الصحافة النسائي
=======================
بدايتها منهجها أهدافها
------------------------------
محمد عيد الخربوطلي---
تعد الصحافة المقروءة من أهم وسائل الاتصال وأكثرها تأثيراً, فهي بحق صلة الوصل بين أبناء الأمة الواحدة, وبينهم وبين الأمم والشعوب الأخرى, وقد تنوعت الصحف منذ نشأتها بتوجهها, فهناك صحف للأطفال وللشباب أو للنساء, وهناك صحف فكرية واجتماعية وسياسية وأدبية, وفي البلاد العربية يعود تاريخ الصحافة إلى أواخر القرن الثامن عشر الميلادي في زمن حملة نابليون على مصر.
أما الصحافة النسائية العربية فيعود تاريخها إلى أواخر القرن التاسع عشر وبالتحديد إلى عام 1893م ففي هذا العام ولدت أول صحيفة عربية نسائية في مصر, فقد أصدرت الأديبة اللبنانية هند نسيم نوفل مجلة شهرية حملت اسم:
الفتاة – في القاهرة, وعنيت بشؤون المرأة العلمية والأدبية والتاريخية, فكانت هند بنت بيت يهتم بالأدب فأمها جبرائيل نحاس كانت مهتمة بالأدب والتراجم وزوجها حبيب ربانة كان له اهتمام بالثقافة والأدب.
وبعد مجلة الفتاة تولت الصحف النسائية في الصدور حتى بلغت العشرين وأكثر وأشهرها..================
مجلة أنيس الجليس – أصدرتها 1898م فرينو قسطنطين الخوري لبنانية الأصل في الإسكندرية.
مجلة العائلة – أصدرتها 1899م أستير أزهري وهي من فلسطين وكانت نصف شهرية.
مجلة شجرة الدر – أصدرتها 1901 م في الإسكندرية سعدية سعد الدين.
مجلة المرأة – أصدرتها 1901م في القاهرة أنيسة عطا الله.
مجلة السعادة – أصدرتها 1902م في القاهرة روجينا عواد.
مجلة السيدات والبنات – أصدرتها 1903في القاهرة روز أنطون اللبنانية الأصل ولما تزوجت نقولا الحداد جعلا اسم المجلة – السيدات والرجال.
مجلة فتاة الشرق – أصدرتها 1906 م في القاهرة لبيبة ناصيف لبنانية الأصل, وقد تتلمذت على يد إبراهيم اليازجي ونالت مجلتها شهرة واسعة إذ استمرت في الصدور ثلاثة عشر عاما.
مجلة الريحانة – أصدرتها 1907في القاهرة جميلة حافظ , و قد غلب عليها طابع القصص والجانب الأدبي .
مجلة الجنس اللطيف – أصدرتها 1908م بمصر ملك سعد.
مجلة الأمل – أصدرتها في القاهرة هدى شعراوي.
مجلة روز اليوسف – أصدرتها 1925 فاطمة اليوسف ثم تحولت إلى مجلة سياسية وما زالت تصدر إلى هذا اليوم.
هذا في مصر في أواخر القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين, لكن في نفس الفترة صدرت في لبنان عدة صحف نسائية تمثل اتجاه صحف ومجلات مصر ومنها: ================================================== ==========
مجلة فتاة لبنان – أصدرتها سليمة أبو راشدة لمدة ثمانية أشهر فقد توقفت مع بداية الحرب العالمية الأولى.
مجلة الفجر – أصدرتها الأميرة نجلاء أبو اللمع ونشرت فيها مقالات لكثير من الأدباء أمثال جبران وبشارة الخوري وغيرهما.
مجلة صوت المرأة – أصدرتها سلمى جبران صائغ في بيروت.
مجلة الحَذر – أصدرتها في الشويفات عفيفة صعب.
مجلة الحسناء – أصدرها جرجي نقولا باز وكانت تعنى بشؤون المرأة.
مجلة منيرفا – أصدرتها في بيروت 1916م ماري يني عطا الله أسبوعية فشهرية.
مجلة المرأة الجديدة – صدرت في لبنان 1921 وصاحتبها جوليا طعمة دمشقية وصدرت سبع سنوات فقط--
مجلة العروس أصدرتها 1910 ماري عجمي واستمرت إلى 1914م.
