منتديات فرسان الثقافة - Powered by vBulletin

banner
النتائج 1 إلى 3 من 3
  1. #1
    Moderator
    تاريخ التسجيل
    Feb 2011
    الدولة
    فلسطين - رام الله
    المشاركات
    355

    ( سري للغاية ) ل.......فقط !

    ( للطواغيت فقط )


    غضبة الربّ ونقمته ... من الذين يجترئون على الشعب وحرمته !

    من أنعم النظر ، في متقلّبات أحوال البشر ، سواء في ذلك منهم مَن غبَر ، أو مَن جاء بعدهم فحذا حذوهم على الإثر والأثر ، فسيجد أن مجريات التاريخ لا تسير خبط عشواء ، بل ثَمّ نواميس وسنن وقدَر ! قدَرٌ الهيّ محكم ، وأمرٌ ربانيّ مُبرَم ، ليس فيه من تبديل ولا تحويل { فلن تجد لسنّة الله تبديلا ولن تجد لسنّة الله تحويلا } ( فاطر43 ) وسنته ســـبحانه هي (عادته في خلقه ) ؛ فكما أن لله في خلقه مفاتيحَ هداية ، من استفتح بها رشد واهتدى ، فقد شاءت أقداره سبحانه أن يكون هناك مفاتيحُ غواية ، من استفتح بها غشيته الشّقوة وطواه الردى !
    والشواهد التاريخية على ذلك شاخصة ماثلة :
    إقرأ التاريخ إذ فيه العبر ................ ضلّ قومٌ ليس يدرون الخبر
    وسواء في ذلك القرون التي اندرست وغبَرت ، أم أيامنا هذه التي تبدّت فيها هذه السنن وسطعت ، فرآها الجميع رأيَ العين ! لتقرّ بها أعين أناس ، وعساه يرتدع بها وينزجر مَن أبى إلا أن يصبّ على الشعوب المستضعفة السطوة والبأس ! كفرعون الذي هو رمز لكل طاغوت ، وعبرة ماثلة لكل من اغتر بما حباه الله من ملك وجبروت ؛ فقد سام فرعون شعبه سوء العذاب { وإذ نجّيناكم من آل فرعون يسومونكم سوء العذاب يذبّحون أبناءكم ويستحيون نساءكم وفي ذلكم بلاء من ربكم عظيم } (البقرة 49) فلمّا سام بالعذاب شعبَه أغضب بذا ربّه ، لأن الرب عز شأنه يغضب من الذي يجترئ على خلقه ، فالخلق كلهم عيال الله تعالى ، ولا أحد أغير من غيرة الله تعالى على خلقه ، لذا فمن اجترأ عليهم واستباح حرماتهم ، واستكبر في الأرض بغير الحق يكون قد فتح على نفسه أبواب سنة ربانية جارية ، من شأنها إذا حلّت بساح الطواغيت أن تجرفهم إلى الهاوية ، هاوية تعيها أذن واعية ، وتشفي صدور قلوب مكلومة، التي طالما رزحت تحت نير الضنك والشقاء ، الذي جرّه عليها أمثالُ أولئك وهؤلاء ؛ أولئك الطواغيت الذين ولّى عهدهم وانقضى ، وهؤلاء الذين ضاق ذرعاً بجرائمهم الفضا ، وليس لهم إلا أن يرتقبوا نواميس الإله ومجريات القضاء ، فقد حلّت على أشياعهم من العزيز المقتدر نقمته ، تماماً كما حصل مع فرعون وآله { فلما آسفونا انتقمنا منهم فأغرقناهم أجمعيين ، فجعلناهم سلفاً ومثلاً للآخرين } (الزخرف 56) فقوله ( آسفونا ) أي : أغضبونا باستطالتهم على شعوبهم ! وتنكّبهم عن صراط ربهم ، (انتقمنا منهم فأغرقناهم أجمعين) فجعلهم الله تعالى ( سلفاً) أي سالفين لمثل من عمل بعملهم ، ومتقدّمين ليتعظ بهم الآخرون ، لكل من يهلك منهم هلاك غضب ، وذا يُفصح عن سنةٍ لله حق ! (ومثلاُ) أي : عظة شاخصة ماثلة رادعة ً لمن سوّلت له نفسُه أن يجترئ على الخلق ! فإن عملوا مثلَ عملهم أصابهم مثلُ ما أصاب أسلافهم ! وغدت هذه العظة تسير بين الأجيال مسير الأمثال ، فيقال : مَثلكم مَثَلُ فرعون ؛ الذي ضلّ به قوم وأضلّوا ، وحلّوا لمن داناهم عُرى الدين فزلّـوا ! وتسلّطوا على رقاب العباد فألحق الله بهم النكال ، فخُضدت شوكتهم وذلّوا !
    في ضوء ذلك : فمن عميت عليه هذه الأنباء ، فاعلم أنه قد حلّ به الداء ؛ داء استعجال العذاب واستجراره على نفسه ، إنه الداء الذي لا بُرء منه إلا أن تحلّ بساحته عدالة السماء ، تماماً كما قال تعالى :{ ويستعجلونك بالسيئة قبل الحسنة وقد خلت من قبلهم المثلات } (الرعد6) والمثلات جمع مَثُلَة ، والمثلة : العقوبة ، لما بين العقاب والمعاقب من المماثلة ! فتلكم المثلات تبيّن أن الجزاءات على ظلم الشعوب واقعات ، واقعات لا محالة ، فلا يُغضّ فيها الطرف عن حالة دون حالة ، فالسنن الربانية من سمتها المحاكاة لا المحاباة ؛ بمعنى : يُلحق فيها مصير الشبيه بشبيهه ، ولا يُحابَى ليصيرَ في حِلّ ومأمنٍ من أن تحلّ به عاقبة نظيره ! فسيُفعل بهم كما فعل بأشياعهم من قبل ، فليس في ذلك من شكّ ولا ريب!
    وأستحضر في هذا السياق هذه القصة المقتضبة : ( خيّر أحدُ الطغاة أحدَ المصلحين قائلاً له بلسان الوعيد المشوب بالاستهزاء والاستفزاز : إختر لنفسك الميتة التي تحبّ أن تموت بها !! فقال له ذلك المصلح بلهجة اليقين ولسان الاعتزاز : بل اخترها أنت لنفسك فما أخذتني بميتة إلا أخذك الله بمثلها )
    أجل : فمن سَحَلَ الشعبَ سيأتي اليوم الذي فيه يُسحل ، ومن نكّل بهم فبطش وقتل ، سيأتي اليوم الذي ينكّل فيه ويقتل ! وأيّما طاغية فاته في دنياه شيء من هذا النكال ، فإلى العزيز الجبار المصيرُ والمآل ، مع استحضار هذين الوعيدين بحق الطغاة :{ ذلك لهم خزي في الدنيا ، ولهم في الآخرة عذابٌ عظيم } (المائدة33) فمصيرهم المحتوم سيخزيهم في حياتهم الدنيوية ! وأما في أخراهم فأمرهم مُفوّض إلى مقام الربوبية !
    وإذا كان ذلك كذلك ، فإننا نقول بلسان اليقين لكل شعبٍ رازحٍ تحت نير كلّ جبار عنيد نقول له : { فارتقبهم واصطبر } ( القمر27 ) .

