عن موقع بلدية نابلس:
الصور: تنسيق الإدارة العامة للنخبة-من مصادر مختلفة
بلدية نابلس هي مؤسسة شبه حكومية أهلية تعمل وفق أنظمة وقوانين محددة وضعت وطورت على مدى السنين لتقديم أفضل الخدمات العامة لمواطنيها المحليين. وقد كان لبلدية نابلس دور ريادي ونضالي هام نظرا لمكانتها العلمية والتاريخية والحضارية ويعود الفضل في ذلك إلى القائمين عليها في تحمل المسؤوليات الجسام التي تقع على عاتقهم وتفانيهم في عملهم للسهر على راحة المواطنين .
العهد العثماني
تأسست بلدية نابلس عام 1869 حين تم تشكيل أول مجلس بلدي حيث فوض فضيلة الشيخ محمد تفاحة الحسيني ليكون أول رئيس للبلدية وحددت له الصلاحيات والمسؤوليات الملقاة عليه لتشمل العديد من النواحي مثل التعليم والصحة والبنية التحتية وشؤون التشغيل إضافة إلى الخدمات الرئيسية المتعلقة بالماء و الكهرباء والرخص والمهن.
--------------------------------------------------------------------------------
الانتداب البريطاني
وقبيل الانتداب البريطاني للمدينة عام 1917، أوكل المتصرف التركي إلى الشيخ عمر زعيتر ، رئيس البلدية آنذاك إدارة شؤون المدينة. وخوله له أيضا صلاحيات تشكيل حكومة محلية التي استمرت لمدة شهر حيث انتقلت هذه الصلاحيات للحاكم العسكري للمدينة.
وقد جرت أول انتخابات في العهد البريطاني عام 1925 ليتم تعيين السيد سليمان عبد الرازق طوقان كأول رئيس للبلدية وبقي رئيسا للبلدية حتى عام 1951.
--------------------------------------------------------------------------------
الحكم الأردني
خلال فترة الحكم الأردني للمدنية عام 1951، تضاعف اهتمام المواطنين بالانتخابات وظهرت المنافسة على أشدها حيث فاز بالانتخابات مجموعة من الشباب المثقفين وعين المهندس نعيم عبد الهادي رئيسا للبلدية. وبعد أربع سنوات وتحديدا عام 1955، عين المهندس نعيم عبد الهادي وزيرا للأشغال في حكومة المملكة الأردنية الهاشمية وتسلم الحاج معزوز المصري رئاسة البلدية. في عام 1957، أقيل المجلس البلدي المنتخب وتولى اللواء بهجت طبارة رئاسة البلدية وتعاقب على رئاسة البلدية بعد ذلك الحين عدد من المتصرفين ورؤساء الدوائر وقادة الشرطة حتى عام 1963 قبيل الاحتلال الإسرائيلي بسبب حالة الطوارىء التي سارت البلاد.
في العام 1963، جرت انتخابات أخرى للمجلس البلدي بمشاركة 65% من مجموع الناخبين وقد حاز المرحوم حمدي كنعان على أغلبية الأصوات وتم انتخابه من قبل المجلس ليكون أول رئيس بلدية منتخب في ذلك الوقت. في هذه الفترة، دأب المرحوم كنعان على تنفيذ العديد من المشاريع وتحسين مختلف المرافق وتطوير الخدمات العامة. وقد أولى عناية خاصة بتوسيع مشروع الكهرباء وتزويد بلديتي عنبتا وحواره بالكهرباء فضلا عن ايصال مياه آبار دير شرف بخزانات المدينة.
--------------------------------------------------------------------------------
الاحتلال الإسرائيلي بعد عام 1967وقد جرت أول حملة انتخابية للمجلس البلدي بعد الاحتلال الاسرائيلي للضفة الغربية وقطاع غزة وتحديدا في نهاية عام 1971 حيث كانت نسبة المشاركة الانتخابية 72% من مجمل أصوات الناخبين. فاز بأغلبية الأصوات المرحوم معزوز المصري ليصبح أول رئيس بلدية منتخب في فترة الاحتلال الاسرائيلي. في تلك الفترة تم تشييد العديد من المدارس وتحديث بعضها كما امتازت تلك الفترة بإعداد الدراسات التفصيلية والجدوى الاقتصادية للعديد من مشاريع البنى التحتية مثل الكهرباء والصرف الصحي والأبنية العامة التي تم تشييدها مثل سوق الخضار المركزي وتوسيع المكتبة العامة والمنتزهات العامة والحدائق.
