إتحاف الورى : أحوال التعليم في القرى
لم يكن هذا العنوان الذي خطر في بالي .. وأنا أستمع إلى معانة إحدى بنياتنا التي تدرس في (قرية) .. بل كان العنوان الذي قفز إلى ذهني : ( التعليم في القرى .. هل هو جهد ضائع؟) ..
وكان الرد الذي لا يحتاج إلى تفكير .. أن التعليم لا يمكن أن يكون جهدا ضائعا.
بداية القصة .. كنت بعيدا عن زحام المدينة،ربما فرارا من وسائل تواصلها .. التي تكاد أن تتحول إل وسائل (تقاطع) – إن جاز التعبير – فإذا بجزئ من معاناة التدريس في قرية تتسلل إلى أذني .. لم يكن جديدا ما يتعلق بوعثاء السفر .. والخروج في السحر .. فذلك حديث استفاض حتى عرفه القاصي والداني .. أما الجديد فكان معاناة تدريس نفس المناهج التي تدرس في المدن!
وهذا أمر عجيب بالنسبة لي على الأقل .. ولست في حاجة إلى الإشارة إلى أن جزء من التعليم،أي التعليم في شقه الديني،لا فرق فيه بين المدينة والقرية .. أما بقية المواد فكان للقائمين على التعليم أن يسألوا أنفسهم :
ماذا نريد من طلاب وطالبات القرية؟
هل نريد أن نهيئهم للعيش في قريتهم .. وتوسيع مداركهم .. وتعليمهم ما يخدم استقرارهم هناك؟
أما أننا نرغب في دفعهم لهجر القرية والنزوح إلى المدينة؟
وبعد .. التعليم .. "ديمقراطي"جدا .. التفوق فيه – أو هكذا يفترض – للأميز بعيدا عن الجاه والمال .. والمنصب .. وهذا أمر يحتاج إلى وقت ليستقر في أي مكان تسيطر عليه .."الطبقية" . . وقد يصعب تصور أن يتفوق ابن شخص خامل على ابن صاحب المكانة والمنصب!!
تلويحة الوداع :
سمعت – عبر برنامج ما - أن اليابان في عصر قديم .. كان ابن الإمبراطور – ومن في حكمه – يجلس في الصف،وإلى جواره أحد أبناء العامة .. فإذا أخطأ ابن الإمبراطور .. ضرب المدرس الطفل الآخر!!
أبو أرشف : محمود المختار الشنقيطي المدني