أنت شاب في أول حياتك ... فأنت تعاني من ألم في الظهر
المصدر زينة بيطار
13 / 03 / 2007
هل تعاني من رهابِ الجلوس أو حمل الأغراض مهما خفَّ وزنها؟ ؟إذاً، يا أهلاً بك في عالم الوظيفة والعمل .....عالم مليء بالكراسي والمكاتب والأوراق والكمبيوترات .... أربع كلمات من شأنها أن تدفع الكثيرين إلى تلمس ظهورهم فوراً دون تفكير كردِّ فعل طبيعة على محرض لا يذكرك سوى بالألم ......لكي تبدأ حياتك عليك أن تعمل ولكي تجد فرصة عمل عليك أن تتعب وإن عملت عليك أن تبذل ما بوسعك لتحقيق الذات... معادلة صحيحة متكاملة تكمن فيها بعض التفاصيل البسيطة ظاهرياً... فللأسف أغلب الشباب الساعي إلى تكوين نفسه لديه قاسم مشترك ألا وهو "أمراض الظهر" فمن منهم لم يذهب إلى معالج فيزيائي أو من منهم لم يصل إلى مرحلة التوتر من الغرفة التي يعمل بها فقط لأنها تذكره بالألم...



عمل لساعات طويلة على المكتب دون توقف أو راحة على كرسي لا يخضع للشروط الصحية ودون تنشق هواء نظيف أو حتى التعرض لأشعة الشمس ... هذا هو ما يسمى العمل في ظلِّ ظروف غير صحية... والنتيجة أمراض مختلفة الأولى في ظهورها في آلام الظهر والمفاصل... دافع الموظف للالتزام العمل "يقول هو: أحب عملي" والواقع الحاجة المادية لا أكثر ولا أقل!!

"عامر" يعمل لساعات طويلة وأغلبها قد يكون خلال الليل لأن عمله يتطلب الإبداع فيبحث عن الهدوء ويقول إن أكثر ما يزعجه في مكتبه هو صغر المساحة فعدا عن عدم دخول الشمس إلى المكتب وعدا عن العمل المتواصل هناك الكثير من العالم الذين يحيطون به طول النهار، مما يؤثر على نوعية عمله.

"عامر" يعترف أن الشروط التي يعمل في ظلها غير صحية فالمكتب مغلق وهو وزملاؤه يدخنون طول النهار مما يجعل الهواء فاسداً في المكتب إضافة إلى عدم القدرة على التركيز بسبب الضجيج هذا عدا الجلوس لساعات طويلة وهو يعمل مما يسبب آلام في أسفل ظهره ورقبته، وكل يوم لا يعده يوماً إذا لم يحس بألم في رأسه وصدره وإرهاق يفوق الوصف.

"عامر" يقول إن ما يدفعه إلى التحمُّل هو كون مديره شخص مميَّز والمردود المادي مقبول لكنه لا يعتبره ضمن الحد المطلوب.

"سماح" بالنسبة لها كلمة "العمل" تعني التعب والألم فسماح حالياً اضطرَّت إلى وضع طوقٍ على ربَّتها بسبب إصابتها "بالانقراص" نتيجة العمل لساعات طويلة على الكمبيوتر، تقول أن غرفة عملها لا ينقصُها كثيراً من الشروط الصحية إلا أنَّ كمية عملها ينقصها الكثير من الشروط الإنسانية، وهي لا تعرف ماذا تفعل أمام ضغط عملها لأنها تحبه فهو عمل إبداعي يفتح أمامها آفاق كثيرة، وتعترف أن المردودَ المادي ممتاز مما يجعلها تقبل بما تتعرَّض له من ألم في سبيل البقاء في عملها، حتى لو دفعت الكثير لجلسات المعالجة الفيزيائية والمسَّاجات التي وصلت للأسف إلى مرحلة عدم النفع معها.

"فادي"يعترف أنه يتعرَّض أحيانا إلى آلام "لا توصف" في ظهره نتيجة العمل المتواصل لكن ذلك ليس قاعدة وهو قادر على تحمله لأنه هو من يضع نفسه ضمن شروط العمل الجائر فهو يعرف أنه بقليل من التنظيم ولكن واقعيين "بكثير من التنظيم" بإمكانه تفادي الآلام التي يتعرَّض لها إلا أنه اعتاد عند البدء بالعمل ألا لا يقوم عن الكمبيوتر حتى ينهيه، ومن فترة لأخرى يخف الضغط عنه، لذا فهو يصنف آلامه بالآلام غير المستمرَّة فلا يأبه لها، لكنه يعقب أن الكثير من الأصدقاء باتوا يعانون من انحناء في الظهر وتيبُّس في الرقبة نتيجة العمل المتواصل على الكمبيوتر، وربما سيكون في المستقبل مصيره مثلهم رغم أنه يحاول ألا يقع في هذه مصيدة العمل "المؤلم".

