ما اللمسه البيانيهوما الفرق بين ( الزراع ... الكفار ) ؟

[ريمه الخاني]

أ.د فاضل السامرائى
لمسات بيانيه ( سؤال و جواب )
رداً على سؤال الأخ الفاضل / أبو معاذ الناظر
▬▬▬▬▬▬▬ ••• ▬▬▬▬▬▬▬

♦ السؤال :◄ قوله تعالى فى سوره الفتح :◄
• ( وَمَثَلُهُمْ فِي الإِنجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ
يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ .. )
قوله تعالى فى سوره الحديد :◄
• ( اعْلَمُوا أَنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَزِينَةٌ وَتَفَاخُرٌ بَيْنَكُمْ وَتَكَاثُرٌ فِي الأَمْوَالِ وَالأَوْلادِ
كَمَثَلِ غَيْثٍ أَعْجَبَ الْكُفَّارَ نَبَاتُهُ .. )
ما اللمسه البيانيهوما الفرق بين ( الزراع ... الكفار ) ؟

♦ الجواب :◄
♣ أولاً :◄
اختيار كل كلمة في مكانها أنسب اختيار .
• الزُرّاع •←• في آية الفتح أنسب ولا يقال يعجب الكفار ليغيظ بهم الكفار،
• الزُرّاع أفضل ... ليس هذ فقط
• هذا تشبيه بصورة محمودة وإنما هناك فرق بين الزُرّاع.
هذه الآية في سورة الفتح آيه ( 29 ) في أصحاب محمد صلّ الله تعالى عليه وسلم
• اختار كلمة الزُرّاع •←• لأن الزارع يزرع ما ينتفع به هو وينفع الآخرين
• وهؤلاء ليسوا كالذين ذكرهمفى آيه سوره الحديد ( 20 )
• ( غيث ) •←• نزل في الأرض وخرج النبات وقد يكون فيه أدغال وحشائش لا تنفع الناس.
• هناك ( فى الفتح ) تصريح بالزُرّاع
• ( فى الحديد ) قّيدت الآية بـ ( نبات ) وهو أي نبات نبت في الأرض
• وقال تعالى ( كمثل غيث ) ولم يقل مثل زارع
والغيث •←• عندما يمطر يُخرِج حشائش الأرض التي لو خرجت في حديقتك ستقلعها.
• في آية الفتح •←• ذكر الزُرّاع •←• لأن الزارع لا يزرع الحشائش
وإنما يزرع ما ينتفع به هو وينفع الآخرين.
• فى آيه الحديد •←• ذاك •←• كمثل غيث،
• الغيث أنت لا تسيطر على ما يُخرِجه .. فقد يُخرِج مما تريد وما لا تريد.
• آية الفتح وقعت في صورة محمودة في تشبيه أصحاب رسول الله تعالى
• ( مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ .. )
• ثم إن الزُرّاع كأنما هناك من زرعه فخرج أي خرج بأمر مقصود.
• مثال ذلك قوله تعالى :◄
• ( كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ )
ما قال خرجت •←• لأن ربنا أخرجها إخراجاً،
• هذه الأمة الإسلامية ربنا أخرجها بالصورة التي أرادها
• أُخرجت للناس وفق منهج معين معدّ واختيار دقيق.
ولم يقل خرجت من تلقاء نفسها .
• أي :◄ أن الله سبحانه وتعالى أخرجها على نمط معيّن كما يريد
ولم تخرج من تلقاء نفسها كما تخرج الحشائش والأدغال في النبات .
• أخرج •←• فعل متعدي ( أخرجته )،
• أما الآية •←• ( كَمَثَلِ غَيْثٍ أَعْجَبَ الْكُفَّارَ نَبَاتُهُ )
خرج كما تخرج الحشائش بالغيث يُعجِب من يُعجِب
• وأما في سورة الفتح إختار •←• الزُرّاع يزرعون وينتقون ماذا يريدون

