بقلم: ماريجكي جونغبلود
يعرف كل المقيمين في الإمارات العربية المتحدة أن البحار المحيطة بالدولة تزخر بالحياة التي يرون انعكاسها في الأنواع الكثير من الأسماك على موائدهم اليومية. غير أن ما لا يعرفه الناس هو أن الخليج العربي وخليج عمان موطن لعدة أنواع من الثدييات البحرية. وأحد هذه الثديات وهو عجل البحر أو الأطوم، كان موضوع مقالة في عدد سابق من الشندغة. أما في هذه المقالة فسنلقي الضوء على الحيتان والدلافين التي تعيش في منطقتنا.
يعتقد أن حوالي ثلث 81 نوعاً من الحيتان والدلافين التي تسمى عموماً برتبة الحوتيات تعيش قرب سواحل الإمارات العربية المتحدة. وهذه الرتبة تقسم إلى فرع حيتان البالين والحيتان ذات الأسنان التي تضم أيضاً الدلافين.
الدلافين معروفة أكثر في المنطقة لأنها توجد بأعداد كبيرة وغالباً ما تكون فضولية ولعوبة وتسمح للناس بمراقبتها عن قرب.
وبشكل عام، فإن المياه العميقة عند الحافة القارية قبالة الساحل الشرقي تؤوي أنواعاً أكثر من هذه المخلوقات من الشواطئ الرملية الدافئة في الخليج العربي. ففي المياه الشرقية يمكن للمرء أن يعثر على حوت العنبر (فيسيتر ماكروسيفالوس) الذي يصل طوله 20 متراً والحوت الأزرق الأكبر حجماً (باليانوبترا ماسكولوس) الذي يمكن أن ينمو ليصل طوله 30 متراً (في الأيام التي لم يكن يتعرض فيها للصيد المكثف) إضافة لأكبر أنواع الدلافين حجماً وهو دولفين ريسو (غرامبوس غريسيوس) الذي يبلغ طوله 4 أمتار.
أما في مياه الخليج العربي وفي المياه الضحلة في الأقنية بين المصاطب الطينية وسبخات القرم فيوجد الدلفين عديم الزعنفة النادر (نيوفوكيانا فوكيانويدس) حيث يمضي معظم وقته هادئاً مسترخياً، فيما الدلفين الأحدب الشائع جداً في المحيطين الهادي والهندي والذي يعرف عنه خجله (سوزا شيننسس) يفضل المياه الضحلة لكن المفتوحة.
إن معظم ما نعرفه عن الحوتيات المحلية كان مستمداً في البداية من استكشافات أعضاء مجموعة أبو ظبي للتاريخ الطبيعي أواخر السبعينيات وأوائل الثمانينيات من القرن الماضي. ولاحقاً لذلك قام روبرت بالدوين بإجراء دراسة أكثر منهجية بعد حصوله على منحة من بنك الاتحاد الوطني لمسح مياه وسواحل الإمارات. وأضيفت بيانات جديدة بشكل منتظم على يد أعضاء مجموعة الإمارات للتاريخ الطبيعي أثناء قيامهم برحلات استكشافية على امتداد سواحل الإمارات وبراريها.
تعتبر الثدييات البحرية حيوانات مثيرة للاهتمام على نحو خاص لأنها على الرغم من عيشها في الماء فإنها بحاجة للهواء حتى تتنفس وبالتالي عليها الخروج للسطح بشكل منتظم لاستنشاق الهواء عبر منخر أو أكثر في قحف الرأس. كما أن تيار الهواء المتدفق عبر هذا المنخر يمكن في حالة الحيوانات الكبيرة سماعه ورؤيته من على مسافات بعيدة. والحاجة لاستنشاق الهواء تجعل الحوت أو الدلفين ضعيفاً أمام شبكات الصيادين. وقد كانت الدلافين التي تقع ضحايا شباك الصيد التي تستهدف أسماك التونة مخيفة في السابق. أما اليوم فإن الناس أخذت تقاطع منتجات التونة حين تعلم أنها قد صيدت بشباك البحر الضخمة التي توقع بأسماك التونة بداخلها.
