مساهمات المرأة العملية في تجميل الكرة الأرضية
--------------------------------------------------------------------------------
كل تلك الأيام.. وأنا أظن- إثماً - أن اهتمام المرأة المفرط بشكلها، وتحسين خلقتها (بالكسر) قبل خُلقها (بالضم) .. هي طريقة لإثبات الذات، أو رضوخ لما هو مطلوب منها في المجتمع بأن تكون جميلة وتصمت... فالفتاة الجميلة تستطيع أن تستحضر حظها زاحفا على بطنه بشرطة عينيها
فتحصل مثلاً على مكان - جنب الشباك- في سيرفيس محشو بالركاب، أوتنتقي وظيفة من بين عدة وظائف في عز دين أزمة البطالة، بفارق درجتين نط لفوق أكثر مما تسمح به مؤهلات شهاداتها !!
والفتاة الجميلة هي الأروج في سوق الزواج، تتباهى بأعداد المتقدمين والواقفين طوابير من فئة النخب الأول، إضافة إلى ما تسمعه من مديح وثناء وغزل تعزز ثقتها بنفسها طوال أيام حياتها المديدة
لذااااا فهي تتابع- بضراوة- طرق التثبيت(لو كان حسنها رباني) والتحسين(لو كانت نص نص) والتدليس(لو كانت غير جميلة)، بدءاً من آخر صيحات الموضة( زم، وتقصير، وكشاكش) إلى عصير الكيوي على وجهها، وحلقات الخيار فوق عينيها (إلى الشد والنفخ والشفط) من مستحدثات الطب والجراحة...
لكني اكتشفت أنها مجرد فذلكة مني كغيرها من فذلكاتي، فليست المكاسب الشخصية همَّ المرأة، ولااثبات الذات أو لفت النظر أو حتى المباهاة بعدد المعجبين..بل الحب.
فقد قرأت في بحث عن الحب:
" تختلف مراحل الوقوع بالحب ما بين الجنسين.. فالحوافز البصرية أسهل لدى الرجال منها لدى النساء، " هذه المعلومة تتطابق مع المثل الذي يقول: يحب الرجل بعينيه والمرأة بأذنيها"
أيواااااااااا هكذا إذاً. القصة أصبحت أوضح من عين الشمس، الست حواء- جماعتنا- تهلك نفسها تلويناً وتزويقاً لصنع حوافز للحب وإنتاجه. والحب – كما تعلمون – مُنتج مهم لعيش الحياة بشكل أفضل وأمتع، فحين يغطس الرجل في مغطس الحب متبعاً خطة: نظرة فابتسامة فكلام ، يصبح وجه الحياة الكحلي المنيل بنيلة بمبي كما تؤكد سعاد حسني
هكذا فحواء حين تتجمل تسهم بتجميل الكرة الأرضية، فتقوم بتوصيل دارات الحب لضخ الطاقة في عمنا آدم
فينسى الزحام.. والغلاء.. والواسطة.. والرشوة.. ونشرات الأخبار.. وتصريحات المسؤولين. ومعاملات مؤسسات الدولة ..وآخر اهانة سمعها ..ويدق في صدره طبلٌ بلدي مؤكداً أنه مواطن سعيد
إذن
- تزيني ياامرأة واطرقي بكعبك العالي، كي يطلق كيوبيد سهامه، ويدور العالم في مدارات الهناء..
سوزان خواتمي