* الـبـعـثــــة *
بسم الله الرحمان الرحيم
{ هو الذي أرسل رسوله بالهدى و دين الحق
ليظهره على الدين كله و كفى بالله شهيدا }
صدق الله العظيم
خشعتْ.. للخالق الرحمان آفاقُ الوجود ْ..
وتناجت جنبات الكون ِبشرًا ..
سبـّحت بالحمد لله الودودْ ..
وتهادى الموكب العلوي يروي الأرض نورًا ..
و سنـــــــــاءً ..
أترع الإشراق بالفجر الجديدْ ..
أيها الذاكر بالأسحار في الغار البعيدْ ..
أيها الخاشعُ اقـــــرأ ْ ..
فأجاب العاكف بالغار بالرد الوحيد ْ ..
ما علمت الخط من قبل و ما كنت لأقرأ ْ..
غتـّه جبريل غـتـّا ..
ظنه الموت ..و ظن الغت بالنزع الشديد ْ ..
قال اقـــرأ ْ ..
فاعاد الصادق في القول قولَ الصدق بالعزم الأكيد ْ ..
و أعاد المُرسـَل بالحق, ضمَّ الخاشع في الغار
بالطود السعيد ْ ..
قال اقـرأ ْ..
قد أتاك الخالدُ المحفوظ ُمن ربّ الخلود ْ ..
واصطفاك الخالق بالوحي..بالنور المجيد ْ ..
....رجع الذاكر للبيت يحويـه ارتعاد ْ..
زملوني ..
...زملوني ..
و أوى للزوج ِ.. للأم الحنون ْ ..
و تلا ما عـُلـّم بالغار من آي الحميد ْ..
قال الصدّيقة : بشراك يا ابن العمّ ِ ..
..بشرى الكون والآفاق بالبَرّ الرشيدْ ..
وسعت للعارف المهيوب ترجو ..
حكمة َالأخيار في خير الوجود ْ..
قال: ذاك السيدُ المختارُ يبني..
أمـّة َالتوحيد بالجهد الوطيــــــد ْ ..
.... وتوالى الآي نورا ..
يغمر الأرجاء بالهدي لذي العرش المجيدْ ..
* * *
أسلمت للحق أم الخير – أم المؤمنين - ..
أيـّدت زوجـا كريمــا..
ثبـّتت أركان قلب لفه الوحي الأمين ْ ..
و تلاها أول الصبيان .. إبن العم ..
ذاك الشبل .. من ذاك العرين ْ..
ثم زيـــدٌ ..
ذلك المختار للمختار بالقر ب الثميــن ْ ..
ثم جاء السيد الصدّيق يسعى ..
يُسمع الأرجاء قولَ الحقّ بالصدق المبينْ ..
ومع الصديق ركب ٌ..
ضمه الهدي المنيرْ ..
فيه عثمان و طلحــهْ ..
فيه سعدً وابنُ عوفٍ ..و الزّبــِيــرْ..
دعوة التوحيد تسمو ..
تتهادى في قلوب أترعت درب اليقين ْ..
دعوة للصدق ..للإخلاص صيغت ..
من فــؤادٍ ..
صادق في العهد من ماضي السنينْ ..
دعوة للخالق الرحمان تبني ..
بهجة التاريخ مجدا..
و نــوالا ..
يملأ الدنيا ربيعـًا و أكاليل حنينْ ..
و نــــــــداءٌ..
يضمن الأخرى دوامـا ..
في رغيـد الأنس بالوصل المتينْ ..
... هتفت للحق أرواح الموالي ..
و نمت إشراقة الهدي تضيء الدربَ
في لطفٍ و ليــنْ ..
عبـدالله المـؤدب البـدروشي
من ديواني : مواكب النور