إلى روح الشهيد البطل : يوسف العـظمة
في ذكرى جلاء المستعمر الفرنسي عـن أرض سوريا الغالية
في 17 نيسان ( أبريل ) عام 1946
لغـير السوريين ممن لا يـعـرف الشهيد البطل / يوسف العظمة
كان وزيراً للحربية عند دخول قوات الاستعمار الفرنسي إلى سوريا الغالية
فخرج مع مقاتليه لمقاومة الفرنسيين رغم يقينه بالفرق الشاسع بالقدرات العسكرية
لكن لكي لا يقال بأن الفرنسيين دخلوا سوريا الأبية بلا قتال أو مقاومة
فروى هو ورفاقه تراب الوطن بدمائهم الزكية
وتابع الشعب السوري نضاله وثورته لنيل الاستقلال حتى تحقق في 17 نيسان 1946
السلام على روح يوسف العـظمة وأبطال ثورات الاستقلال وقادتهم ( سلطان باشا الأطرش وصالح العلي وإبراهيم هنانو وغيرهم من القادة وأبطال الاستقلال ) .
( ذكــــراك َ زمــــــزم )
مَعـيـنَ ذكــراكَ شـعـري ظـامـئـاً ورَدا
يـا أيـهـا الحـيُّ في وجـدانــنـا أبــــدا
ولـدتَ مــن رَحِــم الفيـحـاء ذا شـمـم ٍ
أنـعـم بــه رحـمـاً ، أكـرم بمَـن ولــدا !
قـبَّلـتـهـا آخـــرَ الـقُـبْـلات فـافـتـرشـت
خـصـيـبَ خـافـقـهـا تـغـفـو بـه رغـــدا
أبيـتَ وصمـة عــار ٍ فــي الجبـيـن إذا
قـال العِـدا لـم نجـد فـي وجهنـا أحــدا
خـرجـت مـؤتـزراً بالـحـق ، ممتشـقـاً
تاريـخ َ يـعـربَ ، بالإيـمـان مُعـتـضـدا
أدرت ظـهــرك للـدنــيـا بـــلا أســــف ٍ
لـجـنـَّة الخـُلـد تسـعـى شـوقـك اتـقــدا
وجهـاً لـوجه ٍ إلى الهـيجـا بـلا وجـل ٍ
لـم تخـشَ منهـم عَـتـاداً زاد أو عَــددا
ألقيت نفسـك فـي حضـن الـردى فبـدا
منـك الــردى خائـفـاً وانـهـار مُرتـعـدا
وقُـــدتَ كـوكـبـة الأحـــرار تسـبـقـهـم
ورأسَ حربتـهـم قــد كـنـتَ والـرَّشَــدا
غـزلـتـمُ الـبُــردة الـحـمـراءَ مـفـخـرة ً
لـنـا ، وهـيـهات تبلى بُـردة الـشُـهَـدا
حُيّيـتَ يـا أعـظـم العـشـاق تضحـيـة ً
أرخصت روحكَ في ساح النضـال فِـدا
مـــآذن الأمــــويِّ الـدَّمــعُ وشــَّـحـهـا
وشـحَّ بعـدك مـن فـرط الأسـى بــردى
بحـرٌ لنـا أنـت نـرسـو فــي شواطـئـه
وأنـــت أطـــولُ مِــنـّـا قــامــة ًويــدا
كتبـتَ بالـدم فــي سـفـر الخـلـود لـنـا
سطورَ مجد أضاءت في الظـلام هُـدى
حملـتَ مشعـلَ مشـوار الخـلاص وقـد
تـنـاولـتــه يـــــدُ الـــثـــوّار مُــتـَّـقــدا
مـازال غـرسُـك فــي وجدانـنـا نـضـراً
وأنـــت حَـــيٌّ وإن فـارقـتـنـا جَــســدا
ذكــــراك زمـــزمُ تـشـفــي داءَ واردها
وفـجـرُ ذكــرك يـجـلـو هَـمَّـنـا الـلُّـبََـدا
قـلــبُ الـعـروبـة ســوريّــا ورايـتُـهــا
عِـز ّا ً تـُرفـرف ُ في أقصى الـعُـلا أبـدا
تــهــون أرواحــنــا ذوداً وتـضـحـيـة ً
جـيـلاً فجـيـلاً توارثـنـا هـــوى وفِـــدا
حُييتَ ( يوسفُ ) ما فـاحَ الصباحُ ومـا
تـبسَّـمَ الـوردُ في شـام الـهـوى رغــدا
عـيـد ُ الـجـلاء بـه الأمـجـاد ُ يـانــعــة ٌ
في ظـلـه كــلَّ حـيــن ٍنـنتـشـي ســُـعَـدا
بعـد التحية نشـدوها ( حُـماة َ الديارْ)
والياسـمـيـن ُ يُـهـنـّي قـاسـيون َ غـدا
( كتبت القصيدة قبل عامين في 16 نيسان )