منتديات فرسان الثقافة - Powered by vBulletin

banner
النتائج 1 إلى 10 من 10
  1. #1

    Smile التفكير الإيجابي

    الإيجابية
    محاضرة حضرتها للأستاذ : مُريد الكُلاب ... وكتبتها لكم ...
    ***
    * لماذا نتحدث عن التفكير الإيجابي لأن له خصائص :
    1- قاسم مشترك بين الناجحين في الحياة منذ خلق الله الخلق
    مستحيل نجد ناجح سلبي
    كل ناجح لديه صفة إيجابية دفعته للنجاح
    كل موقف رائع له فكرة إيجابية
    وكل فشل لابد أننا افتقرنا فيه إلى الفكرة الإيجابية
    الإيجابية تدفع للنجاح
    2- الإيجابية مصدر للسعادة والراحة والطمأنينة
    *دائمًا خلف المشكلات أفكار سلبية
    الايجابية تمنحنا الحياة والطمأنينة والسعادة
    المسلم لابد أن يكون إيجابي ليس بخيارك لأن القرآن والصلاة تغذينا إيجابية وأي نوع من السلبية في حياة المسلم نوع من التقصير ..
    قال تعالى في الحديث القدسي : ( أنا عند ظن عبدي بي )
    الرسول صلى الله عليه وسلم يقول : ( تفاءلوا بالخير تجدوه ) .
    والرسول صلى الله عليه وسلم كان يغير الاسم إذا كان سلبي .
    مهارات عملية تجعنا إيجابيين وكل واحد في الكون يريد أن يكون إيجابي ...
    ماهي الخطوات التي تجعلنا إيجابيين ؟
    ندونها .. نحفظها .. نطبقها .
    مهارات التفكير الإيجابي
    * * *
    1- الإبتسامة نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي ابتسمي لتكوني أجمل
    الابتسامة تعطي صفاء من الداخل وراحة بال
    قاعدة نفسية (( كل سلوك ينعكس على الشعور والعكس صحيح ))
    السلوك يؤثر على الشعور
    اذا كانت مبتسمة هي من الداخل مبتسمة
    اذا انتي متضايقة ارسمي ابتسامة على وجهك ترتاحي ( تصنعي الابتسامة ) في البداية تصنع ثم تتحول ابتسامة ذات
    صدى حقيقي نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    درس في اليابان عن طريقة تعلم الابتسامة ..
    خذ القلم وضعه في فمك ستكون مبتسم رغما عنك لأن الفم سيكون مبتسم اذا كان القلم فيه
    الرسول صلى الله عليه وسلم يقول : (( ابتسامتك في وجه أخيك صدقة ) )
    لأننا عندما نبتسم نترك أثر إيجابي في نفس الآخر
    بعض الناس وجهه عبوس يسد نفس من أمامه
    بعض الناس بابتسامتهم يمنحون راحة نفسية
    كل ما تقابلي أحد ابتسمي لتكوني أجمل
    2- تحمل المسؤولية :
    وهي من صفات الإيجابيين والناجحيين الذين ينجزون في حياتهم أشياء رائعة ..
    سؤال : ماذا نعني بتحمل المسؤولية ؟
    هي أن تتحمل المسؤولية
    لما أقول أنا المسؤول يعني أنا أتحمل المسؤولية
    ( أحمد الخاطر صاحب الحظ العاثر ) صديق الطفولة ....
    أكبر سلبي رأيته في حياتي
    كنت أنا و أحمد أصدقاء .. كان دائماً يقول الأستاذ غلطان أنا أذاكر وهو متقصدني لذلك كان يرسب !!.. في الكلية غير تخصصه ليش ؟ يقول الأساتذة مو على المستوى المطلوب ثم غير تخصصه ليش ؟ قال هم أسوأ من الآخرين .. ثم فصلوه من الجامعة .. ليش ؟ قال أحسن .. الجامعة ليست المستوى المطلوب الذي أريد !!
    * أحمد بدأ يبحث عن وظيفة ؟
    أحمد تزوج الله يعين زوجته ..! بعد ستة أشهر طلقها ! يقول إنسانة ماعندها أحاسيس ومشاعر ..
    لا أدري على من الخطأ هنا لكن يبدو أني المخطئ لأني صديق
    أحمد حتى الآن ...!!
