغلال هذه
اللحظة النادرة التي تكون عين اليقين فيها مُنتبِهة والدنيا ظاهرة حقارتها والنفس
مُتربِّصة.
استغلالها في إصدار فرمانات تاريخية
صارمة وعميقة.
قرارات فورية بالانعتاق من حياة
التيه.
البحث عن المسجد والشيخ والصحبة ومفارقة
بيئة المعصية.
تغييرات جذرية وفورية وقراراتٍ
ثورية قبل مغادرة الميدان.
تغيير بنية النظام
القديم.
إن لم تستغل أجواء الدفء فربما ضاعت
الفرصة وللأبد.
{وَعَجِلْتُ إِلَيْكَ رَبِّ
لِتَرْضَى} [طه: من الآية 48].
رااااق لي وبقوووة ..
قراءة ممتعه لمن يمر