لك روق ياعمي
فليس لدينا من الوقت ما يكفي لغزل الشهيق ونسج النزق
وليس لدينا من الطباشير سوى قطعة بيضاء تهرهر حوارة اليوم فرفوطة فرفوطة على عقرب الثواني
وليس بجيب البناطل أكثر من نكلتين لأجل السجائر والصندويشة
ولا في دارنا مطمورة تشبه الجزمة العسكرية مملوءة بالمصاري ولا في حينا ملعب ولا حديقة وكنا نجمّع بعض الأمنيات ونملأ سطلا ببعض التراب ونلعب عند المساء على المزبلة
لك روق يا عمي
ولا تفكر ب بكرا ولا تحلم تعش لك شي ساعة بالفكرة
فالأرنب الذي
فوق العشب الأخضر يلعب
صار بقنابل غير مفجرة يتسلى وينط ويعجب
لا عشب على هذي المزبلة ولا حتى زبل يصلح ل الجلّة
بل بعض شظايا صاروخ أو كسرة نار أو سارين
وحياة عينيك الحلوين
والبرد ال بقتل أشواقك ل كوانين
والشعر ال عايف حالو
لا تذكر حارتك الغربية
وانسف تاريخا ملتصقاً برغيف الزعتر والزيت الأحمر زيت القلي المصنوع من القطن
ضاعت علبة طباشيرك
فلماذا تذهب نحو السبورة ماذا تكتب يا مجنون الكلمات الفضية
ضاع القلم بهذا الوطن المنفي إلى الداخل
لك روق يا عمي
فليس لدينا قمر معصور من نجمة
وليس لدينا أصلا نجمة
وليس بكل الحارة جحش نعتمد عليه سوى جحش أبي مصعب
مات أبو مصعب مات الجحش وماتت حتى خدوج أبو حسن
ماتت حارتنا الغربية
لكنك مازلت تصر على قضم أظافرك المجروحة شتم قصائدك المسلوقة والمقلية
ليش العتب عالوقت اللي مضى
قالوا الزمان متل الوهم ما هو حقيقي مطلقا
بس الحقيقي انك انت تلحق الباص العتيق الواقف على مفرق سفر
متل القدر تركب ولا يهمك
أصلا الزحمة أحلى من مقاعد فاضية ومالك رفيق
يمكن بوحدة من المرايا تلمح بدربك حبيبة أو صديق