الشهيد : في رثاء الأخ عدنان البحيصي
الشهيد ..
...
إلى روح أخي الحبيب الشهيد الفلسطيني ( الغزاوي ) :
عدنان البحيصي
( أسد الاجتياح )
...
إِنِّـي ادَّكَرتُـكَ وَ الأبطـالُ تُـدَّكَـرُ
فَاهتَـزَّ شِعـرِيَ تَجلُـو هَمَّـهُ العِبَـرُ
بَينَ الدُّمُوعِ وَ بَينَ الغِبطَـةِ اضطَرَبَـتْ
رُوحِي بِفَقدِكَ - يَا " عَدنانُ " - وَ الفِكَرُ
مُذْ جَاءَنِي النَّعيُ سَالَتْ دَمعَتِـي رَغَمًـا
وَ اسَّارَعَتْ فِـي رُؤَى أَبياتِـيَ الصُّـوَرُ
فَقُلتُ : ( لَا تَحزَنُوا ؛ إِنَّ الشَّهِيـدَ لَـهُ
حَظٌّ مِـنَ الخَيـرِ إِذْ يَختـارُهُ القَـدَرُ )
هَذا الشَّهيدُ عَرُوسُ المَجـدِ فَابتَهِجُـوا
مَشَى إِلَى اللَّـهِ فِيمـا نَحـنُ نَعتَـذِرُ
وَ لَيسَ مَيتًا لِكَـي نَنعـاهِ فِـي كَمَـدٍ
لَكِنَّنا نَحنُ مَوتَـى الـرُّوحِ يـا بَشَـرُ
لِلَّهِ دَرُّكَ ؛ ثَبتَ القَلـبِ سِـرتَ إِلَـى
نَواجِـذِ المَـوتِ بِالإِيـمـانِ تَـأتَـزِرُ
فَبِـتَّ حَيًّـا لَـهُ بِالبَـذلِ مَكـرُمَـةٌ
وَ دُونَكَ النَّاسُ - فَوقَ الذُّلِّ - تَحتَضِرُ
شَمَمتُ عَرفَكَ فِـي الأَخـلاقِ تَنفَحُـهُ
يا صَادِقَ الوُدِّ مِثـلَ الطِّيـبِ يَنتَشِـرُ
يا قُدوَةَ الصَّحبِ يا " عَدنانُ " ؛ إِنَّ بِنـا
حَرائِقًـا مِـنْ لَهِيـبِ الثَّـأرِ تَستَعِـرُ
إِنَّ الشَّهـادَةَ فِعـلٌ لَيـسَ يَصـدُقُـهُ
إِلَّا الرِّجـالُ ؛ وَ إِنَّ الـلَّـهَ يَختَـبِـرُ
بُورِكتَ يا قَادِحَ العَزمِ انتَفَضـتَ لَهَـمْ
كَأَنَّما اتَّقَـدَتْ مِـنْ عَزمِـكِ الشَّـرَرُ
لَعَمرُ شِعرِيَ ؛ إِنَّ الـرَّوضَ فِـي لَهَـفٍ
إِلَى مُحَيَّـاكَ , وَ الأَزهـارُ , وَ المَطَـرُ
وَ جَنَّـةُ اللَّـهِ إِذْ تَلـقـاكَ فَاتِـحَـةً
أَبوابَهـا , وَ الحِسـانُ الحُـورُ تَنتَظِـرُ
طُوبَـى لَـكَ الجَنَّـةُ الفَيحـاءُ عَاقِبَـةٌ
لِما بَذَلتَ , وَ مَرحَى جُرحُـكَ العَطِـرُ
خَلَّدتَ ذِكراكَ ؛ يا زَينَ الشَّبابِ ؛ وَ ما
لِمَنْ أَطالَ مُكُوثًـا فِـي الـوَرَى أَثَـرُ
إِنِّـي لَأَغبِطُـكَ الجَنَّـاتِ تَسكُنُـهـا
وَ تَخجَلُ الشَّمسُ مِنْ سِيماكَ , وَ القَمَرُ
وَ أَسأَلُ اللَّهَ أَنِّـي فِـي خُطـاكَ عَلَـى
دَربِ الشَّهادَةِ ؛ أَنَّى قِيلَ : ( يَا عُمَـرُ )