    في داخل كل الانسان يوجد " أحمد " يلقي بالمسؤولية على الآخرين ...
    اذا أردنا أن نتحمل المسؤولية لابد أن نواجه المشكلة ولا نلقي المشكلة على البيئة التي حولنا
    وأحياناً نلقي بالمسؤولية على التربية
    لابد أن نسلك أكثر من اتجاه .. لن تنتهي الحياة عند هذه العقبة ..
    الحياة ليست مجال واحد .. هناك الكثير من المشكلات والعقبات .. فلنتجاوزها
    في القرآن الكريم نقرأ سورة كاملة باسم مخلوق صغير كرمه الله ( سورة النمل ) النملة
    يقول تعالى : ( حتى اذا اتو على واد النمل قالت نملة يا ايها النمل ادخلوا مساكنكم لا يحطمنكم سليمان وجنوده وهم لايشعرون) سورة النمل آية 18
    القصة:
    سليمان نبي الله هو وجيشه يمشون في الطريق و أمامهم مجموعة من النمل يسعون لطلب الرزق .. النمل رأوا الجيش من بين كل النمل فيه نملة واحدة تحملت مسؤولية الانذار والتحذير و التغيير وصاحت في النمل ادخلوا مساكنكم .. تحملت مرة أخرى أن تصلح نوايا النمل وقالت وهم لا يشعرون ( حتى لا يظن النمل ظنًا سيئًا بسليمان وجنده ).
    النملة التي تحملت المسؤولية الله كرمها وذكرها في القرآن هل هي كانت المديرة للنمل.. يمكن كانت شغالة لأن القرآن دقيق في معانيه ( قالت نملة ) . نملة نكرة ليست معرفة ...!!!
    وأي واحد مننا يتحمل المسؤولية يكون موضع تقدير واحترام لأنه إيجابي والإيجابي له قدرة عالية على الإصلاح في حياة الآخرين وبالدرجة الأولى عن نفسه .
    الايجابي يقول لأنني لم أذاكر ولا يقول لأن المناهج صعبة لم أجب في الامتحان ...
    3- مهارة النظرة المشرقة الايجابية
    الانسان الذي ينظر لحياته نظرة مشرقة يكون إيجابي دائمًا .
    ماذا نقصد بها ؟ اذا نظرنا إلى كوب ماء جزء خالي جزء ممتليء أحدنا ينظر للفارغ ويصدر حكمًا .
    اخرجي الورقة وارسمي في وسطها نقطة بالقلم ماذا تشاهدين بعضهم يقول رأيت نقطة فقط ..!
    أين المساحة البيضاء في الورقة ..؟!
    انظري إلى النعم ....
    قصة في التاريخ هارون الرشيد كان يجلس معه رجل طريف ولطيف . فقال له هارون : هل تريد أن أعطيك نصف ملكي وتكون سعيد ؟ فقال : أنا أسعد منك بدون ملكك قال : كيف أنت أسعد مني؟ قال : يا أيها الأمير أنت في صحراء وفقدت الماء وقيل لك هل تضحي بنصف ملكك من أجل شربة ماء قال : نعم.. قال:شربت الماء ثم ما استطعت أن تقضي حاجتك و إذا أعطيت نصف ملكك الثاني تستطيع أن تقضي حاجتك .. قال : نعم أعطيك .. قال : أي ملك لا يسوى غير شربة ماء وقضا ء حاجة ...!!
    *عين النحلة أحلى من عين الذبابة
    التي ترى الأشياء الحلوة والإيجابية  عين النحلة
    التي ترى الســلـبيـات و الأخـــطــاء  عين الذبابة
    ياليت نغلق عين الذبابة ونفتح عين النحلة
    نحن المسؤولين عن كل كدر في حياتنا وعن كل هم في حياتنا ..
    الحياة فيها مصاعب .. فلنعطي المصاعب حجمها الإيجابي واقعي
    (ينظر للمشكلة على أنها نقطة في ورقة بيضاء) والسلبي لا ينظر لشيء ...
    السلبي كيف الحياة معه ؟ يقول زفت ...!!!
    الرسول صلى الله عليه وسلم قالوا له : كيف الدنيا يا رسول الله قال: ( الدنيا حلوة نظرة ) لأ نه إيجابي...
    عين النحلة : نرى بها الأشياء الجميلة حتى الأشياء السيئة .
