سؤال وجواب :
" ﺣﻜﻢ ﺣﺮﻣﺎﻥ ﺍﻟﺒﻨﺎﺕ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻴﺮﺍﺙ"
______
ﺍﻟﺤﻤﺪ ﻟﻠﻪ
ﻻ ﻳﺠﻮﺯ ﺣﺮﻣﺎﻥ ﺍﻟﺒﻨﺎﺕ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻴﺮﺍﺙ ، ﻭﻫﻮ ﻣﻦ ﻛﺒﺎﺋﺮ ﺍﻟﺬﻧﻮﺏ .
ﻗﺎﻝ ﺻﺎﺣﺐ ﻛﺘﺎﺏ "ﺍﻟﺰﻭﺍﺟﺮ ﻋﻦ ﺍﻗﺘﺮﺍﻑ ﺍﻟﻜﺒﺎﺋﺮ"(2/106) :
"ﺍﻟﻜﺒﻴﺮﺓ ﺍﻟﺴﺎﺑﻌﺔ ﻭﺍﻟﺜﻤﺎﻧﻮﻥ ﺑﻌﺪ ﺍﻟﻤﺎﺋﺔ : ﺃﻛﻞ ﺍﻟﻤﺎﻝ ﺑﺎﻟﺒﻴﻮﻋﺎﺕ ﺍﻟﻔﺎﺳﺪﺓ ﻭﺳﺎﺋﺮ ﻭﺟﻮﻩ ﺍﻷﻛﺴﺎﺏ ﺍﻟﻤﺤﺮﻣﺔ ، ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ : (ﻳَﺎ ﺃَﻳُّﻬَﺎ ﺍﻟَّﺬِﻳﻦَ ﺁﻣَﻨُﻮﺍ ﻟَﺎ ﺗَﺄْﻛُﻠُﻮﺍ ﺃَﻣْﻮَﺍﻟَﻜُﻢْ ﺑَﻴْﻨَﻜُﻢْ ﺑِﺎﻟْﺒَﺎﻃِﻞِ)... ﺛﻢ ﺫﻛﺮ ﺍﻷﺩﻟﺔ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ ...ﺛﻢ ﻗﺎﻝ ﺗﻨﺒﻴﻪ : ﻋُﺪَّ ﻫﺬﺍ ﻛﺒﻴﺮﺓ ﻫﻮ ﺻﺮﻳﺢ ﻣﺎ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﺣﺎﺩﻳﺚ ، ﻭﻫﻮ ﻇﺎﻫﺮ" ﺍﻧﺘﻬﻰ .
ﻭﺳﺌﻞ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻌﺰﻳﺰ ﺭﺣﻤﻪ ﺍﻟﻠﻪ : ﻋﻦ ﺍﻟﺘﺤﻴﻞ ﻋﻠﻰ ﺇﺳﻘﺎﻁ ﺣﻖ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻴﺮﺍﺙ :
ﻓﺄﺟﺎﺏ :
" ﻻ ﻳﺠﻮﺯ ﻷﺣﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺃﻥ ﻳﺤﺮﻡ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﻣﻦ ﻣﻴﺮﺍﺛﻬﺎ ﺃﻭ ﻳﺘﺤﻴﻞ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ ؛ ﻷﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﻗﺪ ﺃﻭﺟﺐ ﻟﻬﺎ ﺍﻟﻤﻴﺮﺍﺙ ﻓﻲ ﻛﺘﺎﺑﻪ ﺍﻟﻜﺮﻳﻢ ، ﻭﻓﻲ ﺳﻨﺔ ﺭﺳﻮﻟﻪ ﺍﻷﻣﻴﻦ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻭﺍﻟﺴﻼﻡ ، ﻭﺟﻤﻴﻊ ﻋﻠﻤﺎﺀ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ ، ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ : ( ﻳُﻮﺻِﻴﻜُﻢُ ﺍﻟﻠَّﻪُ ﻓِﻲ ﺃَﻭْﻟَﺎﺩِﻛُﻢْ ﻟِﻠﺬَّﻛَﺮِ ﻣِﺜْﻞُ ﺣَﻆِّ ﺍﻟْﺄُﻧْﺜَﻴَﻴْﻦِ ﻓَﺈِﻥْ ﻛُﻦَّ ﻧِﺴَﺎﺀً ﻓَﻮْﻕَ ﺍﺛْﻨَﺘَﻴْﻦِ ﻓَﻠَﻬُﻦَّ ﺛُﻠُﺜَﺎ ﻣَﺎ ﺗَﺮَﻙَ ﻭَﺇِﻥْ ﻛَﺎﻧَﺖْ ﻭَﺍﺣِﺪَﺓً ﻓَﻠَﻬَﺎ ﺍﻟﻨِّﺼْﻒُ ﻭَﻟِﺄَﺑَﻮَﻳْﻪِ ﻟِﻜُﻞِّ ﻭَﺍﺣِﺪٍ ﻣِﻨْﻬُﻤَﺎ ﺍﻟﺴُّﺪُﺱُ ﻣِﻤَّﺎ ﺗَﺮَﻙَ ﺇِﻥْ ﻛَﺎﻥَ ﻟَﻪُ ﻭَﻟَﺪٌ ﻓَﺈِﻥْ ﻟَﻢْ ﻳَﻜُﻦْ ﻟَﻪُ ﻭَﻟَﺪٌ ﻭَﻭَﺭِﺛَﻪُ ﺃَﺑَﻮَﺍﻩُ ﻓَﻠِﺄُﻣِّﻪِ ﺍﻟﺜُّﻠُﺚُ ﻓَﺈِﻥْ ﻛَﺎﻥَ ﻟَﻪُ ﺇِﺧْﻮَﺓٌ ﻓَﻠِﺄُﻣِّﻪِ ﺍﻟﺴُّﺪُﺱُ ) ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ/11 ، ﻭﻗﺎﻝ ﻓﻲ ﺁﺧﺮ ﺍﻟﺴﻮﺭﺓ : ( ﻳَﺴْﺘَﻔْﺘُﻮﻧَﻚَ ﻗُﻞِ ﺍﻟﻠَّﻪُ ﻳُﻔْﺘِﻴﻜُﻢْ ﻓِﻲ ﺍﻟْﻜَﻠَﺎﻟَﺔِ ﺇِﻥِ ﺍﻣْﺮُﺅٌ ﻫَﻠَﻚَ ﻟَﻴْﺲَ ﻟَﻪُ ﻭَﻟَﺪٌ ﻭَﻟَﻪُ ﺃُﺧْﺖٌ ﻓَﻠَﻬَﺎ ﻧِﺼْﻒُ ﻣَﺎ ﺗَﺮَﻙَ ﻭَﻫُﻮَ ﻳَﺮِﺛُﻬَﺎ ﺇِﻥْ ﻟَﻢْ ﻳَﻜُﻦْ ﻟَﻬَﺎ ﻭَﻟَﺪٌ ﻓَﺈِﻥْ ﻛَﺎﻧَﺘَﺎ ﺍﺛْﻨَﺘَﻴْﻦِ ﻓَﻠَﻬُﻤَﺎ ﺍﻟﺜُّﻠُﺜَﺎﻥِ ﻣِﻤَّﺎ ﺗَﺮَﻙَ ﻭَﺇِﻥْ ﻛَﺎﻧُﻮﺍ ﺇِﺧْﻮَﺓً ﺭِﺟَﺎﻟًﺎ ﻭَﻧِﺴَﺎﺀً ﻓَﻠِﻠﺬَّﻛَﺮِ ﻣِﺜْﻞُ ﺣَﻆِّ ﺍﻟْﺄُﻧْﺜَﻴَﻴْﻦِ ﻳُﺒَﻴِّﻦُ ﺍﻟﻠَّﻪُ ﻟَﻜُﻢْ ﺃَﻥْ ﺗَﻀِﻠُّﻮﺍ ﻭَﺍﻟﻠَّﻪُ ﺑِﻜُﻞِّ ﺷَﻲْﺀٍ ﻋَﻠِﻴﻢٌ ) ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ/176 .
ﻓﺎﻟﻮﺍﺟﺐ ﻋﻠﻰ ﺟﻤﻴﻊ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺑﺸﺮﻉ ﺍﻟﻠﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻮﺍﺭﻳﺚ ﻭﻏﻴﺮﻫﺎ ﻭﺍﻟﺤﺬﺭ ﻣﻤﺎ ﻳﺨﺎﻟﻒ ﺫﻟﻚ ، ﻭﺍﻹﻧﻜﺎﺭ ﻋﻠﻰ ﻣﻦ ﺃﻧﻜﺮ ﺷﺮﻉ ﺍﻟﻠﻪ ، ﺃﻭ ﺗﺤﻴﻞ ﻓﻲ ﻣﺨﺎﻟﻔﺘﻪ ﻓﻲ ﺣﺮﻣﺎﻥ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻴﺮﺍﺙ ﺃﻭ ﻏﻴﺮ ﺫﻟﻚ ﻣﻤﺎ ﻳﺨﺎﻟﻒ ﺍﻟﺸﺮﻉ ﺍﻟﻤﻄﻬﺮ . ﻭﻫﺆﻻﺀ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﺤﺮﻣﻮﻥ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻴﺮﺍﺙ ﺃﻭ ﻳﺘﺤﻴﻠﻮﻥ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ ﻣﻊ ﻛﻮﻧﻬﻢ ﺧﺎﻟﻔﻮﺍ ﺍﻟﺸﺮﻉ ﺍﻟﻤﻄﻬﺮ ﻭﺧﺎﻟﻔﻮﺍ ﺇﺟﻤﺎﻉ ﻋﻠﻤﺎﺀ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﻗﺪ ﺗﺄﺳﻮﺍ ﺑﺄﻋﻤﺎﻝ ﺍﻟﺠﺎﻫﻠﻴﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻜﻔﺎﺭ ﻓﻲ ﺣﺮﻣﺎﻥ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻴﺮﺍﺙ" ﺍﻧﺘﻬﻰ ﻣﻦ "ﻣﺠﻤﻮﻉ ﺍﻟﻔﺘﺎﻭﻯ" (20/221) .
