ملف للبصرة ثاني عاصمه في التاريخ العربي والاسلامي
--------------------------------------------------------------------------------
بحوث ومقالات
علماء البصرة
المكتبة البصرية
تأريخ البصرة
المرجعية الدينية
مساجد البصرة
المسجد المنطقة 1 جامع الفقير البصرة 2 جامع الجمعة الخليلية 3 جامع السيد عصام السيمر 4 جامع ال شبر (جامع سيد عصام ) السيمر 5 جامع المعرفي التحسينية 6 جامع السويج العباسية 7 جامع المظفر العشار 8 جامع الملاك العشار < 9 جامع المقام العشار 10 جامع محسن الحاوي التميمية 11 جامع المؤمنين العشار 12 حسينية آل فخر الدين العشار 13 جامع الرحمة الطويسة 14 جامع السهلاني الاصمعي 15 جامع الامام موسى الكاظم عليه السلام حي الحسين 16 جامع سيد علي عبد الحكيم المعقل 17 جامع الابلة الابلة 18 جامع الجنينة (جامع الكرناوي) الجنينة 19 جامع الجمهورية الجمهورية 20 جامع التنومة التنومة 21 جامع السلايط الزبير 22 جامع الزهراء محلة العرب 23 حسينية المربد الزبير**
-------------
نشأة البصرة:
يكاد يجمع المؤرخون ان البصرة مصرت سنة اربع عشرة للهجرة
(1) واجمعوا على ان الذي اختطها هو الصحابي عتبة بن غزوان ، بامر من عمر بن الخطاب .
وذكر بعض المؤرخين انها مصّرت سنة خمس عشرة .وقيل ست عشرة
(2) وتذكر لنا كتب التاريخ قصة انشاء البصرة ، فيروي ابن خلدون في تاريخه انه بلغ عمر بن الخطاب في سنة اربع عشرة ، ان العرب تغيرت الوانهم ، وراى ذلك في وجوه وفودهم ، فسألهم فقالوا وخومة البلاد غيرتنا ، وقيل : ان حذيفة ـ وكان مع جيش سعد بن ابي وقاص ـ كتب بذلك الى عمر ، فسأل عمر سعداً، فقال وخومة البلاد غيرتهم ، والعرب لا يوافقها من الارض الا ما وافق ابلها
(3) ويقول عبد الرزاق الحسني : البصرة لم تكن في ايام الفرس ، وانما مصرها
(1) انظر تاريخ الطبري : 3/590، وتاريخ ابن الاثير :2/239، ومعجم البلدان : 1/430. وفتوح البلدان : 425، وتاريخ ابن خلدون :2/110، والعبر في خبر من غير للذهبي :1/17، وشذرات الذهب : 1/27، ومرآة الجنان :1/7، وتاريخ الاسلام ،للذهبي :2/6، ومروج الذهب : 1/532.
(2) مروج الذهب : 1/532، ودائرة المعارف الاسلامية :1/111.
تاريخ ابن خلدون : 2/110.
العرب انفسهم (1)
وكان المسلمون قد غزوا من قبل البحرين ، وتوّج ، ونوبنذجان وطاسان فلما فتحوها ، كتبوا الى عمر بن الخطاب : انا وجدنا بطاسان مكاناً لا بأس به ، فكتب اليهم ان بيني وبينكم دجلة ، لا حاجة في شيء بيني وبينه دجلة ، ان تتخذوه مصراً
(2). وقد رأى عمر بن الخطاب انه لابدّ للجيوش الغازية من اتخاذ مكان ، ليكون مركز انطلاق وتجمع لها ، ولابد لهذا المكان ، ان يكون ذا موقع هام ، يمكن للفرق الغازية اللجوء اليه وقت يشاؤون ، وطلب المعونة منه عندما يحتاجون ، كما لابد ان يكون الاتصال بمركز الدولة الاسلامية منه ميسوراً، وكان من شروط عمر بن الخطاب ان لا يكون بينه وبينهم بحر يفصله عنهم .
