ليس لك أفق للمدار
تهفو نيازكك للاشتعال بعيدا
في المراقي
لا سبيل للموت قرب أدخنة السراب
لا سبيل للحفر في مسالك البحر
والعبور بلا منافذ
وبلا وجه لمرايا النهر
كي لا تتهاوى
كفزاعة في ملهاك
أو كشريط يدور في فراغ ملغى
لست ورقا في رمش شجر
لست رقما يرقن في المصابغ
أو حرفا يوشم المنار
بأريج المداخن
أنت يد لا تغوص في زحمة
ولا في ماء سلسبيل
ولا في أي مدى للأرحام
هل كانت لك بداية للتوغل
في خرائط المعنى؟
هل كان لك سر الذهاب
الى رأس المغنى؟
الى منتهى دوائر الغابات
كما أنشودة ذكرى طلقة
تسير في الريح
بلا أسلاك وبلا أسوار
هل حقا تنبت الأحلام في ذاكرة الرمل؟
تتلوى الغصص في حناجر الموتى
كي يرفع الستار عن مسرحية باردة
تكون أنت بطلها الذي يخرج من بطن الحوت
كي تعلن عن نهاية غير مرضية
متمردا على أقنعة
تتساقط تباعا على أرصفة المدار
بلا أي معنى
وبلا أي وجه...
وبلا أي طريق...
عبد العزيز أمزيان