ما آن لهذه السنوات العجاف أن ترحل عنا.!
كلما قاربنا التمسّك بالأمل أكثر، وبدأنا نداري آلامنا وموتنا، يحبطوننا بكل وسيلة ممكنة.!
التاريخ يعيد نفسه.
فقد طيّرت اللجنة القومية في نابلس برقية بتاريخ 31/12/1947 إلى ملوك
ورؤساء وبرلمانات العرب. ومجالس الشيوخ، والنواب ووليّ عهد المملكة العربية
السعودية والصحف العربية الكبرى جاء فيها:
(تسمعوا أعمال اليهود بخصوص وضع القنابل مع العزل فإلى متى؟!..
شرف العرب في فلسطين أن يموتوا دفاعاً عن بلادهم وصوناً لشرف العروبة،
ولكن تؤلمهم أن يموت أبناؤهم موت الخراف في الشوارع، وأيديهم يكبلها
الاستعمار بقيوده، وحديده وجنوده يؤلمهم تتابع هذه المآسي وعيون الأهل
ناظرة والسيوف مغمدة، يؤلمهم أن يناجيهم الموت الغادر وما تزال في نفوسهم
حسرة وقلوبهم ألم من الأهل والعشيرة فإلى متى يرى العالم قوافل النجدة
والعتاد من اليهودية العالمية ويسمع مقررات الدول العربية، فإلى متى؟)
نقلت لكم نصّ البرقية تماماً، فهل تغيّر تاريخ الحكام العرب.؟
التاريخ يعيد نفسه، ومن تربّى على العمالة والهوان، لا يمكن أن ننتظر منه
نصرة ولا اصطفاف مع قضايا الأمّة ومصالح الشعب العربي.. أبداً.