مجلة المرأة – وهي مجلة شعرية نسائية أصدرتها 1930م نديمة المنقاري في مدينة حماة, وكان زوجها عطاء الله الصابوني مدير المجلة وكرست عملها لشؤون المرأة, واستمرت لعامين ثم احتجبت وظهرت مجددا في دمشق 1947م ولكنها لم تعمر طويلاً.
مجلة نور الفيحاء – أصدرتها بدمشق نازك العابد 1920 م ولم يصدر منها سوى سبعة أعداد فقط.
وفي عدن صدرت صحيفة نسائية في منتصف القرن العشرين واسمها:
مجلة فتاة شمسان – وأصدرتها ماهية نجيب.
وفي المهجر صدرت عدة صحف نسائية عربية من قبل نساء لبنانيات أقمن في بلاد المهجر وأشهرها:
مجلة العالم الجديد النسائية – أصدرته بأمريكا 1912م عفيفة يوسف كرم.
مجلة الشرق والغرب – أصدرتها 1923م لبييبة ناصيف هاشم في مدينة سانتياغو في تشيلي بعد أن أصدرت مجلة فتاة الشرق في مصر 1906م.
مجلة الكرمة – أصدرتها في عام 1914م في البرازيل الأديبة الحمصية سلوى سلامة أول فتاة حمصية وقفت على المنابر وخاطبت الجماهير, وهي مجلة علمية تاريخية أدبية فكاهية انتقادية توقفت بوفاتها 1949م.
وبلغ عدد الصحف والمجلات النسائية العربية أكثر من خمسين من عام 1892 م إلى عام 1960م.
مهمة هذه الصحف وغاياتها:======================
معظم هذه الصحف والمجلات النسائية دعت المرأة العربية إلى التحرر وتقليد المرأة الغربية باختلاطها وثقافتها ومشاركتها للرجل في كل الميادين, فصحيفة الفتاة في أول عدد لها أشادت بملكة بريطانية ودورها في رعاية المجتمع البريطاني, كما طالبت بالحقوق السياسية للنساء العربيات منوهة بما حصلت عليه المرأة الإنجليزية, وهكذا اختطت معظم الصحف النسائية العربية منهج مجلة الفتاة فصارت تدعو لتعليم المرأة وتحريرها.
والحق يقال إن هذه الصحف في عصرها تناولت الكثير من القضايا الاجتماعية المهمة كوضع المرأة التعليمي والتربوي, وتناولت بعض المشكلات التي تعترض المرأة وسبل حلها, كما دعت النساء إلى التعليم والتهذيب, ولكن لسوء الحظ أن هذه الصحف لم تعمر طويلا فبعضها لم يعمر سوى أشهر أو أعوام قليلة, وذلك يعود لعدة أسباب أهمها:
أنها خرجت قبل أوانها فقد صدرت بكثرة في وقت لم تكن فيه المرأة العربية على مستوى القراءة والكتابة, فأغلب النساء العربيات وقتها كن أميات, ولم تكن نسبة المتعلمات منهن بالعدد الذي يسمح بصدور مجلة واحدة فقط, وهذا ما أشارت إليه فكتوريا طنوس وهي سيدة عربية فأبدت استغرابها من كثرة المجلات النسائية العربية فقالت في مجلة الأخلاق 1924: "للمرأة الغربية الأسبقية على أختها الشرقية في كل شيء ما عدا الصحافة, فلو أحصينا عدد المجلات الأمريكية أو الأوروبية التي تتولى أمرها النساء لرجحت كفة المجلات العربية".
ومن الأسباب التي ساعدت على توقف هذه المجلات طرحها الجريء لمواضيع لم تعتد عليها المرة العربية كالاختلاط والتحرر من الحجاب وكان هذا صعبا في وقتها, وهذا الطرح دعا الملتزمين لمهاجمة هذه المجلات بل ولإصدار مجلات تنهج خطا عكس خط ومنهج هذه المجلات.
هذه لمحة سريعة عن بداية الصحافة النسائية العربية وفي وقتنا هذا كثرت المجلات وتنوعت وصارت الأقلام النسائية تكتب في مجلات وصحف نسائية وغير نسائية, ولو عادت تلك المجلات للصدور اليوم للاقت كل الترحاب والقبول فقد تعلمت المرأة في بلادنا وتبوأت المناصب العالية وحملت القلم وألفت الكتب ووقفت إلى جانب الرجل في كل الميادين الاجتماعية منها والتربوية والاقتصادية والسياسية خاصة في سورية فقد سبقت المرأة السورية شقيقاتها في معظم الدول العربية الأخرى.