يقول الله تعالى مخبرًا عن طعام أهل النار :
( ليس لهم طعام إلا من ضريع . لا يسمن ولا يغني من جوع )
ويقول الزمخشري في معنى هذه الآية : ( أو أريد أن لا طعام لهم أصلاً ؛ لأن الضريع ليس بطعام للبهائم فضلاً عن الإنس ، لأن الطعام ما أشبع أو أسمن ، وهو بمعزل كما تقول : " ليس لفلان ظل إلا الشمس " تريد نفي الظل على التوكيد )
و الضريع - كما قيل - ييبس الشبرق وهو جنس من الشوك ترعاه الإبل ما دام رطبا فإذا يبس تحامته الإبل وهو سم قاتل قال أبو ذؤيب:
رعى الشبرق الريان حتى إذا ذوى == وعاد ضريعاً بان عنه النحائص
وقال :
وحبس في هزم الضريع فكلها == حدباء دامية اليدين حرود
وهذه صورة شجر الشبرق كما نقل الزبيدي عن أبي زيد
وهذه زهرتها الحمراء كما وصف، ويلاحظ فيها الشوك، فحين تيبس تصير ضريعا ليس إلا جمعا من الشوك والعروق الجافة التي لا تسمن ولا تغني من جوع
والله أعلم