بقلم : أ . تحسين يحيى أبو عاصي – كاتب وباحث – ( التجمع المدني من أجل الحرية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية ) – 22-4-2011مهل تسير شركة كهرباء غزة نحو الأسوأ … أسئلة لا بد منها ! ؟
من واجبنا في التجمع المدني من أجل الحرية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية ، أن نقف عند مشكلات الناس ، ونعمل بقدر الإمكان على تشخيصها ، ومن ثم حلها بعيدا عن النفاق والتملق ، واضعين النقاط فوق حروفها ، طارحين كثيرا من الأسئلة التي نتمنى من الشركة الإجابة عليها ، خاصة بعد أن طفح الكيل ، ولا بد من وقفة أخلاقية وإنسانية تجاه ما يجري من أخطاء تراكمية ارتكبتها الشركة ولا زالت…
لا نقصد هنا التحريض على الشركة ولا النيل منها ، بل نقصد القرع على جدران الخزان كواجب أخلاقي ووطني وإنساني … فقد بات واضحا أن شركة إدارة وتوزيع الكهرباء في غزة ، تسير نحو الأسوأ إداريا وماليا وفنيا ، الأمر الذي لا نتمناه لهم ، فهي في خانة الاتهام والشك والتساؤل ، ما لم تثبت لشعبنا عكس ذلك .
وقبل البدء أنصح شركة الكهرباء في حالة رغبتها في الرد على مقالي هذا أن تتوخى الدقة والمصداقية في ردودها … وأذكرها بأنني ملتزم في دفع فاتورتي الشهرية كان آخرها رقم ( 7106265 ) ويوجد بيني وبين الشركة سند اتفاق أقساط دفع لما تبقى من مبلغ ، سند اتفاق تحت رقم ( 8874 ) بتاريخ 7-4-2010م ، كما توجد لدي وثيقة تسديد آلي بتاريخ 14-3-2011 م لحساب رقم ( 545821 ) عن طريق بنك فلسطين …
عيب عليكم :
1- أن أدفع فاتورتي الشهرية ولا يزال الخصم من راتبي مستمرا …
2- أن أتوجه إلى بنك القاهرة عمان ، واتفاجأ بأنه لا يوجد بينكم وبينه اتفاق تسديد آلي في حينه ( قبل شهر تقريبا من تاريخه ) ، مما جعلتموني في حيرة من أمري ، وأكرهتموني مرغما فقطعتم هذا المبلغ الكبير من راتبي ، من قبل أن أكلف ابني بالدفع الآلي ومن بعده ...
3- أن تخصموا من مرتبي مرتين : 300 شيكلا + 175 في آن واحد وكل شهر ومنذ فترة طويلة ... ، وتخصموا على ابني أيضا 175 شيكلا شهريا ... هذا يعني أن المبلغ الشهري الذي يتم تحصيله مني أكثر من ألف ومائة شيكلا شهريا بما فيه فاتورتي التي تقدر شهريا من 350 – 450- شيكلا ، حوالي ثلاثمائة وخمسين دولارا
4- لقد قدم لكم ابني شأنه شأن جميع الموظفين استمارة لوقف الخصم ولا زلتم تخصمون ...
5- أن يستمر الخصم مني ومن ابني حتى تاريخه ، على الرغم من أنني عملت بسياسة التسديد الآلي التي ترغبون بها ...
أسئلة مشروعة :
1- أين تذهب كل تلك الأموال التي تجبونها من الفئات الثلاث الآتية : فئة عشرات ألوف الموظفين الذين يتم الاستقطاع من رواتبهم ، وفئة الذين التزموا بدفع فواتيرهم ، وفئة الذين قاموا بالتسديد الآلي ... ، ولا زال شعبنا يعاني على أيديكم ؟
2- لماذا لم تُعد الشركة الأموال التي خصمتها من مرتبات الموظفين الغير منتفعين منكم حتى الآن ، وماذا تقصد الشركة بذلك ، علما بأن مسئول العلاقات العامة وعد وعلى الهواء مباشرة ، بحل هذه المشكلة قريبا منذ شهر نوفمبر من العام الماضي ، فلماذا لم يتم الالتزام بذلك ، وما المقصود من وراء عدم الالتزام ؟ متمنيا أن تحترم الشركة عقل ووعي المواطن الفلسطيني وان تثبت مصداقيتها .
3- لقد تسببت الشركة في استقطاع الخصومات من مرتبات الموظفين بمشاكل كثيرة وكبيرة ، بين المستأجر والمالك ، وبين الأخ وأخيه ، وحتى بين الابن وأبيه ، فهل الشركة معنية بمزيد من التمزق المجتمعي في هذه الظروف الصعبة من حياة شعبنا ؟ أتمنى أن يكون عكس ذلك ، خاصة وان القائمين على الشركة يعلمون بأن المواطن الفلسطيني يعيش ضغوطا لم يمر بها عبر تاريخه ، كما أتمنى أن ألا يدل ذلك على عقم تفكير مسئولي الشركة وسوء إدارتهم .
