قال الله لِلَّهِ الْأَمْرُ مِنْ قَبْلُ وَمِنْ بَعْدُ وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ الروم الاية(3)
(قبلُ) تبنى على الضم في حالة واحدة و هي عندما تضاف و يحذف المضاف إليه و ينوى بالمعنى...
و في جملة : (و لقد قال لهم قارون من قبلُ) ... (من قبلُ) جار و مجرور , (قبل) مضاف , و المضاف إليه محذوف مقدر ضمناً بمعنى (ذلك) .
الإعراب :
(قبل) : اسم مجرور بمن مبني على الضم و هو مضاف .
1- إذاأتى بعدهما المضاف إليه تعربان حسب موقعهما في الجملة(من قبل صلاة الظهر) فهي هنا مجرورة بالكسرة
2- إذا نونتا تعربان ظرفا منصوبا (زرتك قبلا)
تبنيان على الضم إذا حذف المضاف إليه ونوي معنا (لله الأمر من قبل ومن بعد)
قال ابن مالك :
وَاضمُم بناءً غَيرًا إن عَدِمتَ مَا لهُ أضِيفَ نَاوِيًا مَا عُدِمَـا
قَبلُ كَـ غَيرُبَعدُ حَسبُ أوَّلُ وَدُونُ والجِهَاتُ أيضًا وَعَلُ
قال ابن هشام في شرح قطر الندى وبل الصدى :
الخلاصة:
قال ابنُ هشام – - في شرحِ قَطْرِ النَّدَى [بتصرفٍ يسيرٍ]:
أما المبنيُّ على الضمِّ ومثاله: (قبلُ وبعدُ) فلهما أربعُ حالاتٍ:
الأولى: أن يكونا مضافين, فيُعربان نصبًا على الظرفية أو خفضًا بـ(مِنْ) تقول: [جئتك قبلَ زيدٍ وبعدَه] فتنصبهما على الظرفية ( أي يكون إعراب "قبلَ و بعدَ" ظرف زمانٍ منصوبٌ على الظرفية), و[مِنْ قبلِه ومِنْ بعدِه] فتخفضهما بـمِنْ (فيكون إعراب "قبلِه وبعدِه" قبلِ: اسم مجرور بمِنْ وعلامة جره الكسرة الظاهرة, وكذلك إعراب "بعدِ" أيضًا).
الثانية: أن يُحذف المضاف إليه ويُنوى لفظُهُ فيُعربان الإعراب المذكور(وهو مثل الإعراب في الحالة الأولى إما نصبًا على الظرفية أو خفضًا بـمِنْ) ولا يُنوَّنان لنيّة الإضافة ( أي قُدِّرَ لفظًا محددًا) كقول الشاعر:
ومِنْ قبلِ نادى كل مولى قرابةًفما عطفتْ موْلًى عَلَيْهِ العَوَاطِفُ
الرواية بخفضِ (قبل) بغير تنوين, أي: ومِنْ قبلِ ذلك, فحُذِفَ (ذلك) من اللفظ وقُدِّرَ وجوده ثابتًا, (فيكون إعراب "قبلِ" في هذا البيت: اسم مجرور بمِنْ وعلامة جره الكسرة الظاهرة),
وقُرئت هذه الآية بالخفض [الجر] : (للهِ الأَمْرُ مِن قَبْلِ ومِن بَعْدِ)
أي: مِن قبلِ الغَلَبِ ومِن بعدِه, فحُذِفَ المضاف إليه وقُدِّرَ وجوده ثابتًا.
ونلاحظ أنَّ في الحالة الأولى و الحالة الثانية الإعراب واحد لأجل الإضافة لكن الفرق البسيط هو أن المضاف إليه موجود في الحالة الأولى [لفظًا] أما الحالة الثانية فحُذِفَ وقُدِّرَ لفظُهُ.
الثالثة: أن يُقطعا عن الإضافة لفظًا ولا يُنوى المضاف إليه, فيُعربان الإعراب المذكور (الذي تقدَّم في الحالتين السابقتين) ولكنهما ينوَّنان, لأنهما اسمان تامَّان كسائر الأسماء النكرات فتقول: [ جئتك قبلاً وبعدًا, مِنْ قبلٍ ومِنْ بعدٍ] قال الشاعر :
فساغَ ليَ الشَّرَابُ وكُنْتُ قَبْلاًأَكَادُ أَغُصُّ بالماءِ الفُرَاتِ
وقرأ بعضهم : (لله الأمرُ مِن قبلٍ ومِن بعدٍ) بالخفض والتنوين.
الرابعة: أن يُحذف المضاف إليه ويُنوى معناه دون لفظه ( أي لا تُقَدِّرُ لفظًا محددًا) فيُبْنَيانِ حينئذٍ على الضم كقراءة السبعة : (للهِ الأَمْرُ مِنْ قَبْلُ ومِنْ بَعْدُ)
فلم يُقَدَّرُ لفظٌ محدد وإنما نُويَ معناه دون لفظه, قال ابن كثير في تفسير هذه الآية: وقوله: (لِلَّهِ الأمْرُ مِن قَبْلُ وَمِن بَعْدُ) أي: من قبل ذلك ومن بعده، فبني على الضم لما قُطع المضاف، وهو قوله: [قَبْلُ] عن الإضافة، ونُويت.[ أي نُويَ معناها دون لفظها فقد تكون ذلك أو الغَلَب أو غيرهما].
والله أعلم.