تتجدد التواريخ الحافلة بألوان القهر والظلم والجبروت الممارس على هذه الأمة المقهورة والمغلوبة على أمرها ليس لضعف فيها بل لأن معظم امكانيات صمودها موجهة ضد ارادة جماهيرها بفعل التآمر والقوى الرجعية التي تقف موضوعيا الى جانب قوى الشر والاستعمار المتربصة بهذه الأمة ونعيش هذه الأيام على ذكرى انطلاق الكفاح المسلح الفلسطيني ومقاومة المشروع الاستعماري على فلسطين بالكفاح المسلح وكما تصادف هذه الأيام الذكرى الثانية للعدوان الهمجي البربري الذي شنته العصابات الصهيونية على قطاع غزة شبه الأعزل من السلاح الممنوع عليهم عربيا من قبل الأنظمة المستسلمة للعدو الصهيوني والقابلة للتطبيع معه حتى النخاع وقد ثبت بما لا يدع مجالا للشك أن طريق المفاوضات مسدود الأفق لأن العدو لا يريد التسليم بالحق التاريخي المشروع لهذه الأمة على أرض فلسطين و يقبل بالخروج طوعا من أرض فلسطين تاركا اياها لشعبها الذي طرد منها ولا يزال يعاني من التشرد وبناء عليه فان كل عمل مسلح يقض مضاجع الصهاينة ويدمر مشروعهم الاستعماري البغيض ليس لفلسطين وحدها بل الهدف النهائي السيطرة على كل المنطقة اقتصاديا وثقافيا بترويج ثقافة التطبيع والتسليم للعدو الصهيوني بحقة في التواجد بالمنطقة على أساس أنه واقع لا محالة وتغيير مناهج التعليم بما يتوافق مع هذا المسار وتدجين الأجيال العربية للقبول بهكذا مسارات .
كما تحل هذه الأيام لتذكرنا بان المسار التفاوضي لم يجني منه شعبنا في فلسطين سوى مزيد من العذابات والمعاناة ولم يحقق شيئا للفلسطينيين في حين أن مسار المقاومة والصمود والتصدي هي البدائل الحقيقية والتي يعول عليها استردادا للحقوق وصونا للكرامة وأن الطريق الوحيد لتحرير الأرض وعودة اللاجئين هو الكفاح المسلح الذي انطلق في الواقع ليس منذ 1965 وانما منذ أن وطئت أقدام الصهاينة أرض فلسطين وبهذه المناسبة نوجه كل التحية والتقدير للماسكين على الزناد فان فعلهم لا يساوي شيئا أمام ما نكتبه فنحن قابعون على مكاتبنا المرفهة وهم يحملون نعوشهم على أكتافهم ولا يبالون ففي الحقيقة هم الجزء الحي من هذه الأمة وبفضلهم نتنسم قليلا من الكرامة المهدورة ونحس بأمل في النصر نراه قريبا باذن الله