نظرا لمنهجية تعليم العربية لغير الناطقين بها، وخصوصية هذه التجربة الغنية والهامة ، والخاصة، حاولنا تلمس وجمع أهم ما قيل حول هذا الأمر الهام:
وتصويب أخطاء لافتة، مثل الفاصلة الغربية ..والتي استبدلناها بالعربية:
الطريقة الحديثة في تعليم اللغة: ( التوليفية )
• الطريقة الحديثة ليست طريقة تعتمد على أسس نظريّة محدّدة،
وإنّما تحاول الإفادة من مختلف إيجابيّات الطرائق السابقة، فهي تفيد
من طريقة الترجمة، والطريقة المباشرة، والطريقة السمعيّة الشفويّة،
والطريقة الاتّصاليّة، ولذلك جاءت خصائصها منسجمة والاتّجاهات
الحديثة في تعليم اللغات.
• أبرز الاتّجاهات الحديثة في تعليم اللغات:
o وحدة الشكل والمضمون في التعليم اللغويّ:
بمعنى ألاّ تشتّت اللغة في أثناء تعليمها، فمن المعلوم أنّ اللغة تتكون من:
أ- رموز لفظيّة أو كتابيّة، وهذه الرموز لا معنى لها إذا علّمت بمعزل عن بيئتها الطبيعيّة، وهي الكلمات.
ب- كلمات، وهذه الكلمات تبقى مبتورة المعنى إذا جرّدت من سياقاتها، ووضعت منفردة، وقد تنبّه السلف الصالح إلى ذلك، فكانوا إذا أرادوا توضيح معنى كلمة من الكلمات لا يذكرون مرادفها مجرّداً، وإنّما يأتون به ضمن سياق يبيّن المعنى الحقيقيّ (مثلاً معجم أساس البلاغة).
ت- جمل وعبارات، وهذه الجمل والعبارات لا يتّضح معناها بدقّة إلاّ ضمن سياق النصّ.
فالألفاظ المنطوقة ليست من اللغة إلاّ إذا اشتملت على مضمون فكريّ، وإلاّ لكان صوت الببغاء لغة، وهذا يفرض على معلّمي اللغة الانطلاق من المواقف اللغويّة المتكاملة المشتملة على الشكل ( أصوات منطوقة )، والمضمون ( معان ودلالات )، وعدم الاكتفاء بالألفاظ والمواقف المجتزأة (كالبدء بتعليم الحرف في القراءة، البدء بالأمثلة في قواعد النحو أو الإملاء، الاكتفاء بإيراد المرادف أو الضدّ عند شرح المفردات، الحفظ الآلي للنصوص).
o التمهير: لقد أصبح تعليم اللغة يتّجه نحو التمهير، أي تعليمها على أنّها مهارة، كأيّ مهارة، تكتسب بالممارسة والفهم والتوجيه والتعزيز والقدوة الحسنة.
o التكامل: أي أن يخدم تعليم كلّ مهارة من مهاراتها الأساسيّة الأربع ( الاستماع والحديث والقراءة والكتابة ) المهارات الأخرى.
o التدرّج في تقديم المهارات: أي البدء بتدريس الاستماع فالحديث فالقراءة ثمّ الكتابة وهذا ينسجم ومبادئ التعلّم الأساسيّة ولا سيّما الانطلاق في التعليم من السهل إلى الصعب، فأسهل المهارات اللغويّة على المتعلّم الاستماع، وأصعبها عليه الكتابة.
o تحديد أهداف التعلّم: فتحديد الأهداف يساعد على اختيار الطريق الأنسب لبلوغها.
o تنويع استخدام الموادّ والأجهزة التعليميّة: فالمتعلّمون يتباينون في قدراتهم على التعلّم، واهتماماتهم بالموادّ والأجهزة التعليميّة، ومن ثمّ فإنّ استخدام تلك الموادّ والأجهزة يحقّق مبدأً هامّاً من مبادئ التعلّم ألا وهو مبدأ مراعاة الفروق الفرديّة بين المتعلّمين.
o الإفادة من التقنيات الحديثة: كالمختبرات اللغويّة، وبرامج الحاسوب لاكتساب مهارة النطق السليم، وما تتضمّنه تلك التقنيات من إمكانات كبيرة في تقديم التعزيز، والتغذية الراجعة التي لها دور لا يمكن تجاهلهما في تقدّم التعلّم اللغويّ.
o تنويع أساليب التقويم: فاللغة كلّ متكامل، والطلبة متفاوتون في قدراتهم على امتلاك المهارات اللغويّة، والتركيز في التقويم على جانب واحد من هذه المهارات عمل يجانب الموضوعيّة، ويناقض مبدأ تكافؤ الفرص أمام الطلبة، وهذا يستدعي الحرص على شموليّة التقويم للمهارات اللغويّة كافة، وتنويع أساليب التقويم لتشمل قدرات التلاميذ كافة باستخدام الاختبارات الشفويّة والكتابيّة من مقاليّة وموضوعيّة.
الوظيفيّة: أي أنّ الهدف من تعليمها هو توظيفها في الحياة العمليّة، لا حفظها في الذاكرة.
( انتهى من ورقة مقدمة ضمن متطلبات مقرر علم اللغة التطبيقي)
من إعداد / فيصل المديفر