♣ ثانياً :◄
♣ 1 ــ فى سوره الفتح ( يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ )
الزُّرّاع هنا ما نُسميه اليوم ( الفلاح ) الذى يحرث الأرض ويرمى البذره
والكفار فى آيهالفتح .. الذين كفروا بالله تعالى وستروا وجوده سبحانه
♣ 2 ــ سؤال :◄
ما المقصود بالكفار في آيةسوره الحديد :◄
• ( كَمَثَلِ غَيْثٍ أَعْجَبَ الْكُفَّارَ نَبَاتُهُ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَرَاهُ مُصْفَرًّا ثُمَّ يَكُونُ حُطَامًا )؟
• المفسرون ذهبوا إلى أمرين في تفسير الكفار :◄
♣ قسم يقول :◄ الكافرون بالله الجاحدون لأن •←• هؤلاء هم الذين يغترّون بالدنيا
♣ وقسم قال :◄ هم الزُرّاع لأنها من كَفَر البذرة أي سترها في الأرض
وأصل ( كَفَرَ ) في اللغة ستر ومنه الكفر أي •←• ستر الفطرة المؤمنة
لأن رب العالمين سبحانه وتعالى خلق الناس فطرتهم مؤمنة.
• فإذاً :◄ المفسرون قسم من قال الكفار هم الزُرّاع وقسم يقول هم الجاحدون
• وأنا يترجّح عندي •←• ( يتابع الدكتور فاضل كلامه )
• أنهم الكفار الذين يكفرون بالله وآياته لأنهم يغترّون بالدنيا
• وقد يكون المعنيان مقصودان وليس هناك مانع أن يعجب هؤلاء ويعجب هؤلاء

♣ ثالثاً :◄
• ( نقلاً عن حلقات التوبه والإستغفار لــ أ.د محمد هدايه ) •
• ( كَمَثَلِ غَيْثٍ أَعْجَبَ الْكُفَّارَ نَبَاتُهُ )
♦ ما معنى أعجب الكفار ؟
• الجواب :◄
أن الكفار في هذه الآية ليس كفر العقيدة
وإنما الكفار هنا إشارة إلى أصل الكلمة في اللغة.
القرآن الكريم يستخدم الكلمة،
يعني كلمة الكفار •←• لما تسمعها تعني :◄
من كفر بالله تعالى أو كفر بالقرآن أو كفر بالرسول أو إلى آخر هذا الكلام،
• لكن كلمة كافر •←• لها أصل لغوي فيستخدم القرآن في آية من الآيات أصل الكلمة لغوياً، فالكفار هنا •←• هم الحُرّاث ..
وقال الحق تبارك وتعالى في آية في سورة الواقعة :◄
• ( أَفَرَأَيْتُمْ مَا تَحْرُثُون * أَأَنْتُمْ تَزْرَعُونَهُ أَمْ نَحْنُ الزَّارِعُونَ )
• لم يقل ما تزرعون بل قال ما تحرثون
• لماذا جاءت كلمة الكفار هنا ؟
• حتى يلفت نظرنا إلى أصل الكلمة •←• فالكافر عقائدياً يستر وجود الله تبارك وتعالى
كما يستر الحارث أو الحراث البذرة تحت الأرض .
• إعلم :◄ أن أصل كلمة الكفر العقائدي جاءت من كلمة كفر البذرة تحت الأرض
• ونسميه الحرث لذلك قال القرآن ( أفرأيتم ما تحرثون ) ولم يقل ما تزرعون
وهنا يضرب القرآن المثال في أصل الكلمة في اللغة
التي أصبح لها فيما بعد معنى اصطلاحي السائد الآن.
♣ إذاً :◄ الخلاصه :◄ ( وعذراً للإطاله )
• ( كَمَثَلِ غَيْثٍ أَعْجَبَ الْكُفَّارَ نَبَاتُهُ .. الحديد ) •←• هنا الكفار بمعنى الزراع
• ( يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ .. الفتح ) •←• بمعنى الكفار الكفار أى كفر عقيده

• والله تعالى أعلى وأعلم بمراده
• نقلاً ( Jamila Elalaily )