فوقع اختياره على مكان يقال له الخريبة والذي عرف فيما بعد بالبصرة ، ثم وجه اليه عتبة بن غزوان ، فقدم البصرة في جمع من اصحابه ، فلمّا رأى منبت القصب ، وسمع نقيق الضفادع ، قال ان امير المؤمنين ، امرني ان انزل اقصى البر من ارض العرب ، وادنى ارض الريف من ارض العجم ن فنزل الخريبة
(3) . وبنيت البصرة الى جانب مدينة عتيقة من مدن الفرس تسمى «هشتاد باد اردشير » وفي الفارسية الحديثة « بهشت اردشير » اي جنة اردشير ، فخربها المثنى ابن الحارثة الشيباني بشن الغارات عليها
(4) . واما الأبُلّة التي هي قرية من قرى البصرة وهي اقدم من البصرة ، فقد كان المجتمع في البصرة قبل الفتح الاسلامي خليطا من العشائر العربية التي كانت
(1) تاريخ البلدان العراقية
(2) معجم البلدان للحموي :1/430.
(3) تاريخ الطبري : 3/593.
(4) المسعودي : 2/328، وفتوح البلاذري : 2/296.
25 نشأة البصرة
تستوطن قرب الأبُلة(1)
ويقول ابن بطوطة : كانت الأبُلة مدينة عظيمة يقصدها تجار الهند ، وفارس فخربت وهي الان قرية بها اثار وقصور وغيرها دالة على عظمها (2) .
لما نزل عتبة بن غزوان البصرة ، كان معه عدد من الصحابة والتابعين ، وقد اختلفت الروايات في تحديد هذا العدد ، الا ان هذا الاختلاف يسير ، فالعدد محصور بين مائتين وسبعين رجلاً وبين ثمانمائة.
وسرعان ما بدا سكان البصرة بالازدياد ، وبدات جموع الناس تقصدها ، وتستوطن بها ، وبخاصة حين سمعوا ان الدنيا قد اقبلت على اهل البصرة يهيلون الذهب و الفضة (3)، وسرعان ما اصبح عدد سكانها ، يقدر بعشرات الالآف ، وقد ذكر ابن قتيبة : ان عدد سكان البصرة ـ حسب سجلهم في الديوان ـ كان في زمن عليّ ستون ألفاً سوى العيال والعبدان والموالي (4).
التطور العمراني
من الطبيعي ان يصاحب النمو السكاني السريع الذي شهدته مدينة البصرة تطور سريع ايضا في البنيات والعمران ، وما مضت بضع عشرات من السنين حتى كانت البصرة مدينة كبيرة ذات مساحة عظيمة .
وقد بلغ من اتساع البصرة انه كان لها أربعة عشر ضاحية ، اشهرها الابلة ، ونهر الملك ، وسوق المربد .
(1) التنظيمات الاجتماعية والاقتصادية في البصرة : ص 22 .
(2) رحلة ابن بطوطة : 1/210 .
(3) تاريخ الطبري : 3/295.
(4) الامامة والسياسة : 1/147.
26 وكان المجتمع في البصرة قبل الفتح الاسلامي خليطا من العشائر العربية التي كانت تستوطن قرب الأبلة
(1). ومما امتازت به البصرة ، كثرة الانهار والترع ، فقد ذكر انه كان بها آلاف الانهار والترع ، وكان كل نهر ينسب الى من حفره ، وقد ذكر ياقوت الحموي عدداً كبيراً من هذه الانهار ، واسماء اصحابها وصفاتها
(2).وهنا لابد من التعريج على مسجد البصرة الجامع ، ذلك المسجد الضخم الذي ما زال يدعى مسجد الامام علي بن ابي طالب (ع) والذي كان طوال القرون الاولى معهدا من معاهد العلم والمعرفة ، ويرجع تاريخ مسجد البصرة الى وقت انشاء البصرة نفسها .
وخلاصة القول : ان البصرة كانت مدينة مزدهرة ، في بنيانها وفي مساجدها ، وفي انهارها وحماماتها واسواقها ، وفي كل شيء ، فكانت بحق جديرة بان تكون موضع اهتمام الباحثين ، لما كان لها من مكانة مرموقة واصالة معروفة ، وباع طويل في شتى انواع العلوم و المعارف .
(1) التنظيمات الاجتماعية والاقتصادية في البصرة :22.
(2) انظر معجم البلدان :438 ـ 458 . 27
الفصل الثاني
فضل الأُبُلٌّة و البصرة:
قال امير المؤمنين علي بن ابي طالب (ع) قال لي رسول الله (ص) :« هل علمت ان بين التي تسمى البصرة ، والتي تسمى الابلة اربعة فراسخ ، وسيكون التي تسمى الابلة موضع اصحاب العشور ، ويقتل في ذلك الموضع من امتي سبعون (1)الفاً، شهيدهم يومئذ بمنزلة شهداء بدر »
فقال له المنذر : يا امير المؤمنين ، ومن يقتلهم فداك ابي وامي .
