تَوْبَةٌ
يَتَوهُ العَبْدُ فِـى الدُنيِـا=وَ عَيْنُ الحَـالِ تَبْكِيـهِ
فَيَعْصِى العَبْدُ مَــوْلاهُ=وَ تَحْيَا النَّفْسُ فِى تِيـهِ
يُوَارِى الذَنبَ عَنْ خَلْقٍ=وَ فِى الأسْحَارِ يُبْدِيـهِ
وَ مَهْمَا العَبْدُ أَخْفَـاهُ=فَـإِنَّ اللـهَ يُحْصِيـهِ
رَحِيْمٌ كَــان َ يَسْتُرُهُ=وَيَعْفُو عَـنْ مَعَاصِيـهِ
وَ يمضِى العَبْدُ فى الذَنبِ=صَدِيقُ السُوْءِ يُغْرِيـهِ
يَظَنُّ المَـوْتَ يَنْسَـاهُ=مُحَــالٌ أَنْ يُلاقِيـهِ
وَأَنَّ العُمْـرَ لَـنْ يَفْنَى=فَكَيْفَ الدَهْرُ يُرْدِيـهِ
فَظَلَّ المَـوْتُ يَذْكُـرُهُ=وَ بَـاتَ إِلَيْهِ يُدْنِيـهِ
إِلَـى أَنْ شَـاءَ مَولاهُ=بِبَعْضِ الـدَّاءِ يَبْلِيـهِ
فَـكَيْفَ العَبْـدُ يَدْرَءُهُ=وَكَيْفَ الطِبُّ يَشْفِيـهِ
جَـزُوعٌ مَسَّـهُ الضُّرُ=وَ لا خِـلٌّ يُوَاسِيـهِ
وَصَارَ الحُـزْنُ يَغْشَـاهُ=وَ دَمْـعٌ فِـى مَآقِيـهِ
وَأَضْحَى القَلْبُ مَكْلُومًا=بِذَنبٍ بَـاتَ يُدْمِيـهِ
فَيَحْيَا العَبْدُ فِـى هَمٍ=وَضَنْكُ العَيْشِ يُشقِيـهِ
وَشَـرٌّ كَـانَ يَزْرَعُـهُ=بِدَمْـعِ العِيْنِ يَجْنِيـهِ
إِذَا ضَاقَتْ بِـهِ الدُنيَـا=فَيَدْعُو اللـهَ يَهْدِيـهِ
وَيَقْصُدُ بَــابَ خَالِقِهِ=لِيَمْحِى شَـرَّ مَاضِيـهِ
فَهَلْ لِلعَبْدِ مِـنْ تَوبَـةْ=لَعَـلَّ اللـهَ يُنْجِيـهِ
مِنْ الأَهْـوَالِ إِنْ مَاتَ=فِى قَبْرٍ سَوفَ يَحْوِيـهِ
وَ يَـوْمُ الطَامَةِ الكُبْرَى=وَ لا هَـوْلٌ يُضَاهِيـهِ
يَفِـرُّ العَبْدُ فِـى هَلَعٍ=يَكَادُ الخـَوْفُ يُفْنِيـهِ
فَـلا الأَوْلادُ تَنفَعُـهُ=وَ لا الأَمْـوَالُ تُغْنِيـهِ
وَ لا جَبَلٌ يَلُـوْذُ بِـهِ=فَيَعْصِمُـهُ وَ يَأوِيـهِ
فَيَبْكِى العَبْدُ فِى نَـدَمٍ=وَ يَرْجُو عَفْـوَ بَارِيـهِ
يُتِمُّ اللـــهُ نِعْمَتَـهُ=بِحُسْنِ العَفْوِ يَجْزِيـهِ
فِى دَارِ الخُــلْدِ يُنْزِلُهُ=وَ نِعْمَ الـدَارِ يُهْدِيـهِ
حَبِيْبُ اللـهِ يَلقَــاهُ=بِعَذْبِ المَـاءِ يَرْوِيـهِ
وَحُـوْرُ العَيْنِ تَنْظُـرُهُ=بِلَحْنِ الحُبِّ تَشْجِيـهِ
فَيَحْيَا العَبْدُ فِـى يُسْرٍ=بِفَضْلِ اللـهِ حَامِيـهِ
******
كل عام و أنتم بخير
نسأل الله أن يتقبل منا صالح الأعمال
دمتم بخير