    قال أحدهم أخفقت في الامتحان وتعلمت درس واستفدت من التجربة ( امتص الفائدة ولم يتأثر بها ) اذا تأثرت من كلمة سيئة تقال لي تنظر لها بنظرة إيجابية ونقول لن نقولها لغيرنا .. تعلمنا درس . إذا دققنا في حياتنا أن الموقف المزعج ننظر له نظرة إيجابية أكثر .
    4- اللغة الإيجابية .
    نتحدث بكلمات إيجابية ( أحيانًا أحد جالس معنا يتضايق .. لأنه يتحدث مع نفسه بلغة سلبية ) معظم الكلمات التي نتحدث بها مع أنفسنا سلبية 80% كيف نحدث أنفسنا بأفكار إيجابية :
    1- اجعل المخزون للمفردات في قاموس اللغوي إيجابي .
    * الكلمات النشطة التي نستخدمها بكثرة هل هي سلبية أم إيجابية
    سلبية ( ملل – ضيقة الصدر – طفشانة – أكره ) هذه الكلمات : تنتقل للعقل الباطن وتتخزن والعقل الباطن كل شيء عنده حقيقة . فيعطي نتائج للجسم إنك طفشانة .. " العقل الباطن " يحقق أفكارك ويعطي نتائج ( تدمري نفسك بنفسك )
    2- هذه الكلمة السلبية تؤثر في الآخرين .
    حتى لو مالهم علاقة
    ما رأيكم نستبدل الكلمات السلبية بالإيجابية .
    قاعدة : لا توجد كلمة سلبية ليس لها بديل إيجابي .
    أنا أكره الكبسة لأنها تسمن  سلبي
    أنا لا أحب الكبسة  كلام إيجابي
    فلانة غبية – سلبي  فلانة لم تفهم – فلانة تحتاج تركيز أكثر
    نرتقي بالمشاعر والأفكار والكلمات والآداء وطاقتنا الجسمية ..
    صححي قاموسك و اجعلي القاموس النشط في حياتك إيجابي ....
    3- تحدثي عن ما تريدين وليس عن ما لا تريدين
    مثلا ً ياولد ليش تلعب في الشارع --- يا ابني العب في البيت ..
    زميلة مقصرة : أنت ما تذاكرين كسولة  هذا ما لا تريدين
    حديثيها عن ما تريدين يا أختي ذاكري وا جتهدي .
    الرسول صلى الله عليه وسلم : جالس يأكل ومعه أصحابه وبينهم طفل صغير وكانت يده تطيش في الصحفة فالرسول كيف سيوجه الطفل : قال : ( ياغلام سم الله وكل بيمينك وكل مما يليك ) لطافة الرسول أتى بها على شكل نصيحة غير محرجة .
    ولما سأل أنس عن خدمته عند الرسول فقال : ( ما وبخني ولا نهرني ولا زجرني ) أكثر من عشر سنوات ولا يوم أخطأت .. أسلوب الرسول في تصحيح أسلوب إيجابي يتحدث عن ما يريد ولذلك لم يشعر أنه توبخ أو تهزأ .
    ياليت نفعلها في حياتنا حتى يكون التغيير من دواخلنا .. ونكون أكثر وأكثر وأكثر إيجابية .. وكل ما خطونا نحو الايجابية سنسعد في حياتنا .
    الإيجابية هي مربية فاضلة ... زوجة فاضلة ...
    أحد الأشخاص بعد أن كبر في السن مرض وهو على فراش الموت جمع أحبابه وأولاده فبدأوا يستمعون إليه فقال لما كان عمري 25 سنة كنت أفكر في تغيير كل العالم فلما صار عمري 35 سنة وجدت أني مااستطعت فقررت أن أغير البلد ( أجعله إيجابي ) فلما صار عمري 45 سنة لم أستطع ذلك فقررت تغيير المدينة وبعد 10 سنوات 55 سنة لم أغير المدينة فقررت تغيير الحي ...65 سنة لم أغير الحي فقررت أن أغير الأسرة وعمري اليوم 75 سنة وجدت أنني لم أغير الأسرة التي أعيش فيها تعلمون لو استطعت أن أعود لليوم الذي عمري فيه 25 سنة لقررت أن أغير نفسي لأنني لو غيرت نفسي لتغير العالم بأسره .... .
    إبدإي بنفسك نحو الإيجابية .. وكل يوم ستكوني أفضل من اليوم الذي قبله ... .
    أتمنى أن تكون الفائدة قد وصلت ... دعوااااااااااااااااااتكم ...
    تــــــــــمـــت..
    17/10/1427هـ