هذه الحيوانت تعزل نفسها عن الماء البارد المحيط بها بطبقة دهنية لتحافظ بذلك على حرارة جسدها قريبة من حرارة 38 درجة مئوية. وتلد إناث هذه الحيوانات مولوداً واحداً في كل بطن ويولد بخروج ذيله أولاً. ويجب أن يرتفع الحوت أو الدلفين فور ولادته إلى سطح الماء ليبدأ باستنشاق أنفاسه الأولى.
وتتميز الحيتان والدلافين ذات الأسنان بنظام سونار مثير جداً يمكن بعض الدلافين على سبيل المثال من تمييز الأشكال المتشابهة من على أبعاد يكون فيها البصر حسيراً. كما تستطيع التخاطب مع الدلافين الأخرى وتحديد موقعها بالصدى في الوقت نفسه، بل وحتى مع أهداف متعددة بعيدة وقريبة معاً أو تحديد الزوايا الصحيحة من الحزمة الأساسية لتحديد الموقع بالصدى. وحتى الآن لايوجد أي نظام سونار صنعه الإنسان قادر على تحقيق إنجاز يقترب من هذه الإمكانات مجرد اقتراب. ولمعالجة وتحليل هذا القدر من المعلومات، فإن لدى الكثير من الدلافين أدمغة كبيرة الحجم داخل جماجمها بصلية الشكل.
من بين حيتان البالين، توجد ستة أنواع في المنطقة. وحيتان البالين ليست بذات أسنان، ولهذا تقوم بترشيح مياه البحر لاستخلاص الفرائس الصغيرة منه والتي تشكل طعامها. والبالين هو اسم فك الحوت الذي تتميز به هذه الحيتان وهو يتكون من مئات من الصفائح الفروية التي تشبه المشط والتي تمتد من حافة الفك العلوي. كل صفيحة منها لها عدد كبير من الشعرات القاسية التي تشكل مع بعضها بنية شبيهة بالغربال لتقوم بترشيح الماء من الأسماك الصغيرة والقشريات.
أكبر هذه الحيتان هو الحوت الأزرق (باليانوبترا ماسكولوس) الذي يصل طوله 25 متراً ويزن أكثر من مئة طن. أما أضخم حوت جرى تسجيل وزنه حتى الآن فكان أنثى حوت أزرق تزن 190 طن (مايعادل وزن 90 فيلاً) مما يجعل منها أضخم مخلوق عاش على كوكب الأرض حتى يومنا هذا. مولود هذه المخلوقات يبلغ 7 أمتار طولاً و2500 كيلو غرام وزناً، ويحتاج إلى 190 لتر من الحليب يومياً مما يجعل وزنه يزيد 600 كيلو غرام أسبوعياً. الحوت الأزرق البالغ يأكل حوالي 4000 كيلو غرام من القشريات الشبيهة بالربيان يومياً. وتعيش هذه الحيوانات فرادى أو أزواج، وربما يعود ذلك لحاجتها إلى مساحات كبيرة لتحصل على غذاء كاف. وقد كانت ضحية عمليات صيد لاترحم من جانب صيادي الحيتان. بين عام 1963 و1966 فقط قام صيادو الحيتان الروس بقتل أكثر من 1200 منها في مياه خليج عمان لوحده. (خلال هذه الفترة ذهب 849 حوت برودس و242 حوتاً أحدب و954 حوت عنبر ضحية للصيد التجاري في المياه العمانية وحدها). ولم يعد في العالم كله الآن سوى مابين 5000 و1000 حوت أزرق.
صناعة صيد الحيتان، التي تقلصت كثيراً في السنوات الأخيرة بفعل حظر صيدها، ازدهرت كثيراً في القرون الماضية. وكانت الحيتان تصاد أساساً للحصول على الزيت الذي ينتج من طبقة الدهن تحت جلدها. وقد كان هذا الزيت يعرف باسم "الذهب السائل" لصناعة الصيد. وكان يستخدم في القرون الماضية لتشغيل الفوانيس ثم دخل لاحقاً في صناعة الصابون وأحمر الشفاه ودهون الطبخ والمثلجات وزيوت الآلات وحتى الغليسيرين الداخل في صناعة المتفجرات.
أما صفائح البالين، والذي يدعى أيضاً عظم الحوت، فكان يستخدم لصناعة مقابض الأسواط والأحذية والمراوح والكثير غيرها من المنتجات التي لايتوقعها المرء مثل مشدات البطن للنساء! ومع أن أكل لحم الحيتان لم يكن شائعاً جداً في الغرب أبداً، فإنه يعتبر من الأطايب في اليابان حتى يومنا هذا. أما جلد الحوت فكان يستخدم لصنع أربطة الأخذية وكراسي الدراجات والحقائب اليدوية والأحذية. فيما دمها استخدم في انتاج الأسمدة والغراء. وحتى أوتار الحوت كانت تستخدم في صناعة مضارب التنس فيما الأنسجة الضامة كانت تعطي هلاماً يدخل في صناعة الحلويات وأفلام التصوير.
ومن المنتجات المميزة لهذه الصناعة مادة العنبر التي تعرف بذهب الحوت. تتشكل هذه المادة في المعي الغليظ لحوت العنبر وتخرج منه حين يتقيأ. وغالباً ما يعثر عليها طافية على سطح البحر أو على الشواطئ بعد أن يجرفها الماء، وكذلك حين قتل الحوت أيضاً. ورغم هذا المصدر غير المريح، فإن رائحة العنبر زكية جداً. وكانت تباع في السابق بوزنها ذهباً كعلاج أو كمادة مقوية جنسياً أو كعنصر في العطور والمستحضرات التجميلية. وكانت أكبر كتلة يعثر عليها حتى الآن تزن 635 كيلوغراماً، وهي كتلة ضخمة تجعل المرء يتعجب كيف استطاع حوت العنبر أن يخرجها من جوفه.
حوت البالين الثاني من ناحية الحجم هو حوت الزعنفة (باليانابترا فيسالوس) الذي ينمو حتى طول 20 متراً. وهو حوت سريع الحركة يمكن التعرف عليه من شكل البقعة البيضاء التي تمتد من بطنه وعلى امتداد فكه الأسفل إلى فمه. وهو حوت يعيش في البحار المفتوحة كما يتردد على المياه الساحلية ويوجد في الخليج العربي وفي السواحل الشرقية.
أما الحوت الأحدب (ميغاتيرا نوفيونغليا) فهو الحوت الذي استقطب أكبر قدر من الدراسات في منطقتنا، وخصوصاً من قبل الباحثين المتطوعين الأعضاء في المجموعة العمانية لبحوث الحيتان والدلافين. ولم يسجل وجود هذا الحوت في مياه الخليج العربي بل قبالة الساحل الشرقي. وقد أخذ الحوت الأحدب اسمه من الطريقة التي يقوس فيها ظهره قبل أن يغطس ولهذا الحوت زعانف بيضاء نحيلة وطويلة والكثير من الكتل اللحمية (حدبات) على رأسه وذيله تكون بيضاء من الأسفل. يقذف الحوت بذيله عالياً في الهواء حين يغطس وقد تعلم أعضاء المجموعة العمانية لأبحاث الحيتان والدلافين أن يميزوا بين هذه الحيتتان الحدباء فرداً فرداً من شكل الكتل اللحمية على ذيولها. وقد تم حتى الآن تسجيل 54 حوتاً منها تأتي لتتغذى خريفاً في خليج مصيرة وتتناسل في فبراير ومارس قبالة ساحل ظفار. وهذا يعتبر سلوكاً غير معتاد عند الحيتان الحدباء لأن أخواتها في باقي أنحاء العالم تهاجر لمسافات بعيدة بين مواطن غذائها ومواقع تناسلها.
ويعرف عن ذكر الحوت الأحدب غناؤه تحت سطح الماء، حيث يصدر تواترات معقدة من الأنات والصرخات الطويلة الحادة والصغيرة وغيرها من الأصوات في تركيبات مختلفة ومتباينة يغنيها وفق ترتيب محدد. وقد تستغرق هذه الأغاني بضع دقائق أو تطول نصف ساعة. كان حظي طيباً إذ استمعت لجزء من أغنية حوت سجلها علماء المجموعة العمانية لدراسات الحيتان والدلافين، وكانت نغماً أنينياً ترك أثراً عميقاً في نفسي. ولا يعرف على وجه الدقة بعد وظيفة هذه الأغاني. لكن ربما تكون جزءاً من طقوس التزاوج أو النظام الاجتماعي لهذه الحيتان.
من بين الحيتان الأصغر حجماً هناك حوت برودس (باليانوبترا إيديني) وحوت ساي (باليانوبترا بوريليس) وحوت المنك (باليانوبترا أكيوتورو ستراتا).
