عن الإحتلال والإنقسام والحصار والأمل/ مصطفى إبراهيم
في الذكرى الـ 12 للإنتخابات التشريعية في كانون ثاني/ يناير 2006، والحصار الإسرائيلي على قطاع غزة، إسرائيل لم تنته من مشروعها الصهيوني ومستمرة في مصادرة الأراضي وتهويد القدس وإدعائها بالعمل لإستكمال مشروع التحرير وضم جميع أراضي الضفة الغربية، وطالما أن إحتلالها غير مكلف ولا تدفع الثمن فهي ستتمادى أكثر في غيها وفائض القوة وغطرستها. لسه الإحتلال مطول والإستيطان يتمدد وتقطيع أواصل الضفة الغربية والإعتقالات والاقتحامات اليومية ستستمر، والحرية بعيدة المنال والمعابر مغلقة ومطولة لتفتح والحصار كمان مطول، ويتفاقم وتعززه إسرائيل وتعمق جراح الفلسطينيين في قطاع غزة، وتضاعف من معاناتهم بعقوبات جماعية إجرامية وتتملص من جريمتها، وتهدد بشن عدوان عسكري جديد تقوض حياة الناس ومزيد من الضحايا والجرائم ومصادرة الحق في الحياة. الرئيس محمود عباس متمسك بحل الدولتين وما يسمى العملية السلمية وما قطع الأمل في المفاوضات، وترك الباب موارب، على الرغم من الشروط التي وضعها بأن أمريكا لم تعد راعي نزيه ويدرك أنه لن يعثر على راع نزيه لديه القدرة والقوة ان يحل محل أمريكا لرعاية المفاوضات أو ما يسمى العملية السلمية. والرئيس عباس ما قرر ولا راح يقدر يقرر على تنفيذ قرارات المجلس المركزي ووقف التنسيق الأمني أو القطع مع الإحتلال وأسلو واخواتها، وبدري على تغيير الرئيس قناعاته عن المقاومة وتعظيم الإشتباك الميداني مع الإحتلال شعبيا ورسمياً. بدري على الرئيس أن يقتنع أن حالة حقوق الانسان والحريات العامة وحرية الرأي والتعبير في تراجع، وأنه يتوقف عن إسهال إصدار والمصادقة على القرارات بقوانين وإلغاء القرار بقانون بشأن الجرائم الإلكترونية سيئ الصيت والسمعة ويسيئ للفلسطينيين ويقمع حريتهم ويحد من قدراتهم عن التعبير بجرأة ومن دون خوف من الحبس لسنوات طويلة، وملاحقة الصحافيين وزجهم في السجون ومحاكمتهم أمام محكمة الجنايات الكبرى.وبدري على إنتهاء الإنقسام وإتمام المصالحة وهي بعيدة عن التحقيق، ولسه بدري حل أزمات غزة وفي مقدمتها الكهرباء والمياه والخدمات والبطالة والجوع والفقر، وبدري على حل مشكلة موظفي حكومة غزة السابقة وإنصافهم.وبدري على التوقف عن الردح والشتائم ونشر الشائعات وتشوية الآخر وقبوله والايمان بحقوقه وحقه في الحياة وفي حرية الرأي والتعبير، والإلتفات لتعزيز صمود الناس وتمكين الحاضنة الشعبية كي تكون حاضنة لديها القدرة والإيمان بمشروعها وحرياتها مكفولة بالقانون. وبدري على التوقف عن المطالبة بالتمكين وعودة الحكومة وعودة غزة لحض الشرعية، ومصطلح سلطة واحدة وسلاح واحد، ولا دولة في غزة ولا دولة بدون غزة، وطلعت الدولة في سينا.وبدري على التراجع عن الظلم ورفع العقوبات الجماعية التي فرضها الرئيس على قطاع غزة وقوضت قدراتها وأضعفت بنيتها الإقتصادية وأفقرت فئات وطبقات كبيرة، ووقف الإنهيار الإنساني والمعيشي في القطاع، والحق في الرعاية الصحية والعلاج في الداخل والخارج ووقف الموت المجاني وبدري على عدم سماع ومشاهدة المناشدات للرئيس وقادة الاجهزة الأمنية والوزراء والمشايخ لعلاج المرضى وصرف مساعدات إغاثية لهم.وبدري على فتح المعابر والضغط على الإحتلال للتنقل عبر معبر بيت حانون بحرية وبدري على فتح معبر رفح بشكل دائم ومستمر وممارسة الناس حقهم في حرية التنقل والسفر والتعليم والصحة والعمل. وبدري عن التوقف عن ملاحقة الصحافيين والداعين للحق في التجمع السلمي لمقاومة الظلم، وبدري على توقف الأجهزة الأمنية من التدخل في شؤون الناس وخصوصيتهم وحرياتهم والتغول عليهم بالتصنت والمراقبة والملاحقة والمنع والقمع والتخويف.وبدري على التفكير في إصلاح منظمة التحرير وإجراء الإنتخابات وفق التمثيل النسبي، ووقف إنهيار التعليم ومنع الإنتخابات الطلابية في الجامعات والإعتداء على الحريات الأكاديمية والنقابية وحل لجان العاملين وانتهاكات الحقوق والحريات تتعاظم، وسيطرة المخابرات والأمن والوقائي والداخلي على الإعلام وتقويض منظمات المجتمع المدني وارهاقها وملاحقاتها. وبدري على أن يتراجع بعض الشباب المفتونين بالفكر الجهادي التكفيري عن التورط، ومحاولاتهم المحمومة اللحاق بهم في سيناء وسورية والعراق وليبيا وتكفير أهل غزة. لكن فيه حلم وفيه أمل، طالما هناك مطالبين بالحقوق والداعين لرفع الظلم يرفعون الصوت عاليا بالتظاهر والتجمع السلمي، وكسروا حاجز الخوف ويطالبون بالحرية، لن يدوم الحال، ودوام الحال من المحال.