  2. #2
    استعرضت الموضوع بسرعة وهو موضوع جدا مهم
    لجيل عنده ثقة بنفسه اكثر من الامكانيات
    2- تحمل المسؤولية :
    هنا النقطة المهمة
    هل جيلنا قدار وحده على تحمل مسؤوليات مستقبله؟
    ولي عودة
    اهلا باوائل مواضيعك عزيزتي

  3. #3
    حياكِ الله غاليتي بنت الشام ... التفكير الإيجابي مؤثر كبير في حياتنا وينعكس على سلوكياتنا ... ونتفاءل بهذا الجيل خيراً ...
    ... فليكن تفكيرنا بهم إيجابياً ...
    عندي اختبارات لذلك أنشغل عنكم ... لكن القادم أجمل نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي بإذن الله ...
    دعواتكم ...
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  4. #4
    موفقة اختي ريمي
    لو انني احببت ان اعرف دراستك
    انا درست صيدلة واعمل في صيدليتي
    ونحن بانتظارك دوما
    دمتي بخير

  5. #5
    اهلا بك عزيزتي
    موفقة باذن الله وبانتظار مواضيعك غاليتي
    [align=center]

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    ( ليس عليك أن يقنع الناس برأيك ،، لكن عليك أن تقول للناس ما تعتقد أنه حق )
    [/align]

    يارب: إذا اعطيتني قوة فلاتأخذ عقلي
    وإذا أعطيتني مالا فلا تأخذ سعادتي
    وإذا أعطيتني جاها فلا تأخذ تواضعي
    *******
    لم يكن لقطعة الفأس أن تنال شيئا ً من جذع الشجرة ِ لولا أن غصنا ً منها تبرع أن يكون مقبضا ً للفأس .

  6. #6
    يا هلا فيكِ غاليتي أم فراس ... نورتي موضوعي ... نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

    أختي بنت الشام أنا تخصصي فيزياء ... في السنة الأخيرة ... نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

    دعواتكِ ... وتشرفت بمعرفتكِ ... نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

    ^_^

  7. #7
    شرفتني معرفتك بحمد الله يحوي الموقع اقلاما متميزة ربي لك الحمد
    مع الوقت تتعرفي على المزيد كلهم خير وبركة
    وبالتوفيق جميعا
    (اشعر وكان الموضوع يناسب قسم البرمجة العصبية لاادري راي اختي ام فراس
    لك شكري

  8. #8
    غاليتي بنت الشام ... أتمنى نقل الموضوع لمكانه المناسب ... نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

    احترت أين أضع الموضوع ... لأنني مبتدئة معكم ...

    ^_^

  9. #9
    ولايهمك اختي الحبيبة
    على كل حال لو انتقل بتي تعرفين اين سيكون
    دمتم بخير اختي ريمي
    وياهلا

  10. #10
    مشكورة اختي على المشاركة واحببت الاضافة

    ما هي ضوابط التفكير الإيجابي ؟
    د. علي بن عمر بادحدح

    السؤال: إنني دائماً أفكر كثيراً أريد أن أنتج من هذا التفكير بشيء إيجابي،لكن أحس أن تفكيري محدود جداً ، فإذا فكرت مثلاً في قضية من قضايا الأمة أو مشروع من مشاريعها لا أصل إلى المطلوب أو حتى الجزء أو النتيجة ؟ فأرجو توجيهي إلى ضوابط التفكير .. وكيف يفكر الإنسان تفكيراً صحيحاً؟ وكيف يكون إيجابياً ؟ وجزاكم الله خيراً .



    الجواب :

    الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً، وبعد ..

    فإن السائل مشكور على عنايته بأحوال أمته وتفكيره في إيجاد حلول لقضاياها أو تبني مشروعات نافعة لنهضتها، فهذا أمر محمود وله دلالات منها :

    1- الغيرة الإيمانية على الأحوال السلبية في الأمة الإسلامية .