4- لا أريد هنا أن أتحدث عن حوالي خمسين دولارا شهريا ندفعها ثمنا لوقود المولدات الكهربائية ، ولا عن الثمن الذي ندفعه من أجل صيانتها ، ولا أريد التطرق للمخاطر والأضرار الناتجة عن تلك المولدات ، والتي وصلت إلى حد القتل حرقا ، والتشويه ، وقطع الأطراف ، بل إنني أود أن ألفت النظر إلى ما يأتي ، خاصة على أثر ليس فقط عدم التزام الشركة في برامج توزيع الحصص الكهربائية ، بل التراجع الذي لمسناه مؤخرا في التوزيع ، على الرغم من الخلل الطارئ الذي يقع أثناء مدة توزيع الحصص الكهربائية ، وما يلحق بالناس من أذى كبير في تلف أجهزتهم الكهربائية المنزلية وشلل مدخولاتهم ، وإحداث المزيد من الضغط النفسي عليهم ، فقد كان برنامج التوزيع الأخير هو عبارة عن : ثمانية ساعات قطع في الفترة الصباحية في اليوم ، ثم ثمانية أخرى في الفترة المسائية في اليوم الذي يليه ، ثم ينعم الناس بكهرباء غير مقطوعة على مدار اليوم الثالث ، استبشرنا بذلك خيرا ، واعتقدنا أن المشكلات بدأت بالحل ، وان ألأزمة اقتربت من الفرج ، ولكننا تفاجأنا مؤخرا بحرماننا التنعم بكهرباء اليوم الثالث ، وجعل الكهرباء تقطع كل يوم ثمانية ساعات ، وعادت ريمة لعادتها القديمة ، فهل سيعود بنا الأمر إلى أن ننعم بتيار كهربي ثمانية ساعات أو ست فقط في اليوم ؟ وهل هذه هي الإدارة السليمة لشركة كهرباء غزة ؟ هل سنعود إلى الوراء أكثر بعد كل هذه الاستقطاعات المالية من دماء ورمق الناس ! ؟ آمل ألا يحدث ذلك أيضا .
5- لماذا لا تقدم الشركة للمواطنين كشفا يتعلق في دخلها واستهلاكها ومتطلباتها وحاجاتها بالحقائق والأرقام لا بالنفي فقط ، ولا بالإنشاء ، ولا بوضع الرؤوس في الرمال وقلب الحقائق ، كشفا يدل على رؤية علمية ، ومسئولية وطنية وأخلاقية عالية ، وإدارة ناجحة ، فنعرف ما لنا وما علينا ، بدلا من الحالة الضبابية المتشككة التي يشعر بها المواطن ؟ أليست هذه مشكلة الشركة وحدها ؟
6- هل يوجد سرقة كهرباء أم لا ؟ وهل تقوم الشركة بكامل واجبها في مجال سرقة الكهرباء إن وجدت ؟ سؤال مشروع ...
لقد سقطت جميع الحجج والذرائع التي سمعناها كثيرا ، فتارة كنتم تلومون حكومة رام الله ، وتارة تلومون الاحتلال ، وتارة تلومون المواطن ، وتارة تتذرعون بأننا نجهل ولا نعرف ، وأنه لا مصداقية لنا ، كما اتهمتمونني من قبل ، لأنني وجهت لكم نقدا وتساؤلات كثيرة ، فإن كنا كذلك فأرجو من الشركة أن تجيب على كل الأسئلة المطروحة بشكل يعطي إجابات واضحة لا لبس فيها ، كما قلت سابقا معززة بالحقائق والأرقام .... متمنيا أن تتصف المواقع والمنابر الإعلامية التي ترد من خلالها الشركة علينا بحرية التعبير، فتتيح المجال لتبادل الرأي والرأي الآخر، بدلا من أن تتبنى فقط رأي الشركة ، كما حدث في بعض المواقع الالكترونية ، التي رفضت نشر ردودي السابقة على اتهامات الشركة لي ، وهي اتهامات ليست صحيحة ، أوضحتها بالتفصيل في حينه بالدليل الملموس لوسائل الإعلام ، فمن المعيب على تلك المواقع أن تكيل بمكيالين ، وان تفضل العلاقة الشخصية على مصلحة الوطن وبيان الحقيقة ، ففي ذلك تشويها لرسالة الإعلام وسلطته ، وبعدا عن المهنية والواقعية ، وكأن مشكلة الكهرباء تهم فقط كاتب هذه السطور ، فالشرف الكبير يكمن في بناء علاقة وفق الكيمياء المشتركة ، ووفق القلم الحر ، ومن خلال تحسس مشاكل ومصالح الناس ، فالخلاف في الرؤية يجب ألا يفسد للود قضية .
أتمنى ألا يأتي اليوم الذي تخرج فيه الجماهير منادية بإسقاط شركة الكهرباء ، كما نادت من قبل بإسقاط شرطة جوال ... و لدينا الكثير مما يمكن قوله .
إننا في التجمع المدني من أجل الحرية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية ، ندعو إلى الشفافية والمحاسبة ، واحترام الحقوق ، والقيام بالواجبات ، ومحاورة الآخر والاستماع له باهتمام ، لا تطنيشه وتهميشه ... دعونا نبني مجتمعا متنورا حديثا راقيا ، كل في موقعه ووفق تخصصه ، مبني على الاحترام والتقدير المتبادل ، فنضع بصماتنا الجميلة في التنظيم والإدارة ، والعطاء وخدمة الآخر ، من أجل الخير والحق ...
رابط الموقع الخاص
http://www.tahseen-aboase.com/index.php