عندما ندرك ان كل شئ في الحياة له مسير يشبه مسيرنا نركن إلى السلام والمضي نحو الامام
مقتصة من كتاب متاهات فصل " ملح ايوب_" زيناء ليلى
أقف ...... أتأمّل إغواء الشّمس لجسد البحر العاشق دوماً ، الغامض في حنانه ، الزّاجر بقدرةٍ و تمهّل ..الصبور جداً .
يصل رزاز الموج إلى فمي و بلا شعورٍ مني يخرج لساني ليتحسّس طعم الملح على شفتيّ وأضحك ... إنها قبلة التّرحيب بطعمها الفريد ..
ينتـابني خاطـرٌ......... ..لولا الحيـاء لكـ...نت ألُقـي بجسـدي في أحـضانـه
تبتسم عبير وتقول : - ما وراء هذا الصّمت الّذي ارتداك ...........؟
سكون البحر أم حرارة الشّمس أم كليهما معاً .
أبتسم وأعلّق : عندما تجتاحنا الخواطر ، ألفُ ألفِ خاطرٍ ، ومعها نعاني مئـات الانفعالات المحبوسة في داخلنا .. منها مدفونة ومنهـا مجهولةٌ
يصبـح الصّمـت أداة التّعبيـر الوحيـدة عن مكنونــات النفس وأسرارها كصوت البحر المهيب ...
تمسـك عبير بيـدي وتقول : كما قلتِ مهيب ، انزلي على مهل على تلك الصخور ، سأجلسك هنا حيث نتكلم بصوت شجــيٍّ . لا ينصـت إليـنا إلاّ البـحر ،
حيث تشـاركنا الموجـات أنـين انكسـارهـا وتحديها وطهارتها ، عند خــروج روحها بزبدٍ يعتليها ...
أجلـس القرفصاء ، أنا وعبير ، أمرّر يدي على سطــح البحـر ، وأجمع الماء بكلتا يـديّ ، فينساب منهـا هاربــا ، ولا يبقى منه إلاّ بضـع قطـراتٍ تلحسهـا الشّمس ...
أتمتـم : حتـى الماء هرب منّي هروب الأحلام .
تلتصـق يـد عبـير بيـدي وتضـمّ أصابعـي وتقول :
- هكذا لن يهرب الماء ، حتى يبتلّ جوفك ، ويغيّر بطعمه حياتـك فالأصابع المنفردة والكفّ الواحد ، عاجزٌ عن إتمـــام مشروعٍ صغير .