    2- المتابعة والتعرف على أحوال وقضايا الأمة الإسلامية .

    3- النفسية الإيجابية المقاومة لأسباب الضعف .

    ومن هنا ؛ فإن السائل ينبغي له أن يتفاءل وأن لا يجعل لليأس طريقاً إلى نفسه ؛ فإنه وإن لم يصل إلى نتيجة جيدة ؛ فإن مجرد تفكيره إيجابي وإن استمرار تفكيره سيوصله إلى نتائج إيجابية بإذن الله تعالى، وسؤاله يدل على رغبته الأكيدة في تلمس الطريق الصحيح إلى التفكير المثمر .

    باختصار شديد يمكن أن نلخص عملية التفكير في ثلاثة عناصر هي: وجود المعلومات والخبرات المنظمة، ثم استخدام هذه المعلومات والخبرات في معرفة الواقع وتشخيصه والوصول إلى الأسباب وتحليل الظواهر، ثم تحويل الدراسة والتحليل إلى حلول عملية للمشكلات، وأسس علمية للنهضة والإصلاح .



    ونلخص أهمية وفائدة التفكير في هذه النقاط التفكير:

    ضرورة إنسانية

    لأن المزية الكبرى للإنسان هي العقل المفكر، وكما هي الحاجة والمنفعة في استخدام الجوارح المختلفة من بصر وسمع ونحوها فكذلك – من باب أولى – استخدام العقل وتشغيله .



    التفكير دعوة قرآنية

    فآيات القرآن ملئية بالدعوة إلى التفكر والتدبر في الآيات المسطورة والآيات المنظورة، {وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نزل إليهم ولعلهم يتفكرون } .



    التفكير بداية عملية

    فإن كل مشكلة تعرض، وكل عمل يبدأ، وكل أمل يشرق لا يمكن أن يترجم إلى عمل إلا بالبدء بالتفكير والانطلاق منه.



    التفكير آلية إنتاجية

    فإن حل المشكلات أو إطلاق المبادرات، قد يكون سحابة صيف عابرة مرتبطة بذوات الأشخاص أو بتوفر ظروف معينة، لكن عندما يتحول التفكير إلى ثقافة وممارسة منهجية فإنه يصبح قادراً على التفاعل الإيجابي الدائم الذي لا يكون مجرد رد فعل بل يؤسس للتعامل مع التوقعات قبل حدوثها.



    التفكير روح إيجابية

    لأن اليأس قد سرى إلى بعض النفوس، والإحباط قد أحاط بكثير من الناس، فإذا انطلقت الدعوة للتفكير وبدأت تؤتي ثمارها، أشعلت نور الأمل من جديد، وأعادت الثقة للنفوس لتواصل مسيرتها وجهادها في الإصلاح والتطوير .



    وكذلك هذه خلاصة لأنواع التفكير المنشود :

    التفكير العام

    وهو الذي يعنى بالشأن العام للأمة وليس مقتصراً على التفكير في الشؤون الخاصة للأشخاص أو المؤسسات فهذا يحظى بعناية أربابه لما يحقق لهم من مصالح، وقد نجد نماذج متميزة تفكر في أمورها الخاصة بكفاءة عالية، ويهمنا كيف نستثمر تفكيرها في الأحوال العامة للأمة .



    التفكير الشمولي

    وهو الذي يتناول المسائل من جميع جوانبها، ويفكر في جميع ما يتصل بها، فالتداخل في عالم اليوم جعل العلاقات متشابكة، فالاقتصاد يؤثر في السياسة، والسياسة ترتبط بالإعلام، وكل من الاقتصاد والإعلام ينعكس على الاجتماع وهكذا، ومن ثم لابد أن يكون التفكير شاملاً لجميع العلاقات والتداخلات المتصلة بالموضوعات.



    التفكير المتخصص

    ونحن في عصر التخصص الدقيق فإنه ينبغي أن يعطى التخصص حقه وقدره وأن تحال كل قضية للمتخصصين لئلا يتصدى لها من لا يحسنها، ولئلا تتكرر مآسي واقعنا في وجود مسئولين على رأس وزارات في غير تخصصاتهم، فالصحة مسئولها متخصص في الجيولوجيا، والصناعة مسئولها متخصص في النحو وهكذا.