ﻭﺳﺌﻞ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺻﺎﻟﺢ ﺍﻟﻔﻮﺯﺍﻥ ﺣﻔﻈﻪ ﺍﻟﻠﻪ :
ﻣﺎ ﺍﻟﺤﻜﻢ ﺍﻟﺸﺮﻋﻲ ﻓﻴﻤﻦ ﻳﺤﺮﻣﻮﻥ ﺍﻟﺰﻭﺟﺎﺕ ﻣﻦ ﺍﻹﺭﺙ ﺑﻌﺪ ﺃﺯﻭﺍﺟﻬﻦ ﻭﻛﺬﻟﻚ ﺍﻟﺒﻨﺎﺕ ﺑﻌﺪ ﺃﺑﻴﻬﻦ ؟
ﻓﺄﺟﺎﺏ :
"ﺣﺮﻣﺎﻥ ﺍﻟﺰﻭﺟﺎﺕ ﻣﻦ ﻣﻴﺮﺍﺙ ﺃﺯﻭﺍﺟﻬﻦ ﻭﻛﺬﻟﻚ ﺣﺮﻣﺎﻥ ﺍﻟﺒﻨﺎﺕ ﻣﻦ ﻣﻴﺮﺍﺙ ﺁﺑﺎﺋﻬﻦ ﻣﻦ ﻓﻌﻞ ﺍﻟﺠﺎﻫﻠﻴﺔ ؛ ﻷﻥ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺠﺎﻫﻠﻴﺔ ﻫﻢ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﺤﺮﻣﻮﻥ ﺍﻹﻧﺎﺙ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻴﺮﺍﺙ ، ﻭﺍﻟﻠﻪ ﺟﻞ ﻭﻋﻼ ﺟﻌﻞ ﻟﻠﺰﻭﺟﺎﺕ ﻣﻴﺮﺍﺛًﺎ ﻟﻘﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ : ( ﻭَﻟَﻬُﻦَّ ﺍﻟﺮُّﺑُﻊُ ﻣِﻤَّﺎ ﺗَﺮَﻛْﺘُﻢْ ﺇِﻥ ﻟَّﻢْ ﻳَﻜُﻦ ﻟَّﻜُﻢْ ﻭَﻟَﺪٌ ﻓَﺈِﻥ ﻛَﺎﻥَ ﻟَﻜُﻢْ ﻭَﻟَﺪٌ ﻓَﻠَﻬُﻦَّ ﺍﻟﺜُّﻤُﻦُ ﻣِﻤَّﺎ ﺗَﺮَﻛْﺘُﻢ ﻣِّﻦ ﺑَﻌْﺪِ ﻭَﺻِﻴَّﺔٍ ﺗُﻮﺻُﻮﻥَ ﺑِﻬَﺎ ﺃَﻭْ ﺩَﻳْﻦٍ ) ﺳﻮﺭﺓ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ/12.
ﻛﺬﻟﻚ ﺟﻌﻞ ﻟﻠﺒﻨﺎﺕ ﻧﺼﻴﺒًﺎ ﻣﻦ ﻣﻴﺮﺍﺙ ﺁﺑﺎﺋﻬﻦ ﻗﺎﻝ ﺗﻌﺎﻟﻰ : ( ﻳُﻮﺻِﻴﻜُﻢُ ﺍﻟﻠَّﻪُ ﻓِﻲ ﺃَﻭْﻻَﺩِﻛُﻢْ ﻟِﻠﺬَّﻛَﺮِ ﻣِﺜْﻞُ ﺣَﻆِّ ﺍﻷُﻧﺜَﻴَﻴْﻦِ ) ﺳﻮﺭﺓ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ/11.
ﻫﺬﺍ ﻫﻮ ﺩﻳﻦ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﻧﺼﻒ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﻭﺃﻋﻄﺎﻫﺎ ﻧﺼﻴﺒﻬﺎ ﻗﺎﻝ ﺗﻌﺎﻟﻰ : ( ﻟِّﻠﺮِّﺟَﺎﻝِ ﻧَﺼﻴِﺐٌ ﻣِّﻤَّﺎ ﺗَﺮَﻙَ ﺍﻟْﻮَﺍﻟِﺪَﺍﻥِ ﻭَﺍﻷَﻗْﺮَﺑُﻮﻥَ ﻭَﻟِﻠﻨِّﺴَﺎﺀِ ﻧَﺼِﻴﺐٌ ﻣِّﻤَّﺎ ﺗَﺮَﻙَ ﺍﻟْﻮَﺍﻟِﺪَﺍﻥِ ﻭَﺍﻷَﻗْﺮَﺑُﻮﻥَ ﻣِﻤَّﺎ ﻗَﻞَّ ﻣِﻨْﻪُ ﺃَﻭْ ﻛَﺜُﺮَ ﻧَﺼِﻴﺒًﺎ ﻣَّﻔْﺮُﻭﺿًﺎ ) ﺳﻮﺭﺓ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ/7. " ﺍﻧﺘﻬﻰ.
ﻭﺍﻟﻠﻪ ﺃﻋﻠﻢ