من يحمي عقارات ومنازل العاصمة الفلسطينية من السرقة والتهويد ؟؟
قلم / غسان مصطفى الشامي
يواصل العدو الصهيوني جرائمه التهويدية بحق القدس والمسجد الأقصى، مستخدما كافة الوسائل الإجرامية منها الحفريات، وتزييف التراث والآثار الفلسطينية، وسرقة أحجار القدس وكتابة عليها الافتراءات باللغة العبرية، كما سرق الاحتلال تراب القدس، وأشجارها وزرعها في المستوطنات.
ويركز الصهاينة في تهويدهم للمدينة المقدسة على سرقة الملكيات الفلسطينية، حيث أعلنت مؤخرا شركة صهيونية يطلق عليها اسم (ترميم وتطوير حارة اليهود) في البلدة القديمة بالقدس- أعلنت عن مناقصة لاستدراج عروض أسعار لتخمين ونقل ملكية تسعة أحياء فلسطينية قديمة، ورفع الخرائط والمساحات وتسجيل هذه الملكيات بأسماء مستوطنين استولى عليها الصهاينة حديثا وقاموا بتدمير أجراء كبيرة منها تمهيدا لتغير معالمها وإصباغها بالصبغة اليهودية.
إن العدو الصهيوني يسعى جاهدا لتنفيذ هذه المخططات التهويدية العنصرية بحق مدينة القدس والمسجد الأقصى المبارك، وتعمل كل ما في وسعها من إخلاءها القدس وأحيائها من الفلسطينيين لتصبح مدينة لليهود وحدهم يغلب عليها الطابع اليهودي، وبالتالي يتفوق اليهود ديمغرافيا على الفلسطينيين، وهذا ما يؤرق الصهاينة دوما.
إن العدو الصهيوني يواصل سرقة الأملاك الفلسطينية في القدس وطرد وتهجير المقدسيين مستخدما حجج واهية منها ما يسمى (المصلحة العامة)، أو ما يسمى ( لجان التطوير).
إن خطورة هذا الأمر ما صرحت به جمعية الدراسات العربية تعقيبا على الخطوات الصهيونية قائلة " إن حكومة الاحتلال لا تقوم بذاتها بتسجيل العقارات والمباني السكنية، بل توكل هذه المهمة لشركات متخصصة فنيا وهندسيا، تعمل على مسح الأراضي وما عليها من عقارات ومنازل تمهيدا للقيام بتسجيلها بأسماء مستوطنين، وتقوم هذه الشركات بذلك بالإنابة عن المؤسسات الحكومية الصهيونية الرسمية التي تقوم بالمصادقة على الخرائط والوثائق التي تعدها هذه الشركات."
وتؤكد مصادرنا التاريخية أن حارة اليهود هي بالأساس لا تتعدى مساحتها عن خمس دونمات فقط، وبعد احتلال القدس عام 1967م أصبحت هذه الحارة تزيد مساحتها على (130) دونما، وهذه الحارة هي مجموعة من الحارات المقدسية، أقدم الاحتلال الصهيوني على مصادرتها عام 1968م ضمن الأوامر العسكرية التي أصدرها الاحتلال عند احتلاله للقدس..
وقد لقي هذا الإعلان دعما وتشجيعا كبيرا من الحكومة الصهيونية الجديدة الرابعة والثلاثين في تاريخ الكيان، خاصة أن هذه الحكومة تضع تهويد القدس وتدمير المسجد الأقصى وطرد الفلسطينيين على رأس الأولويات، لذا ينتظر القدس الكثير الكثير من الجرائم التهويدية والاقتحامات اليومية، حيث صادقت الحكومة الصهيونية على إعادة ترميم وبناء ما يسمى بــ ( كنيس جوهرة إسرائيل) في البلدة القديمة، وهو مخصص لليهود الشرقية بمسافة (1400) متر مربع وارتفاع (23 ) مترا، كما قامت بالسابق وزارة الأديان الصهيونية ببناء ما يسمى ( كنيس الخراب) وهو لا يبعد عن هذا الكنيس سوى ثلاثون مترا فقط، كما أن الحكومة الصهيونية تسارع الزمن في تكثيف بناء الكنس الصهيونية في القدس المحتلة ومواصلة أعمال الحفريات أسفل المسجد الأقصى ومواصلة مشروع تكثيف بناء المستوطنات التي تحيط بالقدس المحتلة كالأسلاك الشائكة ..
ما يحدث في القدس جد خطير ، وسط ما تحياه الأمة العربية والشعوب من مشاكل داخلية وتحديات صعبة وكبيرة، كما أن الولايات المتحدة تلوح دوما للعرب بالقنبلة الإيرانية والخطر الإيراني المحيط في المنطقة ، وذلك من أجل أشغال العرب عن القضية العربية المقدسة الأولى قضية فلسطيني، ولتبقى دولة الكيان الصهيوني بأمن وحماية دائمة .
إن القدس المحتلة بعد مرور سبعة وستين عاما على نكبة فلسطين تعيش نكبات تل والنكبات، ونتذكر هنا الآلام والمعاناة التي يحيها الفلسطينيين في مخيم شعفاط المقدسي هذا المخيم الذي أنشئ عام 1964م وهاجر إليه الفلسطينيين من حارة الشرف في البلدة القديمة وتبلغ مساحته 203دونمات واللاجئين الفلسطينيين جاءوا إليه من 56 قرية فلسطينية مهجرة أبرزها اللد وبيت تلول والدوايمة وبيت نيتف وبئر أيوب والعباسية وقرى قريبة من الخليل، كما نتذكر الويلات والآلام التي يعيشها اللاجئين في مخيم قلنديا المقدسي الذي أنشئ عام 1949م فهو أيضا يواجه جرائم الاحتلال الصهيوني وعنصريته، واللاجئون في هذا المخيم يعانون الويلات وأشكال الإهمال والحياة الصعبة، كما تم عزل هذه المخيم عن القدس عبر جدار العزل الصهيوني .
إذا ما يحدث في العاصمة الفلسطينية القدس من جرائم تهويد يفرض على الدبلوماسية الفلسطينية ووزارة الخارجية والسفرات الفلسطينية في كل مكان التحرك لإنقاذ القدس ولفضح جرائم الاحتلال الصهيوني بحق البلدة المقدسة، واليوم أصبحنا دولة (عضو مراقب) في الأمم المتحدة ولماذا لا نستخدم هذا الحق والمؤسسات الدولية في مواجهة جرائم الاحتلال التهويدية بحق القدس والمسجد الأقصى المبارك.
أيضا مطلوب عربيا وإسلامية إيلاء العاصمة الفلسطينية العربية القدس الكثير من الاهتمام وتوجيه الدعم المالي والمعنوي للقدس، وإحياء قضية القدس عبر فضائيات الإعلام العربي التي ينشغل جزء منها في الصراعات الداخلية في الوطن العربي، وجزء ينشغل بالمجون والأفلام الهابطة والخليعة، وجزء يخصص لزيارات رؤساء البلاد العربية والمراسم والتشريفات، أما مصر العروبة فقد أثقلت بالهموم والأحداث اليومية الهادفة لإبعادها عن التفكير في القدس وما يحدث فيها اليوم من جرائم تهويدية خطيرة .
إلى الملتقى ،،
قلم غسان مصطفى الشامي