بحثتُ عنيِّ فِيَّ، فوجدتُني في كلماتي الشقيَّة،
أستحيلُ من شِعرٍ إلى لَغَمٍ، ومن لحنٍ إلى شظيَّة،
خالَطَ قلبي كَبِديِ، وغاب في سمعي بصري،
...
وضج عقلي من جسدي،
وغدت روحي جسرا لكل خليَّة،
سألتُ دمي والهواءَ العابرَ من فمي، وكلَّ دمعةٍ نزفت أبيَّة،
سألت القلمَ والقرطاسَ وساعةَ يدي،
عن صراخي،
وسألتُ عنيِّ كلَّ همسي، وكل حسناءٍ شهيَّة،
فما نلتُ لسؤالي من جوابٍ،
لقد تاهَ يميني عن يساري، وطارد ليلي نهاري،
وحملَ نصفي سيفاً لباقِيَّ،
سألتُني: ما بِيَّ؟
أيُّ ابن عاهرةٍ أرادَ شرا بوقوفي، بشموخي، بالرَّبِّ الساكن فيَّ؟
أيُّ ابن عاهرةٍ أراد ركوعي وانحنائي لقتلِ اليماميَّةِ في عينيَّ؟
من ذا الذي كي يقتلَني، شطرني إلى نصفيَّ؟
وحمَّلَ سيفا إلى شرقيِّ كي يطعن ضفتي الغربيَّة،
ورمحا إلى غربيِّ كي ينحرَ ضفتي الشرقيَّة؟
تبا لي، ما أحمقني،
أين مقاومتي؟ أين سلاحي؟ أين دروعي؟
أين أنا وأنت ونحن وهو وهيَّ؟
أليستْ تسكن صدري قبل القسمة في رئتيَّ؟
ألستُ أتنفسُ هواءً يمر من نهر صدري إلى جانبيَّ؟
ألستُ أضخ دما من قلبي أُغَذيِّ به ضفَّتَيَّ؟