سجل وجود حوت برودس في الخليج العربي وخليج عمان. وربما يكون أكثر الحيتان شيوعاً في الساحل الشرقي و يتكاثر فيها. ويمكن تمييزه عن حوت ساي الذي يشبه كثيراً بوجود ثلاثة حواف متوازية على قحفه تنتهي عند منخره. ومع أن حيتان المنك هي الأوفر في العالم، فإنها نادرة جداً في هذه المنطقة. وهي أصغر الحيتان ويمكن تمييزها أحياناً بوجود شريط أبيض على زعانفها العلوية. وتنمو حيتان ساي لطول 20 متراً ويمكن الخلط بسهولة بينها وبين الحيتان الأخيرة القريبة منها بالحجم. غير أنها نادراً ماترى لأنها تبقى في المياه العميقة.
أما الحيتان ذات الأسنان فممثلها في منطقتنا هو حوت العنبر (فيستر ماكروسيفالوس) الذي سجل وجوده في خليج عمان فقط. ويمكن أن يصل طوله إلى 20 متراً كما يمكن تمييزه من الاتجاه الأمامي الذي يأخذه تيار زفيره ومن الشكل الأحدب لزعنفته الطهرية.
أما باقي الحوتيات ذات الأسنان كلها في منطقتنا فهي من الدلافين وبينها الحيتان القاتلة التي أعطيت هذا الاسم خطأ والحيتان القاتلة الزائفة.
الحوت القاتل أو حوت أوكرا (أورسينوس أوكرا) هو أكبر الدلافين حجماً ويمكن التعرف عليه بسهولة من ألوانه السوداء والبيضاء شديدة التباين والتي تتضمن بقعة بيضاوية بيضاء فوق العينين. تنمو دلافين أوكرا لطول عشرة أمتار وتزن 8 أطنان.
هذه الدلافين تعيش وتصيد في أسراب قد يصل تعدادها إلى 30 دلفيناً. والذكر منها يظهر قدراً عظيماً من النشاط حيث تجدها وهي تصرخ وتقفز وتصخب وتنتصب فوق سطح الماء على ذيولها لتستطلع ما حولها.
وأكثر ما يميز دلافين أوكرا، إلى جانب لونها، هو زعانفها الظهرية المثلثة والكبيرة التي قد تصل المترين طولاً عند الذكور البالغة. تصطاد هذه الدلافين فرائسها في جماعات كما طورت في المناطق المتباينة من العالم تقنيات تختلف حسب الفرائس المتوفرة في هذه المناطق. وفي يناير من عام 2001 سجلت حادثة طاردت فيها دلافين الأوكرا 31 دلفيناً إلى سواحل عمان الجنوبية.
من بين هذه الدلافين الهاربة، أنقذ الأهالي في إحدى القرى 20 دلفيناً وأعادوها مرة ثانية إلى الماء. أما الدلافين الإحدى عشر الميتة فكان معظمها من نوع أنف الزجاجة، إلا أن ثلاثة كانت من الدلافين خشنة الأسنان (ستيغر بريدانيسس) التي لم يسجل وجودها في المنطقة حتى تلك الحادثة. على كل حال، على الرغم من اسمها المخيف فإن الحيتان القاتلة لم يعرف حتى الآن أنها هاجمت وقتلت بشراً.
أما الحوت القاتل المزيف (سيدوركا كراسيدنس) فقد سجل وجوده في الخليج العربي وخليج عمان. وهو أيضاً يعيش ويصيد في أسراب يصل تعدادها حتى 30 فرداً ويعرف عنها حبها للعب والحياة الاجتماعية. وغالباً ماتقفز هذه الحيتان من الماء في الهواء كاشفة كامل جسدها الأسود للعيان ورأسها المدبب وتركب الأمواج التي تخلفها السفن وراءها. ويمكن أن تقترب من البشر بحيث يلمسونها وتعتبر محببة جداً عند مراقبي الحيتان
دولفين روسو هو أيضاً دلفين ضخم قد يصل طوله إلى 4 أمتار ويعيش في خليج عمان. يعيش في المياه العميقة ومن عادته الانتصاب على ذيله فوق الماء للاستطلاع غير أنه لايقفز من الماء. وعادة مايكون مظهره مليئاً بالندوب، ولابد أن مرد ذلك هو المواجهات العدوانية بين أفراد السرب.
إن الدلافين عموماً معروفة أكثر من الحيتان لأن الصيادين وركاب اليخوت والزوارق الشراعية غالباً ما يصادفون بعض فصائلها. وأكثر الأنواع التي يصادفها البشر هو دلفين أنف الزجاجة (تورسبيوس ترونكاتيس). ويسهل التعرف على هذا الدلفين بمنقاره القصير المدبب. كما يتميز هذا المخلوق بفضوله ووده ولهوه وإبهاجه للقلوب بحركاته البهلوانية. وذات مرة شاهدت مثل هذا العرض من قارب صغير قبالة شاطئ مسندم وأدهشني أن تقترب هذه الحيوانات غير الأليفة إلى هذا القدر من القارب لنلمسها. وكانت رؤيتها وهي تتقافز فوق الماء وخلفها جبال مسندم الساحرة مظهراً مدهشاً لا ينسى. توجد دلافين أنف الزجاجة في مياه الخليج العربي وخليج عمان وتعيش في أسراب يصل تعدادها إلى 35.
لكن هناك دلفين آخر موهوب أكثر منها في الألعاب وهو دلفين المغزل (ستينيلا لونيروستريس). ومثلما يوحي اسمه فإن له منقاراً رفيعاً وطويلاً. وهو أصغر حجماً من غيره (لا يتجاوز المترين) وله بطن أبيض وشريط رمادي على كشحه. وأثناء قفزه تجده يلتف حول نفسه كالمغزل ويؤدي شقلباته بطريقة مدهشة حقاً. يوجد الدلفين المغزل في المياه العميقة في الخليج العربي وخليج عمان ويعيش في أسراب يبلغ عديدها 300.
أما الدلفين الشائع وهو الأكبر قليلاً من المغزل فيسهل التعرف عليه من لونه الرملي على كشحه. الصيادون هنا يسمونه "أبو سلامة". ويوجد أساساً في خليج عمان حيث يعيش في أسراب قد تصل إلى المئة.
من الحجم نفسه هناك الدلفين الأحدب (سوزا شينيسس) الذي يعيش في المحيطين الهادي والهندي وأخذ اسمه من الكتلة اللحمية على ظهره والتي تخرج منها الزعنفة الظهرية المقوسة للخلف. الدلفين الأحدب حيوان خجول ورمادي بالكامل ويعرفه أبناء المنطقة باسم الدوخ ولا يوجد سوى في خليج عمان.
أما أصغر الدلافين فهو الدلفين عديم الزعنفة (نيوفوكيانا فوكيانويدز) الذي يميزه فقدانه للزعنفة الظهرية. الصيادون من الأهالي يسمونه فعيمة. وحتى التسعينيات لم نكن نعرفه سوى من أشلاء حيوان واحد فقط دفعتها الأمواج إلى شاطئ أبوظبي. لكن في السنوات اللاحقة وصلت الشواطئ أشلاء دلافين أخرى من هذا النوع في الإمارات الشمالية أيضاً.
ويستعيض هذا الدلفين عن الزعنفة الظهرية بصف من حديبات صغيرة على ظهره لتوفر للمواليد ممسكاً حين تركب ظهور أمهاتها. وهذا هو الدلفين الوحيد الذي يتميز بهذا السلوك الاجتماعي. ومثلما ذكرنا فإن هذا الدلفين يحب الاقتراب من الشواطئ ليصيد في القنوات البحرية الضحلة المبطنة بالمانغروف بين الجزر الشاطئية.
إن الحيتان والدلافين حيوانات مهددة. وتتضمن قائمة الأخطار التي تتهدد بقاءها الصيد بالشباك (وهو شيء خطر بشكل خاص على الفصائل التي تفضل العيش في المياه الضحلة القريبة من الشواطئ) والتلوث النفطي ومادة ثنائي فينيل متعدد الكلور والنفايات عموماً والتلوث الصوتي ومشاريع التنمية الساحلية والسياحة. وقد بدأت الإمارات بحماية هذا المورد الطبيعي بفرض قوانين بيئية جديدة وتنظيم الصيد البحري ودعم البحوث العلمية في هذا المجال.
المرجع
http://www.alshindagah.com/janfeb200...56/HAYTHAN.htm