الذي يلاحظ المشهد العربي في وقتنا الحالي خصوصاً مع رياح التغيير التي جرت وتجري في بعض بلادنا
العربية وموقف الغرب منها حقاً عليه أن يسأل نفسه ، ما دور وحجم الدول الغربية في التدخل بهذه
الأوضاع ، مؤكد هنالك تدخل وهذا طبيعي في ظل المحافظة على مكاسب تلك الدول في بلادنا العربية فهي
تسعى جاهدة بأن لا تتأثر سلباً في هذا التغيير العربي ، بل وتريد أن تستفيد من هذا التغيير للمحافظة على
نفوذها التجاري والاقتصادي والسياسي حتى ، وجميعنا يعلم بمدى نفوذ الغرب في تلك الاتجاهات .
ففي هذه الفترة الوجيزة طالت رياح التغيير تونس ومصر وهذه الرياح مستمرة وقد تحصد رؤوس أخرى
وهي مستمرة في اليمن والبحرين وليبيا .
الذي يهمنا الآن موقف الدول الغربية من دولنا العربية ، فنلاحظ أنه في تونس ومصر واليمن والبحرين لم
يتم اصدار أي قرار أممي أو حتى يجتمع مجلس الأمن لبيان الوضع في الدول العربية التي شهدت أحداث
التغيير اللهم فقط في ليبيا ، لذلك نلاحظ سرعة انعقاد جلسة مجلس الأمن وسرعة في تكوين مسودة قرار
ومن ثم القرار .
وهذا يقودنا مستقبلاً إلى اصدار قرار آخر قد يكون فيه الضوء الأخضر لدخول ليبيا عسكرياً .
يقيناً ليس الهدف من هذا القرار حماية مواطني ليبيا ، بل هو بطبيعة الحال لتكرار تجربة اجتياح العراق
بحجة أسلحة الدمار الشامل ، فجميعنا يعرف موقع ليبيا إضافة إلى كونها بلدا نفطياً .
لذلك من حق المواطن العربي أن يطرح السؤال التالي :
أين كان مجلس الأمن في أحداث تونس ومصر واليمن والبحرين ؟
وهل العقوبات على ليبيا الهدف منها حماية الأبرياء أم لإحتلال ليبيا ؟
وهل الأمم المتحدة تتعامل مع الدول وفق سُلم معين كدولة غنية ودولة فقيرة ؟أم كشعوب متساوية في حقها
أن تعيش حياة كريمة في أي مكان في العالم .