"سهى" تجادلت كثيراً مع خطيبها من أجل تركها العمل وبالفعل حققت له طلبه، لكن حقيقة الأمر أنها قرَّرت ترك عملها بعد تفاقم وجع الظهر لديها، وتخبرنا أنها خضعت لعلاج بعد استقالتها مدة شهر كامل حتى استطاعت أن تتجاوز حدود الألم، وتعترف أنها في الآونة الأخيرة كانت تكره غرفة عملها لأنها دون تهوية صحية ولا تدخلها أشعة الشمس إضافة إلى ضغط العمل و"المكيف" الذي يعمل باستمرار والذي كان يسبب لها الصداع، كل هذه الأمور كانت ومنذ استيقاظها صباحاً تدفعها إلى الشعور باليأس، فما كان منها إلا أن قدَّمت استقالتها واستسلمت في هذه المعركة التي أطرافها العمل وصحتنا.

"أحمد" يقول إنه لا بدَّ وأن هناك اتفاقاً بين أصحاب العمل والمعالجين الفيزيائيين ذلك أن كلَّ من يعمل من أصدقائه يخضع لجلسات معالجة فيزيائية، أما بالنسبة لمالكي الشركات الذين يتعبون أنفسهم فبرأيه أن المشكلة هي مشكلة تنظيم عمل لا أكثر ولا أقل، لأن بوسع المالك أن يريح نفسه إن أحبَّ وأن يعمل ضمن شروط "إنسانية وصحية"، لا كحال الشباب الذين يناضلون من أجل لقمة العيش، فمن يتحمَّل تدهور صحته إلا إذا كان المردود قيماً، وما يزعجه أن مردودَ العمل في سورية ليس ذاك المردود القيم إلا أن فرص العمل القليلة هي التي تدفع الشباب إلى تحمُّل شروط العمل القاسية.

نصيحة:

هناك بعض الأمور التي من شأنها أن تساعد في التخفيف من آلام الظهر، فزيادة الوزن مثلاً تؤدي إلى ضغوط زائدة على أنسجة الظهر، لذا حاول جاهدا تقليل وزنك، وتجنَّب الاستمرار في الجلوس أو الوقوف لفترة طويلة وإذا كان ذلك ضروريا فيجب أن يكون هناك فاصل كل نصف ساعة على الأقل تقوم خلاله بالمشي قليلا وتغيير الوضع وعمل بعض التمرينات الموصوفة من الاختصاصي، وتجنب الجلوس منحنياً للأمام كما يجب أن يكون طول المكتب أو المنضدة التي تعمل عليها مناسبا حتى لا تميل أكثر وظهرك منحن ويجب أيضا أن يكون المكتب قريباً جداً منك.

وإن أردت التفاصيل يجب عند الجلوس أن يكون ظهرك من الأرداف إلى أعلى الظهر مستقيماً وملاصقاً للكرسي ويمكن وضع وسادة صغيرة لسند أسفل الظهر في المكتب أو السيارة، ولا تزحزح نفسك للأمام وتجلس مسترخياً.

يفضل أن يكون الكرسي الذي تجلس عليه ذا مساند للذراعين فهذا يزيل كثيراً من الأحمال على الظهر و يفضل الاستناد على هذه المساند أثناء القيام من الجلوس للوقوف، وتجنب ثني الظهر لعمل أو حمل شيء حتى لو كان لمجرد التقاط ورقة.

ومن الأمور التي تساعد في التخلص من ألم الظهر المشي المنتظم لمدة 15- 20 دقيقة مرتين أو ثلاث يومياً، وممارسة السباحة خاصة لمريض آلام أسفل الظهر، حيث تساعد قوة دفع الماء على التقليل من الضغوط على أسفل الظهر وممارسة التمرينات بسهولة.

تجنَّب رفع الأشياء الثقيلة وعند رفع شيء من الأرض يجب أن يكون قريبا منك (بين ركبتيك مثلا) وقدم ساقاً عن الأخرى حيث تثني الركبتين مع الحفاظ على الظهر مستقيما ثم يرفع الشيء عن طريق فردِ الركبتين مع الحفاظ على الظهر مستقيما، ونتمنى لكم حسن الإقامة على كرسي العمل




آخر تحديث ( 13 / 03 / 2007 )