    التفكير الواقعي

    إذ التفكير يبدأ من معلومات الواقع أساساً، والواقعية تبتعد عن الأحلام والخيالات، وعن المزايدات والمبالغات، ولكنها في الوقت نفسه لا تستسلم للواقع بل هي تهدف إلى تغييره والتغلب على مشكلاته وسلبياته، ومن ثم فإن الواقعية ليست قيداً يحد من التفكير ويحول دون التغيير كما قد يفهم بعض الناس، ويلحق بالواقعية المرونة التي لا تحمل على التصورات والحلول الآحادية بل تضع التوقعات وتحسب حساب ردود الأفعال ومنها إيجاد البدائل وتنويع الحلول والوسائل .



    التفكير التكاملي

    وهو التفكير الذي تتكامل فيه الجهود وتتظافر فيه الطاقات، ولا يكرر فيه ما سبق التفكير فيه بل يبنى عليه، ولا يكون التكامل إلا إذا وجد مبدأ التعاون، وكان هو روح العمل وأساسه، ثم إن الجوانب التخصصية المختلفة لابد من جمعها والتأليف بينها لأن التداخل والتأثير بين الجوانب المختلفة يوجب ذلك.



    وحتى يكون التفكير منهجياً صائباً فإنه لابد أن يبنى على اليقين لا الظن، { إن الظن لا يغني من الحق شيئاً}، وعلى التثبت لا الترخص {ياأيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوماً بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين}، ويجب أن يقوم على الحق لا الهوى{ قل لا أتبع أهواءكم قد ضللت إذاً وما أنا من المهتدين} ولا مناص أن يكون أساسه الصدق لا التلون، والصراحة لا المداراة، وبعيداً عن النفعية البراغماتية، والميكافيلية التحايلية، فالغاية لا تبرر الوسيلة{ ياأيها الذين آمنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين}، ويلزم أن يعتمد التفكير على الدقة والتفصيل لا على الإجمال والتعميم، والمعلومات الدقيقة أساس التفكير والتخطيط، وفي قصة يوسف عليه السلام إشارة ودلالة{قال تزرعون سبع سنين دأباً فما حصدتم فذروه في سنبله إلا قليلاً مما تأكلون * ثم يأتي من بعد ذلك سبع شداد يأكلن ما قدمتم لهن إلا قليلاً مما تحصنون * ثم يأتي من بعد ذلك عام فيه يغاث الناس وفيه يعصرون}، وأخيراً لا تتحقق الجدوى الكاملة إلا بأن يكون التفكير عملاً مؤسسياً لا يعتمد كلياً على الأشخاص وإن كان يقدر أدوارهم ويستثمر خبراتهم، فالأصل هو المنهج لا الأشخاص، والقضايا لا الأفراد، والنظام المنهجي لا المزاج الشخصي.



    ولابد من إدراك أن الطريق إلى إحياء التفكير وجدية العمل ودقة التخطيط وأمانة التنفيذ وكفاءة الأداء كل ذلك طريقه ملئ بالعقبات الداخلية والخارجية، فهناك الروح الانهزامية المستسلمة لتفوق الغير، وهناك العقلية النمطية الرافضة لمبدأ التغيير والتجديد، وهناك مراكز القوى النفعية التي تقوم مصالحها على الارتباط بالأجنبي، وهناك بيروقراطية الأداء في الأجهزة الحكومية بل والخاصة أحياناً، وهناك أرباب النفوذ السياسي في الطبقات الحاكمة التي لا ترى لغيرها حقاً أو إمكانية في الإنتاج والإنجاز، هذا فضلاً عن الإغراق في الملهيات، والإشغال بالتفاهات، ولا ينبغي نسيان استهداف الأعداء لمنع عجلة التطور من الدوران، لأنها أكبر خطر على مصالحهم، ويزعزع نفوذهم، ولكن كل ذلك ينبغي أن يكون - لدى العقلاء والمخلصين – زاداً للتحدي وعوامل للإصرار حتى نتحرك شيئاً فشيئاً في مقاومة تلك العوائق، ونتقدم الخطوات الأولى في مسيرة آلاف الأميال نحو اليقظة والنهضة .