قال : يقتلهم اخوان الجن ، وهم جيل كانهم الشياطين ، سود الوانهم (2)، منتنة ارواحهم ، شديد كلبهم ، قليل سلبهم ، طوبى لمن قتلهم ، طوبى لمن قتلوه ، ينفر لجهادهم في ذلك الزمان قوم ، هم اذلة عند المتكبرين من اهل الزمان ، مجهولون في الارض ، معروفون في السماء ، تبكي السماء عليهم وسكانها ، والارض وسكانها ، ثم هملت عيناه .
يا منذر ان للبصرة ثلاثة اسماء سوى البصرة في الزبر الاول ، لا يعلمها الا العلماء منها : الغريبة ، ومنها : تدمر ، ومنها المؤتفكة .
ثم قال : يا اهل البصرة ان الله لم يجعل لاحد من امصار المسلمين خطة شرف ولا كرم الا وقد جعل فيكم افضل ذلك ، وزادكم من فضله بمنه ما ليس لهم .
(1) وفي معجم البلدان : 1/436 « ثمانون »
(2) اقول : يحتمل انهم اصحاب صاحب الزنج ـ وهو علي بن محمد ( ت 270 هـ ) ـ وهم سودان ظهروا ايام المهتدي سنة 255 هـ .
28
انتم اقوم الناس قبلة ، قبلتكم على ـ كذا ـ المقام حيث يقوم الامام بمكة ، وقارؤكم أقرأ الناس ، وزاهدكم ازهد الناس ، وعابدكم اعبد الناس ، وتاجركم اتجر الناس واصدقهم في تجارته ، ومتصدقكم اكرم الناس صدقة ، وغنيكم اشد الناس بذلاً وتواضعا ، وشريفكم احسن الناس خلقاً ، وانتم اكرم الناس جواراً واقلهم تكلفاً لما لا يعنيه ، واحرصهم على الصلاة في جماعة ، ثمرتكم اكثر الثمار ، واموالكم اكثر الاموال ، وصغاركم اكيس الصغار ، ونسائكم اقنع النساء واحسنهن تبعلاً ، سخر لكم الماء يغدو عليكم ويروح صلاحاً لمعاشكم ، والبحر سبباً لكثرة اموالكم ، فلو صبرتم واستقمتم لكانت شجرة طوبى لكم
(1). وقال امير المؤمنين (ع) : ويلك يا كوفة ، واختك البصيرة كاني بكما تمدان مد الايم ، وتعركان عراك الاديم العكاظي سلمتما بعد او سجيتما ، اني لاعلم فيما علمني الله انه لا يريد بكما جبار سوءاً الا أتاه الله بشاغل (2).
فضل مسجد البصرة:
قال الصدوق (رح) اعلم انه لا يجوز الاعتكاف الا في خمسة مساجد : في المسجد الحرام ، ومسجد الرسول (ص) ، ومسجد الكوفة ، ومسجد المدائن ،ومسجد البصرة ، والعلة في ذلك لانه لا يعتكف الا في مسجد جامع جمع فيه امام عدل (3) .
وقال المفيد (رح) : جمع امير المؤمنين (ع) في مسجد البصرة والمراد بالجمع فيما
(1) بحار الانوار : 32/254.
(2) المؤتلف والمختلف للدار قطني :2/559.
(3) المقنع :209.
29 فضل الابلة والبصرة
ذكرناه هنا صلاة الجمعة بالناس جماعة دون غيرها من الصلوات (1).
اقول : وكذلك صلى الامام الحسين بن علي (ع) في مسجد البصرة بامر من الامام علي (ع) اثناء عودتة من حرب الجمل وبسبب مرض الامام علي (ع) .
ويصف الشاعر ابو عبد الله المفجع (ت 327 هـ ) مسجد البصرة :
الا يـا جامع البصرة لا خرّبك اللهوسقى صحنك المزن مــن الغيث فرواهفكم من عاشق فيك يرى ما يتمناه وكم ظبي مـن الانس مليح فيـك مرعاه نصبا الفخ بالعلم بــه فيك فصدناه بقرآن قرآناه وتفسير روينـــاه
(2)
وقال ابن المنادي : اُخبرت عن ابي موسى محمد بن المثنى ، قال : حدثني ابراهيم بن صالح بن درهم ، قال : سمعت ابي يقول :
انطلقنا حاجين ، فلقينا رجل ، فقال لنا : الى جنبكم قرية يقال لها « الأُبُلٌة » ؟ قلنا نعم . فقال : من يضمن لي منكم ان يصلي لي في مسجد العشار ركعتين او اربعا ويقول هذه لابي هريرة فاني سمعت رسول الله يقول :
« ان الله يبعث من مسجد العشار يوم القيامة شهداء لا يقوم مع شهداء بدر غيرهم »
(3) .
وقال ابن المنادي : وانما كتبنا هذا الحديث في مدح البصرة لان الابلة قرية البصرة فهي منها .
(1) المقنعة :363.
(2) يتمية الدهر :2/442.
(3) الملاحم لابن المنادي :175 رقم 113 ، وأخرجه ابي داود في سننه :4/113 رقم 4308 ، وقال : هذا المسجد مما يلي النهر . والبيهقي في شعب الايمان :3/479 ، والبخاري في التاريخ الكبير :1/293 رقم 942 ،
وأبو الطيب في عيون المعبود : 11/284 ،
وابن عدي في الكامل :3/32 ،
والعقلي في الكبير :1/55 ،
وابن حجر في تهذيب التهذيب :1/111 ،
والمزي في تهذيب الكامل : 2/107 ،
والهندي في كنز العمال :2/285.
يتبع
البصرة سنة 1914 تثبت الخريطة تبعية نجد والكويت وقطر والبحرين الى ولاية البصرة
البصرة سنة 1914 تثبت الخريطة تبعية نجد والكويت وقطر والبحرين الى ولاية البصرة وكذلك تسمية خليج البصرة
الموضوغ منقول من ويكي بيديا:
بقيت البصرة أهم الولايات التي على الخليج الذي كان ولفترة متأخرة يسمى باسمها خليج البصرة، إلا أن نجم البصرة التجاري والسياسي بدأ بالاضمحلال منذ سقوط الامبراطورية العثمانية رسميا عام 1922م، حيث قطعت أوصال ولاية البصرة التي كانت ممتدة من أطراف بغداد الجنوبية قرب الكوت شمالا، إلى البحرين فقطر جنوبا مرورا بالمنطقة الشرقية الغنية بالنفط. بعد اتفاقية سايكس بيكو تم تقسيم البصرة إلى عدة أجزاء، أعطي الجزء الشمالي الشرقي إلى إيران بما فيه الحويزة والخفاجية، ومنطقة الدوركي، ومناطق اخرى باتت اليوم داخل حدود إيران، إلا أن الأسر العربية ما تزال تحمل دما بصريا، وتتحدث العربية، كعشائر العبادي، والخفاجي، والموسوي، والغرباوي، وغيرها الكثير. فيما أعطيت المناطق جنوب مدينة البصرة، عاصمة ولاية البصرة، إلى أسرة آل سعود، وجعلت البحرين، وقطر، والكويت دولا، وجعل لواء المنتفك التابع لولاية البصرة محافظة، ولواء العمارة محافظة. الخريطة المرفقة تبين كيف كانت البصرة ولاية حتى دخول القوات البريطانية لها عام 1914.
(للأسف الخريطة باللغة التركية)
30فضل الابلة والبصرة
وقال أيضا : حدّثنا أبو قلابه الرقاشي ، قال حدثني محمد بن عباد المهلبي ، قال : سمعت صالح المري ينعق به غير مرة ، قال : حدثني المغيرة بن حبيب صهر مالك بن دينار ـ وكانت بالبصرة فتنة ـ : لو خرجت بنا الى بعض سواحل البحر فأقمنا هناك ؟
فقال :ما كنت لأفعل ذلك بعد شئ سمعت الأحنف بن قيس يحدث به ، قال : قال لي أبو ذرّ الغفاري : أين مسكنك ؟ قلت : بالبصرة ، فقال :
سمعت رسول الله يقول :« تكون بلدة أو قرية أو مصر ، يقال لها البصرة أقوم الناس قبلة ، يدفع الله عنهم ما يكرهون » (1).