  2. #2
    اهلا بك دكتور...
    ونص موجع واكثر...
    مرور اول
    [align=center]

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    ( ليس عليك أن يقنع الناس برأيك ،، لكن عليك أن تقول للناس ما تعتقد أنه حق )
    [/align]

    يارب: إذا اعطيتني قوة فلاتأخذ عقلي
    وإذا أعطيتني مالا فلا تأخذ سعادتي
    وإذا أعطيتني جاها فلا تأخذ تواضعي
    *******
    لم يكن لقطعة الفأس أن تنال شيئا ً من جذع الشجرة ِ لولا أن غصنا ً منها تبرع أن يكون مقبضا ً للفأس .

  3. #3
    Junior Member
    تاريخ التسجيل
    Sep 2011
    الدولة
    ادنبرة
    المشاركات
    11
    { فارتقبهم واصطبر } والله المستعان...
    رائع كالعادة , جزاك الله خيراً
    أم أحمد

المواضيع المتشابهه

  1. تقديم محتوى جيد بصورة جذابة للأطفال وبأسعار معقولة مهمة صعبة للغاية
    بواسطة رغد قصاب في المنتدى دراسات في أدب الأطفال
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 10-31-2017, 08:30 AM
  2. مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 04-08-2014, 11:57 AM
  3. كتاب قيم للغاية
    بواسطة ملده شويكاني في المنتدى فرسان المكتبة
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 06-29-2013, 12:13 PM
  4. مهم للغاية...!!
    بواسطة جريح فلسطين في المنتدى السرقات الأدبية
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 10-02-2010, 10:59 AM

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •