[ أهمية الطبعات الأوروبية القديمة للمخطوطات العربية / مقالة لنا للنقاش ]
الكثير من الباحثين يتساءلون عن أهمية الطبعات الأوروبية و يتعجبون من غلاء أسعارها مع صعوبة الاطلاع عليها في المكتبات العمومية، ولهم الحق في إبداء الاستغراب لانتفاء الأسس المعلوماتية في هذا الصدد، فطبعات "ليدن" و"باليرمو" و "روما" "لايبسج" و "بيترسبورغ" و "كوتنكن" و "بون" و "برلين" و "برسلاو" و "باريس" و "مجريط" و "سرقسطة" و"غرناطة" طبعات يعجز الباحث المتمرس على اقتنائها، بله الطالب المحدود العلاقات والإمكانات ..هذا إن وجدها ..!!
أول ما نُشر من كتب العرب إنما نشر في أوروبا، و أول هذه الكتب كتاب القانون لابن سينا حيث أشرف مخترع الطباعة "كوتنبرغ" على طبعه باللغة اللاتينية بنفسه، بعد الإنجيل مباشرة، أي أن كتاب القانون هو ثالث كتاب تم طبعه في العالم، وتوالت طبعاته بعد ذلك لتصل إلى 40 طبعة في ظرف قصير، أهمها بالنسبة لنا نشرة روما 1534، ومن أهم الكتب التي تم طبعها وتخص تراث العرب كتاب"فهرسة الإسكوريال" سنة 1770 بمدريد في مجلدين ضخمين جدا، وكتاب سيبويه في مجلدين و كتاب "كشف الظنون" طبعة لايبسج/لندن في 8 مجلدات ضخمة، و ديوان النابغة الذبياني و عروة ابن الورد و طفيل الغنوي والطرماح بن حكيم و شرح ابن الأنباري للمفضليات، وكتاب تاريخ الجبرتي والفصل لابن حزم و تاريخ ابن خلدون و طبقات فحول الشعراء لابن سلام و"ألف ليلة وليلة" 1823 و "حكم لقمان" 1811 و"نقائض جرير و الفرزدق" 1916، و "مختصر تاريخ البشر" لأبي الفدا 1790، و "تاريخ ابن الأثير" 1861 في 9 مجلدات، و "معجم البلدان" 1865 في 6 مجلدات، و "تاريخ الطبري" في 13 مجلدا، و "تاريخ النسطوريين" و "تاريخ البطاركة" وصحيح البخاري بنشرة بروفنصال، و "فهرسة ابن خير" طبعة سرقسطة وكتاب"الكليات"ّ، وتاريخ علماء الأندلس طبعة مجريط، والهداية إلى فرائض القلوب لابن باقودا، ....إلخ
و في هذا الصدد، تنبع أهمية هذه الطبعات الأوروبية من جوانب عديدة أهمها أننا من خلالها نعرف ما اهتم به المستشرقون و المستعربون دون غيره، كما أن بعضَ المخطوطات ضاع أصلها في أوروبا بفعل الحروب و الفيضانات و النهب و الإهمال، ولم يتبقَ سوى الطبعات الأوروبية التي تصبح أنذاك في حكم المخطوط، بالإضافة إلى الاستفادة من جهود المستشرقين الجادين وخاصة منهم الألمان و الروس و الفرنسيين و الإسبان ..