سقوط الأمة ..... !!
يا تونس الخضراء طار صوابي
فرميت أقلامي وبعت كتابي
يا تونس الخضراء جئتك باكيا
وسعير حزني في عظيم مصابي
هل صار قتل الناس فيك محللا
ورميتِ كلّ الحسن من أعتابي
قد غام في ذهني تعاليم الهدى
وغدا ضبابي من يلّـف ضبابي
وعرفت أنّا قد أضعنا دربنا
لنتوه بين مغلَّقِ الأبواب
يا تونس الخضراء كنت ملاعبا
لذوي العقول وأكبر الألباب
ماذا جرى لتصير أرضك مذبحا
ويصير مسجدها بلا محراب
ويصير فكرك تائها متعصبا
ويصير أمنك ضائعا بتراب
الأمن كنت وكان فيك مسافر
بالأمن كل الناس دون هياب
هل هاجرت منك اليمام وأقفرت
منك الغصون لبومة وغراب
الفكر أصبح قاتلا ومجاهرا
بالقتل مجنون اباح عذابي
ما هكذا قد كنت يا محبوبتي
أنسيت أنك حلوة الأعناب
حتى يبيح القتل فيك مغامر
ويسيل دمع من سواد سحابي
هات الجروح لكي أضمد حزنها
ليذوق زيتوني شذا العنّاب
إسلامنا دين التسامح كلّه
لا القتل فيه ولا شريعة غاب
والله قد جعل المحبة شرعة
لا الذبح فيه ولا نذير خراب
بغداد تبكي والفرات دموعها
وكذا دمشق تصيح يا أصحابي
بردى يئن لهول ما يجري به
وابْيَـضَّ أحداثا جناحُ غراب
والياسمين كما النخيل مولول
متألم من غزوة الأحزاب
وكتبت شعرا كي ألمّ تشرذما
ونصحت شعبا لا يحبّ خطابي
يا تونس الخضراء وجهك عابس
قد شوهته جهالة الأحباب
يا تونس الخضراء أنت جميلة
قد ذوّبت من نظرة أعصابي
فلم الدماء على ثراك غزيرة
سُفِكت بأيد زارعات سراب
يا أمّة باتت تُغَـيّر دينها
وتبيح ذبح النّاس للأنصاب
يا أمّة باعت جميع مصيرها
لمغامر متألِهٍ ومرابي
يا أمّة باتت تقاد بشعرة
وبزيف كذّاب وزيف خطاب
ويسوسها بالسيف أرذل خلقه
ويبيح لحم قطيعها لكلاب
تاريخها قد صاغ كلُّ منافق
تاريخها من ساقط كذّاب
سيراك كل النّاس أنّك أمة
ليست تساوي من جناح ذباب
والشعب إن لم ينتبه لمصيره
أبدا يكون بزمرة الأذناب
شعبي يقسّمه الزمان لأحمق
أو عالم متساقط متغابي !!
عدنا قبائل ليس تعرف ربها
وعداوة الأعراب للإعراب