اللهم صبر عائلتك وجدي على فراقك ... اللهم ارحمه واغفر له واسكنه فسيح جناتك يالله ...
استشهاد الباحث الاستاذ خالد_الأسعد، مدير آثار تدمر الأسبق
((((تم إعدامه بطريقة وحشية بقطع رأسه عصر يوم الثلاثاء 18 أب 2015 من قبل تنظيم داعش الإرهابي. وتفيد الانباء الاولية بأن عملية الاعدام تمت في ساحة المتحف ومن ثم تم نقل الجثمان وتعليقه على الأعمدة الأثرية التي أشرف بنفسه على ترميمها وسط مدينة تدمر))))) .
خالد الأسعد
( مدير آثار ومتاحف تدمر بين 1963-2003 )
- ولد خالد أسعد خلال العقد الرابع من القرن العشرين، بجوار معبد بل، ضمن أسرة كبيرة بلغ عدد أفرادها حوالي 60شخصاً كانوا يعيشون في منزل واحد.
- درس الابتدائية بتدمر، ثم انتقل إلى مدينة دمشق حيث أكمل فيها دراسته الإعدادية، فالثانوية بعد أن ازدادت سنواتها من إحدى عشرة إلى اثنتي عشرة سنة، وكان من الأوائل في دراسته، وقد عانى كثيراً في السفر من تدمر إلى دمشق وحمص عبر الطريق الترابي بواسطة الشاحنات، حيث كانت رحلة السفر منها تستغرق ما يزيد على عشر ساعات.
- درس التاريخ في جامعة دمشق وحصل فيها على دبلوم التربية سنة 1961، ثم نجح في مسابقة التعيين التي أجرتها المديرية العامة للآثار والمتاحف بصفة (رئيس الدراسات والتنقيب)، والتحق بالعمل لديها منذ عام 1962 في قصر العظم وحتى نهاية العام 1963 حيث انتقل إلى تدمر.
- عُين مديراً لآثار ومتحف تدمر في بداية عام 1964، وعمل مع نخبة من العاملين في المدينة الخالدة تدمر. ومنذ بداية عمله كان رئيساً أو مشاركاً في بعثات التنقيب والترميم العاملة بتدمر منذ 1963- 2003، ونذكر باختصار شديد أهمها:
1- المشروع الإنمائي التدمري خلال الفترة 1962- 1966، وتم فيه اكتشاف الجزء الواسع من الشارع الطويل، وساحة المصلبة (التترابيل)، وبعض المدافن المغائر، والمقبرة البيزنطية في حديقة متحف تدمر، واكتشاف مدفن بريكي بن أمريشا (عضو مجلس الشيوخ التدمري) وفيه عثر على المنحوتة الرائعة والشهيرة المسماة حسناء تدمر عام 1988، وكذلك مدفن أسرة بولحا بن نبوشوري، ومدفن أسرة زبدعته، ومدفن بورفا وبولحا ومدفن طيبول، وكذلك بعض المدافن الواقعة على مسار السور الدفاعي الشمالي، والعمل الدائم على تنظيم وتطوير متحف تدمر وعرض المقتنيات واللقى المهمة في أروقته وخزائنه، وتطوير مستودعاته وحديقته ومعروضاتها، وإعادة ترميم بيت الضيافة عام 1991.
2- عضو ورئيس للبعثة الوطنية الدائمة للتنقيب والترميم في تدمر ومنطقتها، وقد ساهم من خلالها بإعادة بناء أكثر من 400 عمود كامل من أروقة الشارع الطويل ومعبد بعلشمين ومعبد اللات وأعمدة منصة المسرح وكذلك الأعمدة التذكارية الخمسة المعروفة بتدمر، بالإضافة إلى إعادة بناء بعض الأقواس المؤدية إلى الساحات والشوارع المتفرعة عن الشارع الطويل، وكذلك ترميم وتدعيم وإعادة بناء العديد من المدافن الأرضية والبرجية والمنزلية وبعض البيوت السكنية، وإعادة بناء المصلبة والأعمدة الغرانيتية لمدخل حمامات زنوبيا ومحراب معبد بعلشمين، والمدفن 36، وهيكل الموتى، وأقسام واسعة تقدر بـ 2كم وبارتفاع وسطي 4 م من جدران واجهات وأبراج السور الشمالي للمدينة مع التنقيب والدراسة وإعادة البناء، وكذلك إعادة بناء المسرح الذي كان كومة من الأطلال المطمورة كلياً، وكذلك المصلبة وأجزاء كبيرة من أسوار وقاعات وأبراج وأدراج وممرات القلعة العربية وتركيب جسر معدني فوق خندقها، ثم ترميم الأسوار الخارجية والأبراج في قصر الحير الشرقي وبطول يقدر بحوالي 3000 م. وبارتفاع وسطي 3م، حيث كانت جميعها منهارة أو على وشك الانهيار، وكذلك إعادة بناء 20 عموداً مع تيجانها في الجامع والقصر الصغير، كما شملت الأعمال كذلك ترميم جدران وواجهات وأبراج في كل من مواقع قصر الحلابات والسكري والبخراء جنوبي تدمر.
