حرمة إفشاء السر
حرمة إفشاء السر وذكر الآثار الواردة في ذلك
اسمحوا لي نقل مقتطفات حول موضوع حرمة إفشاء السر من موقع الشبكة الإسلامية
ويحرم على كل مكلف ( إفشاء ) أي نشر وإذاعة سر , وهو ما يكتم كالسريرة وجمعه أسرار وسرائر . قال في القاموس : فشا خبره فشوا [ ص: 116 ] وفشوا وفشيا انتشر وأفشاه نشره . ولعله يحرم حيث أمر بكتمه أو دلته قرينة على كتمانه أو ما كان يكتم عادة . أخرج أبو داود عن جابر رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال . { المجالس بالأمانة إلا ثلاثة مجالس : سفك دم حرام , أو فرج حرام , أو اقتطاع مال بغير حق } .
وأخرج عنه رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال { إذا حدث رجل رجلا بحديث ثم التفت فهو أمانة } ورواه الترمذي وقال حديث حسن .
وأخرج الإمام أحمد عن أبي الدرداء : { من سمع من رجل حديثا لا يشتهي أن يذكر عنه فهو أمانة وإن لم يستكتمه } . وأخرج عن أنس رضي الله عنه : { ما خطب نبي الله صلى الله عليه وسلم إلا قال لا إيمان لمن لا أمانة له , ولا دين لمن لا عهد له } قال في الفروع : حرم في أسباب الهداية إفشاء السر . وفي الرعاية يحرم إفشاء السر المضر . انتهى .
وفي التنزيل { وأوفوا بالعهد إن العهد كان مسئولا } .
وذكر ابن عبد البر الخبر المروي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم { من أسر إلى أخيه سرا لم يحل له أن يفشيه عليه } .
[ ص: 117 ] وقال العباس بن عبد المطلب رضي الله عنه لابنه عبد الله : يا بني إني أرى أمير المؤمنين يدنيك , يعني عمر رضي الله عنهم , فاحفظ عني ثلاثا : لا تفشين له سرا , ولا تغتابن أحدا , ولا يطلعن منك على كذبة .
وقال الحكماء : ثلاثة لا ينبغي للعاقل أن يقدم عليها : شرب السم للتجربة , وإفشاء السر إلى القرابة والحاسد وإن كان ثقة , وركوب البحر وإن كان فيه غنى . ويروى : أصبر الناس من لا يفشي سره إلى صديقه مخافة التقلب يوما ما . وقال بعض الحكماء : القلوب أوعية الأسرار , والشفاه أقفالها , والألسن مفاتيحها , فليحفظ كل منكم مفاتيح سره .
والله المستعان!