وقال أيضا : حدثني محمد بن حماد أبو جعفر الدباغ ، قال : حدّثني أبو الربيع الزهراني ، قال : نبأ عبد القاهر بن شعيب بن الحباب ، قال : نبأ هاشم بن حسان ، عن محمد بن سيرين ، قال « تكون فتنة شديدة أعفى الناس فيها أهل البصرة » (2)
وقال أيضا : حدثني جدي ( رحمه الله) ، قال : نبا يونس بن محمد ، قال نبا حماد بن سلمة ، سمعت أبا هريرة يقول : مثلت الدنيا على صفة الطائر، فالبصرة ، ومصر جناحان، واذا ضربتا وقع الامر (3).
وقال : حدثنا جدي ، قال نبأ علي بن الحسن بن شقيق ، قال : أخبرنا حازم ، عن زياد المكي ، قال : قال لي الضحاك بن مزاحم أخرج من هذه ـ يعني خرسان ـ فانه كان بها فتن ، قال : قلت فالجزيرة ، بالموصل ؟
قال : فان بها الملاحم ، ولكن عليك بالمصرين ـ يعني الكوفة ، والبصرة ـ .
قال ابن المبارك : وأخبرنا معمر ، عن أيوب ، عن ابن سيرين ، قال : اذا وقعت
(1) الملاحم:174 رقم 110.
(2) المصدر السابق.
(3) المصدر السابق:رقم 112. 31
الفتنة فعليكم بالمصرين : البصرة ، والكوفة (1).
وقال السيد الامين : قال أحمد بن أبي يعقوب صاحب كتاب المسالك والممالك أنّه كان بالبصرة سبعة آلاف مسجد(2).
وأما من وصف البصرة:
قال الحموي : دخل فتى من أهل المدينة ، البصرة فلما انصرف قال له أصحابه كيف وجدت البصرة قال خير بلاد الله للجائع والغريب والمفلس ، أما الجائع فيأكل خبز الأرز والصحناءة فلا ينفق في شهر الا درهمين ، وأما الغريب فيتزوج بشق درهم .... .
وكان ابن أبي ليلى يقول : ما رأيت بلدا أبكر الى ذكر الله من أهل البصرة (3).
وقال ابن شعيب بن صخر : تذاكر عند زياد البصرة ، والكوفة فقال زياد : لو ضلت البصرة لجعلت الكوفة لمن دلني ععليها . وقال ابن أبي عيينة المهلبي يصف البصرة : يـاجنة فـاقت iiالـجنان فـما يعدلها قيمة ولا iiثمن
ألـفتها فـاتخذتها iiوطـناًً ان فـؤادي لـمثلها iiوطن
زوج حياتانها الضباب بها فـهذه كـنة وذا iiخنن(4)
فانظر وفكر لما نطقت iiبه إن الأديـب المفكر الفطن
مـن سـفن كالنعام iiمقبلة ومـن نـعام كـانها سفن
(1) المصدر السابق : 155 رقم 84 .
(2) أعيان الشيعة :3/202 .
(3) معجم البلدان :1/436
(4) كذا في المصدر ، ولعل الصحيح : ختن .
32
وقال خالد بن صفوان يصف البصرة :
يغدو قانصنا فيجيء بالشبوط والشيم ، ويجيء هذا بالظبي والظليم ونحن اكثر الناس عاجاً، وساجاً ، وخزاً ، وديباجاً وبرذوناً هملاجاً ، وخريدة مغناجاً ، بيوتنا الذهب ونهرنا العجب اوله الرطب واوسطه العنب ، واخره القصب .
فاما الرطب عندنا فمن النخل في مباركة كالزيتون في الشام في منابته ، هذا على أفنانه كذلك على أغصانه هذا في زمانه كذلك في ابانه من الراسخات في الوحل المطعمات في المحل الملقحات بالفحل يخرجن اسفاطاً عظاماً واقساطاً ضخاماً وفي رواية يخرجن اسفاطاً واقساطاً كأنما ملئت رياطاً ثم ينفلقن عن قضبان الفضة منظومة باللؤلؤ الابيض ثم تتبدل قضبان الذهب منظومة بالزبرجد الاخضر ثم تصير ياقوتاً احمر واصفر ثم تصير عسلاً في شنة من سحاء ليست بقربة ولا اناء حولها المذاب ودونها الجراب ، لا يقربها الذباب ، مرفوعة عن التراب ثم تصير ذهباً في كيسة الرجال يستعان بها على العيال .
واما نهرنا العجب فان الماء يقبل عنقاً فيفيض مندفقا فيغسل غثها ويبدي مثبها ياتينا في اوان عطشنا ، ويذهب في زمان رينا ، فنأخذ منه حاجتنا ونحن نيام على فرشنا ، فيقبل الماء وله ازدياد ، وعباب ولا يحجبنا عنه حجاب ، ولا تغلق دونه الابواب ولا يتنافس فيه من قلة ولا يحبس عنا من علة .
