الانتقال لمنزل جديد ذكرني بقصة قصيرة لنادين جورديمر عنوانها (مستعمرة النمل الابيض) و فيها تقول الكاتبة ان عمليات (التعزيل) تجعلنا نفقد الكثير من الاشياء الضرورية احيانا و التي نكتشف اننا نستطيع الاستغناءعنها . و نكتشف الكثير من الاشياء في الوقت نفسه و التي صنفناها في وقت سابق على انها كراكيب و نستغرب من انفسنا هذا التصرف . .
و فعلا فقدنا الكثير من الاشياء في هذه الايام العصيبة و المكركبة و منها مفتاح البناء الرئيسي و قمع الزيت و قصاصة الاظافر و علبة فراشي الاسنان . ... الخ
مما اكتشفته بعد تركيب شاشة التلفزيون اننا لم نصل الرسيفر بالصحن اللاقط و عبثا حاولنا التقاط اي محطة مهما كان ما تبثه و بعد ايام من البقاء بدون تلفزيون و الاعتماد على الراديو التقطنا القناة الارضية الاولى التي لم نشاهدها منذ خمسة عشر عاما على الاقل كنت اظن ان القناة توقفت لكنني وجدت عدة قنوات اخرى. لم تكن الصورة صافية كما هو بث المحطات الفضائية لكن اولاد عصر الايفون و الايباد و اللاب توب تسمروا امام الشاشة و بدأوا يتابعون فيلم لشارلي شابلن و مستر بين و كأن على رؤوسهم الطير .
هذا الطقس الحميمي من تجمع الاسرة امام فلم تلفزيوني او مسلسل شاهدناه لعدد من المرات يفوق المئة من اجمل ماحدث لي اثناء الانتقال للبيت الجديد