- أهم مؤلفاته التي كتبها أو شارك بكتابتها:
- الدليل السياحي الأول عن تدمر (مرحباً بكم في تدمر) سنة 1964، بخمس لغات مع عبيد الطه.
- كتاب ( تدمر أثرياً وتاريخياً وسياحياً) سنة 1965بست لغات مع عدنان البني.
- المشاركة في إعداد كتاب (المدفن رقم 36) باللغة الألمانية سنة 1992 مع أندرياس شميدت كولونيه.
- المشاركة في إعداد مجلد (سورية في العهد البيزنطي والإسلامي) باللغة الألمانية سنة 1993، وقد صدر في لينز في النمسا وبانيس في ألمانيا.
- المشاركة في إعداد كتاب (المنحوتات التدمرية) باللغة الفرنسية سنة 1995 مع آنا سادورسكا وعدنان البني.
- كتاب (الكتابات التدمرية واليونانية واللاتينية في متحف تدمر) باللغة الإنكليزية سنة 1997مع ميشيل غابليكوفسكي.
- المشاركة في إعداد كتاب (دراسة أقمشة المحنطات، والمقالع التدمرية) باللغة الألمانية سنة 2000مع أندرساس شميدت كولونيه.
- كتاب (أهم الكتابات التدمرية في تدمر والعالم) بالعربية والفرنسية سنة 2001مع جان باتيست يون.
- المشاركة في إعداد كتاب (آغورا تدمر) بالفرنسية سنة 2005مع جاكلين دانزر وكرستيان دلبلاس.
- كتاب (زنوبيا ملكة تدمر الشرق) بالعربية سنة 2006 مع أوفه ويدبرغ هانسن، وأنجز نفس الكتاب باللغتين الإنكليزية والفرنسية.
- وضع العديد من المقالات والترجمات في مجلة الحوليات الأثرية السورية منذ 1965- 2000 ، وفي مجلة العمران، وفي كتاب معرض أرض بعل، وفي العديد من المجلات والجرائد السورية ومجلة الفيغارو والهدف الفرنسية، وآرام الانكليزية، وفي جميع الكتب والكاتالوكات للمعارض السورية والتدمرية في اليابان، وأمريكا، ألمانيا، فرنسا، بولونيا وإيطاليا وندوة الزجاج السوري عام 1969بدمشق وتدمر، وندوة تدمر وطريق الحرير في تدمر عام 1992، وندوة جامعة البعث عام 2002 حول تدمر وزنوبيا، وترميم وإعادة تأهيل مبنى متحف التقاليد الشعبية بتدمر وإعادة عرضه وافتتاحه عام 1992.
كما شارك في مؤتمرات الآثار في العديد من دول العالم كالبحرين، إيران، لندن، واشنطن، بولونيا، روسيا، هنغاريا، الأردن، وتونس، وحاضر مراراً في جامعات دمشق وحلب واللاذقية، والمراكز الثقافية وجمعيات العاديات في حلب واللاذقية وحمص ودمشق والحسكة، وتدمر، وشارك في معظم برامج التلفزة السورية والعربية والأجنبية عن تدمر وعمرانها وحضارتها وفنونها وأهميتها عبر العصور.
- تعلم اللغة التدمرية الآرامية بنفسه، وقام منذ 1980بترجمة جميع النصوص المكتشفة أثناء التنقيب.
- للفقيد ستة أبناء وخمس بنات من زوجة صالحة، أولهم المهندس وليد، الذي عمل منذ عام 1997إلى جانبه بشتى أعمال التنقيب و الترميم ، وهو اليوم مديراً لآثار ومتاحف تدمر، والبقية: محمد وزنوبيا وعمر وفيروز وهدى وعيسى وزكريا وطارق ورابعة وراوية.
- حصل على وسام الاستحقاق من جمهورية تونس الشقيقة، ووسام الاستحقاق بدرجة فارس من فرنسا، ووسام الاستحقاق بدرجة ضابط من بولونيا، أما الوسام الأكبر له فكان عمله لمدة 40 عاماً في تدمر، وما أنجزه في مجال التنقيب والترميم والدراسات والمنشورات التي قام بها مع زملائه، وهي الباقية لمئات السنيين.