سَلوا كؤوسَ الطِلا
رائعة أمير الشعر العربي وشعرائه
أحمد شوقي
----------------
سَلوا كؤوسَ الطِلا هل لامَسَتْ فاها
واسْتَخْبِروا الراحَ هل مَسَتْ ثناياها
باتَتْ على الرَّوضِ تَسقيني بصافيةٍ
لا للسُلافِ ولا للوَرْدِ رَيَّاها
ما ضَرَ لو جَعَلَتْ كأسي مَراشِفها
ولو سَقَتني بصافٍ من حُمَيَّاها
---
هَيْفاءُ كالبانِ يَلْتَفُ النَسيمُ بِها
ويُلْفِتُ الطير تحت الوَشي عِطْفاها
حَديثُها السِّحرُ إلا أنه نَغَمٌ
جَرَتْ على فَمِ داودٍ فَغَنَّاها
---
حَمامةُ الأيْكِ مَنْ بالشَجْوِ طارَحَها
ومَنْ وراءَ الدُجى بالشَوْقِ ناجاها
اَلْقَتْ إلى الليلِ جِيداً نافِراً وَرَمَتْ
إليه اُذناً وَحارَتْ فيه عَيْناها
---
وعادَها الشوق للاَحبابِ فانْبَعَثَتْ
تَبْكي وتَهْتِفُ اَحياناً بِشَكْواها
يا جارةَ الأيْكِ أيامُ الهَوى ذَهَبَتْ
كالحُلْمِ، آهاً لأيَّامِ الهَوى آها
__________________
ذيبان