يـــا لَلرّبيــعِ و سِحــرِه بيــن الـورى**** كتـب السّعـــادة للنّفـــوس و سَطّـــرا
بعـــــث الحيــــاة دَبِيبـــــه بعـدَ غفوة**** أصْحى الورود النّاعسـات مِنَ الكـرى
مزج النّفيـسَ علـى الفريــــد برونـــق****وعيونُــه فاضــتْ و سَــرَّتْ مَنظــرا
و ترى الخَوافِــق فـي حبــور تنتشـي**** بِشِغافهــا يَنَــــعَ الزمــان و أثمــــرا
غمــــر النفــــوس طلاقــــة و قسامـــة****فتفتّقــتْ أزهارهـــــا ممـــــا جــــرى
والأرض أبــدت حسنهــا و تزخرفـت****و ربوعهــا كســتِ العقيــقَ الأخضـرا
أهدى لهـــا فصــل الرّبيــع شبابهـــا****و حبـاها مـن قبـس الجمـــال ونــــوّرا
زَمَـــنُ الطبيعــــةبالبهــــاء متدثــــرا****و بكـــلِّ عطــــرٍ للجــــــلال تعطّــــرا
و ترصّعـــتْ ربواتهـــــا بِورودهــــا****في أيكهـــــا طيــرٌ زهــا و تبختــــرا
و شــدا الهزار نشيــدَه عـذْبَ الشَّـــدَا****فـوق الغصون الزاهيـــات و أبهـــــرا
ختــــل الغديـــــر مُباهيــــا بضفافـــه****فعبيرهــــا مِسكـــــا يفــــوح وعنبــــرا
و الشّمس أهـدتْ كُلَّ وشـيٍ سحرهـــا****فـذرتْ بــه ذهبــــا يـروق و جوهــــرا
و كؤوس شــــايٍ من عبيـر أثملــــت****و رحيقهــــــا مـــن دون إذنٍ أسكـــــرا
لله ضيـــفٌ حسنُــــه سكــــنَ الحشـــا**** ثمّ انثنى فـــي لمــح طـــرفٍ أدبــــرا
ليــت الزمـان بِحَبْــوَةٍ مـــن فضلــــه**** أبقى لنــــا فصــــل الربيـــع و أحبـــرا