في المصطلح النقدي/الناقد سالم وريوش الحميد

[ريمه الخاني]

في المصطلح النقدي
الاخر
هو مثيل او نقيض الذات ( سواء أكان موائما لهذه الذات أو في حالة اختلاف معها )، وهو عكس الذات المستقلة ويعني كل ما هو الغير ضد ال( أنا ) وهو مصطلح قد يعني أيضا أبعاد كل ما لا ينتمي إلى جماعة وفرد أو مؤسسه ويختلف عنها سواء أكان هذا الاختلاف اجتماعيا أو ثقافيا أو فكريا أو سياسيا أو عقائديا أو قوميا ، وتاتي اهمية الآخر في الفلسفة الوجودية السارترية وفي علم النفس اللاكاني من الأسس الجوهرية في تكوين الذات وتحديد الهوية ، فالاخر بالنسبة لسارتر فان الشخصية ( الذات ) تتكون من خلال عملية التحديق أو النظر للآخر يعني أن الآخر يؤثر يالذات ويكون جزءا من بنائها يحمل تحمل سمة من سمات الآخر ، فيما يرى جاك لاكان أنه لايوجد ( آخر واحد ) فهناك آخران الآخر الصغير والآخر الكبير ، الآخر الصغير يعني الذي ليس حقا بالآخر ,هو انعكاس أو إسقاط للأنا ، أما الآخر الكبير فيعني عنده الغيرية الراديكالية ( التي يصفها قاموس لاراس الكبير إن الراديكالية هي كل مذهب متصلب في موضوع المعتقد ) *2والتي لا تختزل إلى أي تماه خيالي أو ذاتي
وترى الفيلسوفة الفرنسية لوس أيريغري أن الآخر هو إحالة إلى الموقع الذي تحتله المرأة في كل من الثقافة البطريريكية والثقافات الذكورية .. وبمعنى أدق أن الثقافة السلطوية المفروضة من قبل الرجل سواء اكانت السلطة المجتمعية أو السلطة الأبوية أو سلطة العائلة أو سلطة الزوج هي التي تحدد الملامح الأساسية للعلاقة بين الرجل والمرأة باعتبار إن كل منهما يشكل الآخر للبعض
وبرأيي أن هناك آخران الأول هو ( الأنا الأعلى ) ( الضمير ) الذي هو بمثابة الرقيب على الأنا وهو حسب فرويد التفكير المنطقي والعقلاني حيث لا يتعامل 0 (الأنا الأعلى )إلا مع القيم الاجتماعية والأخلاقية والمباديء التي تقوده للكمال وليس للذة كما انه مثالي لا واقعي ، فيما الآخر (الغير ) هو مستقل عن الذات وهو كيان له خصائصه وميزاته سواء كانت تلك الخصائص معرفية أو سلوكية أو غريزية تلك التي تحدد ملامح طبيعته وانتماءاته الأيديولوجية حيث الاستقلالية والمغايرة او التبعية للغير أو المجموع وهناك نوعان من الآخر نوع إيجابي الذي يعتبر الغير مدعاة تحفيز جدلي للأفكار لاستبيان صواب أو خطأ الأفكار وهو ضرورة حتمية ، فبدون الآخر لا يمكن أن ننضج الأفكار ونوع سلبي حيث أن هذا يصادر رأي الآخر ولا يؤمن بأفكار مغايرة لأفكاره بل هو إلغاء للآخر ورفض تواجده وهذا عادة يوجد عند الراديكالية الدينية ، أو الأنظمة الشمولية ...
*1 المصطلح النقدي الناشر المركز الثقافي العربي الدار البيضاء المغرب
*2 من الويكيبيديا الموسوعة الحرة

[ريمه الخاني]

(القيم الاجتماعية والأخلاقية والمباديء التي تقوده للكمال ) هذا يفتح الباب للسؤال: ماذا عن الاشخاص الذين يملكون فوبيا الكمال، ولايقنعون الا باتقان عمل فوق طاقة البشر؟

[ريمه الخاني]

رد الاستاذ سالم:

الأفاضل في فرسان الثقافة تحية طيبة قبل أن أجيب على السؤال ترى ماهو مفهوم الكمال ..؟ وماهي السبل التي يمكن تؤدي إلى الكمال ..؟ الكمال نسبي لايمكن ان يصل إليه الأنسان مهما بلغ من القدرات سواء أكانت تلك القدرات مكتسبة أو فطرية ، من يملك مثل هذه الفوبيا فهم مرضى فحتى الأخلاق والمثل والقيم تجدها نسبية لذا فالوصول إليها لايعني الوصول إلى الكمال ، أما من ناحية القدرات الخارقة في اي مجال تجد هؤلاء الخوارق متميزين في أشياء محددة دون اخرى ، وعلى سبيل المثال هيلين كيلر الفتاة الصماء والعمياء كانت تعتبر معجزة إنسانية وأستطاعت أن تتغلب على إعاقتها وتتعلم القراءة والكتابة والنطق والحصول على البكلوريوس في العلوم واستطاعت أن تؤلف 18 كتابا ، والدكتور ستيفن هوكينغ الذي أصيب بمرض التصلب الجانبي لكنه قاوم المرض لمدة تقارب الخمسين عاما ويعتبر من أهم علماء العصر بعد أنشتاين في علوم الكون علما أنه يتحكم بحركته عن طريق حاسوب مبرمج على حركة رأسه وحركة عيناه ويلقي محاضراته العلمية بواسطة جهاز نطق آلي مبرمج على الحاسوب .. هذان الشخصان تحديا اعاقتهما وحققا ما لم يحققه الكثير من الناس العاديين الذين يتمتعون بالكمال البدني ..

[ريمه الخاني]

أبو البقاء الرندي:
لكل شيءٍ إذا ما تم نقصانُ =فلا يُغرُّ بطيب العيش إنسانُ
أدب .. أبو البقاء الرندي : لكل شيء اذا ماتمّ ( رثاء الأندلس )