واما بيوتنا الذهب فان لنا عليهم فرجا في السنين والشهور تاخذه في اوقاته ويسلمه الله تعالى من افاته وننفقه في مرضاته .
فقال مسلمة لخالد بن صفوان : ولم تغلبوا عليها ولم تسبقوا اليها فقال خالد : ورثناها عن آلاباء ونعمرها للأبناء ويدفع لنا عنها رب السماء (1).
(1)معحم البلدان : 1/438.
وأما من وصف البصرة:
قال الحموي : دخل فتى من أهل المدينة ، البصرة فلما انصرف قال له أصحابه كيف وجدت البصرة قال خير بلاد الله للجائع والغريب والمفلس ، أما الجائع فيأكل خبز الأرز والصحناءة فلا ينفق في شهر الا درهمين ، وأما الغريب فيتزوج بشق درهم .... .
وكان ابن أبي ليلى يقول : ما رأيت بلدا أبكر الى ذكر الله من أهل البصرة (3).
وقال ابن شعيب بن صخر : تذاكر عند زياد البصرة ، والكوفة فقال زياد : لو ضلت البصرة لجعلت الكوفة لمن دلني ععليها .
وقال ابن أبي عيينة المهلبي يصف البصرة :
يـاجنة فـاقت iiالـجنان فـما يعدلها قيمة ولا iiثمن
ألـفتها فـاتخذتها iiوطـناًً ان فـؤادي لـمثلها iiوطن
زوج حياتانها الضباب بها فـهذه كـنة وذا iiخنن(4)
فانظر وفكر لما نطقت iiبه إن الأديـب المفكر الفطن
مـن سـفن كالنعام iiمقبلة ومـن نـعام كـانها سفن
(1) المصدر السابق : 155 رقم 84 .
(2) أعيان الشيعة :3/202 .
(3) معجم البلدان :1/436
(4) كذا في المصدر ، ولعل الصحيح : ختن .
32
وقال خالد بن صفوان يصف البصرة :
يغدو قانصنا فيجيء بالشبوط والشيم ، ويجيء هذا بالظبي والظليم ونحن اكثر الناس عاجاً، وساجاً ، وخزاً ، وديباجاً وبرذوناً هملاجاً ، وخريدة مغناجاً ، بيوتنا الذهب ونهرنا العجب اوله الرطب واوسطه العنب ، واخره القصب .
فاما الرطب عندنا فمن النخل في مباركة كالزيتون في الشام في منابته ، هذا على أفنانه كذلك على أغصانه هذا في زمانه كذلك في ابانه من الراسخات في الوحل المطعمات في المحل الملقحات بالفحل يخرجن اسفاطاً عظاماً واقساطاً ضخاماً وفي رواية يخرجن اسفاطاً واقساطاً كأنما ملئت رياطاً ثم ينفلقن عن قضبان الفضة منظومة باللؤلؤ الابيض ثم تتبدل قضبان الذهب منظومة بالزبرجد الاخضر ثم تصير ياقوتاً احمر واصفر ثم تصير عسلاً في شنة من سحاء ليست بقربة ولا اناء حولها المذاب ودونها الجراب ، لا يقربها الذباب ، مرفوعة عن التراب ثم تصير ذهباً في كيسة الرجال يستعان بها على العيال .
واما نهرنا العجب فان الماء يقبل عنقاً فيفيض مندفقا فيغسل غثها ويبدي مثبها ياتينا في اوان عطشنا ، ويذهب في زمان رينا ، فنأخذ منه حاجتنا ونحن نيام على فرشنا ، فيقبل الماء وله ازدياد ، وعباب ولا يحجبنا عنه حجاب ، ولا تغلق دونه الابواب ولا يتنافس فيه من قلة ولا يحبس عنا من علة .
واما بيوتنا الذهب فان لنا عليهم فرجا في السنين والشهور تاخذه في اوقاته ويسلمه الله تعالى من افاته وننفقه في مرضاته .
فقال مسلمة لخالد بن صفوان : ولم تغلبوا عليها ولم تسبقوا اليها فقال خالد : ورثناها عن آلاباء ونعمرها للأبناء ويدفع لنا عنها رب السماء (1).
(1)معحم البلدان : 1/438