علوم: المصافي النفطية أهم مصادر تلوث البيئات البحرية
حيدر حسين كاظم*
تجمع كل المنظمات والمجتمعات التي تدافع عن نقاوة وصفاء البيئة من اجل توفير عناصر الحياة السليمة للبشر والخالية من مسببات وتكوين بؤر تلوث واسعة ان المصافي
النفطية وخاصة الانواع القديمة منها التي يعمد الى بنائها واقامتها على مقربة من الانهر وذلك للتخلص من المخلفات فيه من اكثر المصادر البرية تلويثا للبيئات البحرية نظرا لكثرة المواد الضارة وتنوعها والتي يتم افرازها وتصريفها منها والتي تجد طريقها في نهاية المطاف الى هذه البيئات مما يزيد من حجم مشكلة التلوث النفطي الناتج من هذه المصافي ان عملية تكرير البترول تتسم بتعقيدها ويرجع ذلك الى ان النفط نفسه هو خليط معقد من عدد ضخم من المركبات الكيميائية ولتنوع المنتجات المطلوبة والتباين الكبير في خواصها الفيزيائية والكيميائية فالنفط الخام يتكون من مئات المركبات التي تتراوح درجة غليانها بين 160 و 350 درجة مئوية وتكون الهيدروكربونات الجزء الغالب منها وتوجد على شكل برافينات والفينات مستقيمة او متفرعة ومواد عطرية ارماتية وبعض هذه المواد ان تكون غازا او سائلاً او صلباً ويحتوي النفط الخام ايضا على عناصر اخرى غير عضوية مثل الكبريت والنتروجين والاكسجين والنيكل والكروم وعادة تكون هذه العناصر مرتبطة مع جزيء هيدروكاربوني في مركب ما ويقصد بتكرير فصل النفط هذا الخليط المعقد الى اجزاء متجانسة الى حد ماتصلح في اداء اغراض معينة من ثم تكون قيمتها اكبر وتعالج هذه المنتجات في مراحل اخرى لفصل المركبات التي تحتوي على عناصر غير عضوية مثل الكبريت والنيتروجين التي تؤثر سليبا في جودة ادائها وعموما في النفط الخام يوجهها الى ابراج التقطير حيث يجزأ الى عدة منتجات تشمل الجازولين النافثا والكيروسين وزيت الغاز وزيوت الوقود بالاضافة الى غازات الميثان والايثان والبروبان ثم ان هذه المنتجات توجه بعد الى وحدات لمعالجتها من الشوائب التي عادة ماتحتويها.ويستخدم البخار على نطاق واسع في مصافي النفط وذلك في اجهزة الفصل واجهزة احداث الضغط المنخفض وابراج التقطير وغيرها هذا البخار يكثف بعد ذلك ويفصل عن منتجات بترولية على هيئة مياه وتظل في هذه المياه نسبة معينة من المواد الهيدروكربونية والكبريتية كما تستخدم انواع مختلفة من المياه بكميات كبيرة جدا في مصافي النفط مثل مياه التبريد التي تستعمل في المكثفات والمبادلات الحرارية بالاضافة الى مياه العمليات وهي عبارة عن مياه الاملاح التي تفصل الزيت الخام ونظرا لطول خطوط الانابيب وتعدد الصمامات والوصلات يحدث تسرب لبعض المواد الهيدروكربونية التي تصل الى مياه التبريد فتلوثها ويزداد تركيز هذه الملوثات باستمرار دوران هذه المياه واعادة استخدامها ولذلك فان المياه المنصرفة سواء كانت ناتجة عن تكثيف البخار ام من مياه التبريد ام من مياه العمليات تحتوي على نسب معينة من الملوثات التي يجب ان تعالج قبل دفعها الى البحر كما ان بعض هذه المياه يتسم بارتفاع درجة حرارته وهو الامر الذي يتسبب في حدوث تلوث مما يجب ان توكد عليه بهذا الخصوص ان هذه المخاوف من التلوثات يجدر ان تحظى باهتمام المختصين والمسؤولين العراقيين اكثر من مما في البلدان النفطية الاخرى فهذه ولاسيما دول الخليج تخضع مصافيها الى الصيانة والتحديث من قبل شركات عالمية متخصصة بواكب عملها التطور التكنلوجي والعملي في حقول الصناعات النفطية عموما في ماتشكو المصافي في العراق من القدم ( التخلف ) التي لاتسمح باجراء العمليات التكريرية على النفط الخام بموجب المعادلة العلمية التي تنص على ان تكون المادة الداخلة تساوي الخارجة في مايحدث في مصافينا والتي جلها قديم ومتخلف ان المادة الداخلة لاتساوي الخارجة وهذا الفرق يمكن فيه التلوث حيث يكون الفقدان بالحالة البخارية التي تلوث ابخرتها الجو او على شكل مادة ثقيلة تصرف عن طريق المجاري داخل المصافي الى المياه عادة والتي تكون مياه النهر الصالحة للشرب فضلاً عن خسارة اقتصادية كبيرة خصوصا في ظل ارتفاع اسعار النفط الحالية .