عشان خاطر "أبلة"عائشة
قبل كل شيء،حتى قبل توضيح العنوان،لابد من تقديم الشكر لذلك الحرص على سلامة بُنياتنا،بل الشكر الجزيل.
غير بعيد هاتفتني بُنيتي "زينب"لأنها "متعبة"وتريدني أن أخرجها من المدرسة،فهاتفت،بدوري،"اشرف"وحين وصل إلى المدرسة،اتصلت بي إحدى الإداريات،وسألتني لماذا لم تأت أنت لأخذها ؟ فالوكيلة تقول لابد من حضور الأب.
أخبرتها أنني .. بعيد .. متعب .. مشغول .. فقالت لي سأجعل الوكيلة تحدثك.
ولم تفعل،ولكن سُمح لبُنيتي بالخروج مع شقيقها.
وفي المساء،حين سالتُ،علمت أن الوكيلة سألت،لا عني فقط،بل عن إنسانة أخرى – زوجتي ولكنها لا تحب أن أذكرها في كتاباتي! – ثم سمحت بالخروج ،قائلة:
عشان خاطر أبلة عايشة .. أي هذه المرة فقط.
لعلي لا أحتاج إلى تكرار شكري للفاضلتين،لحرصهما الشديد على بُنياتنا .. لذلك سنطوي الأيام،لنصل إلى سنوات مضين .. حين ذهبنا لإخراج إحدى بٌنياتنا من مدرستها،فدخلت "هي"إلى المدرسة .. وجلست مع "الحارس"وهناك روى لي بعض المشاكل التي تمر بهم .. أم لديها"صك"بحضانة ابنتها،أتى الاب،وقدم "دفتر العائلة"وأخذها ..ثم جاءت الأم .. وكانت قضية!
من هنا،ومع كثرة المشاكل،أعتقد أن الأمر متعلق بالبحث الاجتماعي في المدارس ...حيث تصنف الطالبات إلى .. "تعيش مع والديها" .. "تعيش مع أحدهما : ولا توجد محاكم" .. "تعيش مع أحدهما : وتوجد محاكم"
وبضغطة زر،يمكن معرفة تصنيف الطالبة إذا اضطرت للخروج أثناء الدوام.. وبضغطة زر أخرى .. تظهر أسماء الأشخاص الذين يطلب من ولي الأمر،عادة،في بداية السنة،تحديدهم،بالاسم ورقم الجوال،للتواصل معهم عند تعثر التواصل مع ولي الأمر .. وما دام ولي الأمر قد حدد تلك الأسماء،وأرقام أصحابها،فهذا إقرار منه بأحقيتهم في أخذها من المدرسة .. ولن يكونوا،قطعا،إلا من المحارم .. أخ،أو عم،أو خال.
أختم بنقطة صغيرة .. تتعلق بالسؤال عن "أم الطالبة" .. لنتصور طالبة اضرت للخروج قبل الدوام .. فاتصلت بوالدها .. الذي اتصل بولده .. والذي استأذن من عمله .. وذهب إلى عمل والدته .. واستأذنت هي أيضا من عملها .. ثم ذهبا إلى مدرسة الطالبة .. فأخرجاها .. ثم ذهبا بها إلى المنزل .. ثم أعيدت الأم إلى عملها .. ثم عاد الأخ إلى عمله ..
مسلسل طويل،يغني،عنه ذلك " التفويض " الضمني .. بأسماء الأشخاص المشار إليهم سابقا ..إضافة إلى الحديث مع"ولي الأمر" نفسه ..
أبو أشرف : محمود المختار الشنقيطي المدني