أما ثاني حملة انتخابية بعد حرب الـ 1967، فقد جرت عام 1976 وبمشاركة نسبتها 54% من مجمل أصوات الناخبين إذ تنافس فيها ثلاثة وثلاثون مرشحا وقد انتخب السيد بسام الشكعة رئيسا للمجلس بينما تم انتخاب المرحوم ظافر المصري نائبا للرئيس. مرت البلدية في تلك الفترة بمرحلة حرجة حيث عانت من عجز مالي كبير بسبب السياسة المفروضة من قبل الاحتلال الاسرائيلي. وقد ارتأى رئيس البلدية وعدد من الأعضاء القيام بجولة إلى عدد من الدول العربية المجاورة في محاولة لجمع التبرعات والتمويل اللازم من أجل تغطية العجز في الميزانية وقد شيد في حينه أكبر مشروع كهرباء لتزويد المنطقة.
وفي شهر آذار من عام 1982، قامت سلطات الاحتلال الإسرائيلي بحل المجلس البلدي برئاسة السيد بسام الشكعة بسبب مواقفه السياسية المناهضة للاحتلال. في هذه الاثناء، قامت السلطات الإسرائيلية بتولي مهام المجلس وإدارة شؤون البلدية غير مكترثة بمصالحها الحيوية وأثرت على مجمل الحياة في مدينة نابلس حتى عام 1985 حين وافقت السلطات على طلب الغرفة التجارية باستلام السيد ظافر المصري رئاسة البلدية. وقد استشهد السيد ظافر الذي استشهد عام 1986 وعين نائبة السيد حافظ طوقان ليكون رئيسا للبلدية لغاية آذار من العام 1988 حيث تول رؤساء الأقسام فيها مسؤولية إدارة البلدية في حدود إمكاناتهم وصلاحياتهم.
--------------------------------------------------------------------------------
السلطة الوطنية الفلسطينية
استمرت حالة الفوضى هذه حتى تاريخ 14/7/1994 حين أوكلت مهام رئيس البلدية للمحامي غسان الشكعة قبيل نشوء السلطة الوطنية الفلسطينية. وقد شهدت البلدية في ظل إدارة السيد الشكعة مرحلة إصلاح ملموس سواء على مستوى الأداء الاداري أو الفني. وقد اتبع نمط إداري وقيادي تجسد من خلال رؤيته للأمور بشكل واقعي وعزمه على مواجهة التحديات السياسية والاقتصادية الاجتماعية التي تمر بها المدينة من منطلق مفهومه للشؤون البلدية وإحداث نقلة نوعية في طبيعة الخدمات، لم ينحصر اهتمامه فقط في تطوير وتحديث البنى التحتية من أجل تحقيق التنمية الاقتصادية في المدينة، بل أولى أهمية كبرى للفئات الفقيرة والضعيفة من المجتمع بحيث يعطي من وقته لمشاركتهم همومهم ومشاكلهم ومساعدتهم في ايجاد الحلول المناسبة للتخفيف عنهم. واستطاع تكوين أكبر شبكة من العلاقات الدولية بين المدينة والعديد من المدن العالمية من مثل ليل الفرنسية وكوما الايطالية.
لقد وقف الاحتلال الاسرائيلي حجر عثرة أمام ازدهار المدينة والتنمية الاقتصادية في المنطقة، إلا أن ذلك كان عاملا محفزا لتتسع آفاق البلدية أكثر في تصميم وتنفيذ العديد من المشاريع الحيوية في ظل ظروف وتحديات تعيق أداء الرئيس وأعضاء المجلس الذين دأبوا على تطوير الخدمات العامة للمواطنين وتحسين مستواهم المعيشي من خلال تأمين بيئة صحية واجتماعية ملائمة.
تعتبر بلدية نابلس حاليا من أكبر المؤسسات الفلسطينية من حيث حجم الخدمات التي توفرها للمواطنين وعدد المشاريع التي تقوم بتنفيذها بالاضافة إلى عدد الطاقم الإداري والفني الذي يشرف على تنفيذ أعمال البلدية فهي القوة المحركة لعجلة التنمية في المنطقة ومن أكبر قطاعات التوظيف في فلسطين. ومن بين انجازاتها الرئيسية تأسيس عدد من المراكز الثقافية التي تعنى بالطفل والمرأة.
كذلك إنشاء العديد من الحدائق العامة ومشروع المحافظة على الثقافة والموروث التاريخي من خلال مشروع ترميم البلدة القديمة بالاضافة إلى المركز التجاري الذي شيد في وسط المدينة إذ يشكل أحد المعالم الاقتصادية والعمرانية لمدينة نابلس. وخلال هذه الفترة وحيث كانت المدينة تعاني أزمة مياه خانقة في فصل الصيف، أصر المجلس البلدي الحالي على تحدي كل الظروف وتم حفر آبار مياه استطاعت تغطية احتياجات المدينة وتعدتها لتزويد بعض القرى والتجمعات السكانية خارج المدينة بالمياه.
وبرغم الظروف التي مرت بها والأحداث الحالية، لا زالت بلدية نابلس تزهو بما قدمت وعملت وتحرص على ان تقدم المزيد من أجل ان تكون نابلس حنونة فلسطين كما كانت على المدى
مبنى بلدية نابلس
.