تطوير شهادة التخرج اللغوية العربية (الليسانس)للدكتور محمد جمال صقرينبغي لمن سمع من أحد كبار المسؤولين الجامعيين، أنه يدخل بعض الكليات الثقافية ستمئة طالب، نتمنى على عشرين منهم فقط أن يختاروا دراسة اللغة العربية- أن يتوجس من مستقبل أقسام اللغة العربية، ويفكر طويلا في "حُسْن تَسْويقها بين الطلاب" قبل غيرهم، بإقناعهم بحاضرها الدراسي ومستقبلها العملي.والطلاب مأخوذون في اختيار تخصصاتهم، بوَقْع أسمائها العلمية ثم وظائفها العملية، على مجتمعاتهم الخاصة والعامة. ولا يخفى ما في وَقْع تخصص اللغة العربية عندهم الآن، من خُفُوت والْتِباس.إنه إذا جرى العمل في أقسام اللغة العربية، على إتاحة مجالاتٍ تنظيريةٍ وتطبيقيةٍ كثيرة مختلفة من الفهم العلمي والتذوق الفني، كفيلةٍ بتَمْكين الطالب في اللغة العربية، من التصوُّر والتأريخ والتذوُّق والتثقيف- كان من حسن تقدير هذه المجالات التي تتحرك بجهد تفكيرنا ونبض إحساسنا، أن تُراعَى في شهادة تَخَرُّج الطالب، فيُنَصَّ من داخل تخصصه العام، على أحد هذه التخصصات الخاصة:خبير أَسَاليب،خبير تَسْمِية،خبير عَرُوض،خبير تَصْحيح...ويُحْتَكَم في تحديد ما يذكر منها بشهادة التخرج، إلى ما تَمَيَّز به الطالب مما دلت عليه نتائج أدائه الدراسي وتقاريره السابقة.لا ريب لديَّ في أن قسم اللغة العربية بهذه الصورة، إذا عُرِضَ على الطلاب بكل وسيلة متاحة، وقُرِنَ فيه كل تخصص خاص بوظائفه العملية الكثيرة التي نفر مسؤولوها مِنْ وَقْع التخصص العام الخافت فأعرضوا عنه إلى غيره أو عاملوه خُفْيةً، ونُبِّه على ألمع مَنْ في هذه الوظائف مِنْ خِرِّيجي القسم- أَنَّه سيجذب مقدارا من الطلاب أكبر مما كان، بل ربما جذب طلاب تخصصات أخرى، لم يلجئهم إليها غير وَقْعها، وبَقُوا فيها على حَنينٍ إلى علوم العربية وآدابها، لا ينقطع ولا يهدأ!