    وليعلم السائل أن التفكير الذي أثمر مشروعات وأعمال كبرى إنما جاء من أشخاص لهم علم واسع وخبرة عميقة وتجارب متتابعة وتعاون إيجابي مع الآخرين، ولذلك أنصح بمواصلة التفكير والبحث عن مخارج الأزمات وحلول المشكلات ومشروعات الإصلاح مع الاستفادة بما سبق ذكره .



    وأحب أن أوصي السائل بهذه الخطوات العملية :

    1- القراءة والتدبر في سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم والصحابة عموماً والخلفاء الراشدين منهم خصوصاً، وذلك للنظر في عبقريتهم الذهنية وقوتهم النفسية وإبداعاتهم العملية، ويمكن التركيز على بعض الكتب التي تعتمد مبدأ التحليل ودراسة جوانب التفكير والفوائد من سيرتهم، وهذه بعض هذه الكتب :

    2- القراءة في سير أعلام المسلمين في العصور المتأخرة الذين واجهوا الاستعمار وقاوموا الانحراف وأسسوا مشروعات وحركات كان لها أثرها البارز ودورها الكبير في حياة مجتمعاتهم المحلية بل وعلى مستوى الأمة الإسلامية من أمثال الشيخ محمد بن عبدالوهاب في الجزيرة العربية، والشيخ عبدالحميد بن باديس في الجزائر، والشيخ حسن البنا في مصر، والشيخ أبو الأعلى المودودي في الهند وباكستان، وغيرهم، وفي سيرهم وجهودهم كتب كثيرة وهناك كتاب حافل بسير عدد كبير من الأعلام الذين لهم إسهامات في نهضة الأمة وهو كتاب ( النهضة الإسلامية في سير أعلامها المعاصرين، د.محمد رجب البيومي).

    3- القراءة في كتب التفكير الصحيح والإبداع من وجهة النظر الإسلامية مثل الكتب التالية " التفكير بداية الطريق إلى نهضة الإسلامية " د.محمود الخالدي، " التفكير العلمي " د. فؤاد زكريا، " حتى لا تكون كلاً " د. عوض القرني، " خطوة نحو التفكير القويم " د.عبدالكريم بكار، " فصول في التفكير الموضوعي " د.عبدالكريم بكار، " التفكير الإبداعي " د.عبدالله الصافي .

    1- القراءة المتخصصة في أحوال الأمة من خلال الدراسات الموضوعية أو الجغرافية التي قد تعنى بدراسة أحوال الاقتصاد مثلاً، أو أحوال بلد معين .

    2- حضور بعض الدورات في التفكير والإبداع وطرائقهما مثل دورات التفكير الإبداعي، القبعات الست، وغيرها .

    3- مقابلة أهل العلم والدعوة وأهل الفكر والرأي البارزين في المجتمع ممن لهم كلمة مسموعة وآراء متميزة وذلك لمجالستهم ومساءلتهم والاستفادة من تجاربهم .

    4- الاستعانة بالاستقامة والدعاء لله عز وجل بالتوفيق لما يحبه ويرضاه وما ينفع البلاد والعباد، مع استحضار أهمية التجرد والإخلاص .



    والله أسأل أن يوفق الجميع لما يحبه ويرضاه، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

    د. علي بن عمر بادحدح

المواضيع المتشابهه

  1. التفكير الإيجابي.. للبدء في تغير الواقع
    بواسطة بنان دركل في المنتدى فرسان البرمجة اللغوية العصبية.
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 09-17-2014, 03:05 PM
  2. كتاب "ما وراء التفكير الإيجابى" لـ روبرت أنتونى
    بواسطة راما في المنتدى فرسان المكتبة
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 03-11-2013, 07:51 AM
  3. التغيير الإيجابي للطباع البشرية
    بواسطة ميسم الحكيم في المنتدى فرسان البرمجة اللغوية العصبية.
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 04-07-2012, 11:08 AM
  4. قوة الاعتقاد الإيجابي
    بواسطة ريمه الخاني في المنتدى فرسان التجارب الدعوية
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 12-19-2010, 10:07 AM
  5. التغيير الإيجابي
    بواسطة أديبه نشاوي في المنتدى فرسان البرمجة اللغوية العصبية.
    مشاركات: 3
    آخر مشاركة: 08-25-2009, 10:49 AM

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •