لست خامّةً ً..أدبية...
بهرت أنوثتي قاماتُ ثقافتك ,فنظرتُ إليك بإعجاب ,رجلٌ أخطبوطي فيما يملكُ من ثقافات , سُعِدتُ بذلك اللقاء الذي جمعني بك, وكنتُ أتوقُ كي أقرأك عن كثب ,و أدخل من إحدى أبوابكَ ,فأغرفُ من نهر ثقافتك .
أخذتُ أعدُّ نفسي للقاءٍ يجمعني بشخصك ,ونسيتُ أمام انبهاري بكَ أن القمرَ حين تقتربُ منه يتحولُ إلى كوكبٍ من ترابٍ لا حياة فيه,وأنَّ الشمس تَحرِقُك ناراً إن حاولت الاقتراب منها .
انهرتَ في عينيَّ اليومَ أيها العملاق ,وانهرتُ أمام نفسي, وكدتُ أبكي نفسي لأنني أدركتُ أن الكبارَ ليس بالضرورةِ أن يكونوا كباراً,وأن الرجال الطيبين بِعباءتِهم البيضاء يخدعون أعينناً أحياناً للدخول إلينا وسلبنا بكلِّ رضى .
أكنتُ غبيةً حقاً حين قدمت َلي بطاقةًَ َدعوة لزيارتك وركضتُ بشغفٍ لتلبيتك؟.
ذهبتُ إليك وأنا على بساطتي وعفويتي أنعَتُك بالأب قبل الصديق ,ذهبتُ إليك أحمل بعضاً من زهوري التي انتقيتها باهتمامٍ من حديقتي الأدبية ،كنتُ في طريقي إليك أغزلُ خيوطاً من الشكوكِ حولك ,ثم سُرعان ما أنفضُ يدي وأقطعُ ما قدْ يُبْهتُ نُورُكَ البهي،استقبلتني بحفاوةٍ, وما أن أُغلّقَ الباب, حتى خلعتَ عنكَ ثوبَ وقارك لتُظهر ذُكورتكَ عاريةًً أمام روحي ,طُوّق ساعدُكَ كتفي ,وقَبَضتْ أصابعُكَ على يدي كملزمة ،واقتربتْ شفاهكَ من وجنتي, طابعةًًًًًً ًعليها تلك القُبلةِ الباردة ,أبعدتكَ عن جسدي خطوة, وأبعدتك عن روحي مئاتَ السنين الضوئية.
سقطتْ في مستنقعي النقي والذي تخالُ لصفاء مائه بحيرة ,كنتُ أشكر الله لأنه يقرّبُ الطيبين مني, دون أن تمتد يدٌُ لتنالَ من مشاعري ,وتُحدِّثَ شرخاً بها.
حدثَ أن تمزقتْ روحي أمامكَ ,فأخذتَ تُلقي عَباءةََ َالكلماتِ المبهرجةِ على جريمتكَ تلك,تُرصعها بالحضارةِ والثقةِ والأحترام .
خشيتُ الخروج من وكرك المغلق لحظة خدشت روحي,وأنا أحضنُ عُذريةَ وجنتي, فستشيرُ إليَّ الأيدي سائلةً:ما الذي حدث ؟.
وكي تثبتَ لي براءتك أكثر حين أعلنتُ الحرب؟! قدمتَ لي بشهيةٍ دعوةً للحب في مكانٍ نقدّسُ فيه الكتب ليتحول من مكتبٍ إلى خمارة تدور فيها رائحة الخمر .
هوتْ تلك الرفوفُ المكتظةِ بالإبداع, ورحتُ أقرأ في تفاصيل فراش نومك المطوي في زاويةٍ تبعدُ مسافة لمسة, قصصاً لم أستطع عدها بأصابعي العشرة.
حين قلتُ لك :أنكَ مثل نزار, رجلٌ يهوى النومَ على أجساد ِ النساء .
قلتَ :أنك أكثر وربما أرقى في نظرتك ,وكأنك كنتَ تقولُ لي: أحذري أيتها الصغيرة, أنا أخطرُ من نزار.
كنتُ أحبُ قصص نزار العشقية , لكني لم أطمح يوماً أن أكون قصة..كلمات شعرية يخلدها التاريخ الأدبي.
سيدي :لا أقبل أن أكون رقماً يضافُ إلى سجلكَ الحافل ,مهما أُحيط هذا الرقم بالألوان والأحلام .
رفضتُ دعوتك ورفضتُ التخلي عن أمانةٍ وهبني إياها الرحمن كي أمدها إلى روحٍ ستتحد ُذات يوم مع روحي في ارتعاشاتِها داخل الجسد , وعدتَ لدعوتي بأسلوبٍ آخر , تركتَ لي أبوابك ومفاتيحك على طاولةٍ أمامي حَفُلت بمكسراتكَ الفاخرة وكأسٍ من النشوة,وأنتَ على ثقةًٍ أنني سآتي إليكَ بشهوةِ امرأةٍ من نار, وانفضُ براكيني الخامدة حمماً تحرق أعشاب صدرك ,ألا تعلم أن الحياة ستعلن توقفها في غابات عيني إن انفصلتُ عن جسدي؟
نسيتُ أن أقول :إنك لم تبهرن كرجل ,لم تزلزل طبقةًًًًً من طبقاتِ أنوثتي الخامدة كنتَ رجلاً عادياً, كما كنتَ استثنائياً حين بهرت أفكاري .
لم تكن الرجل الذي أهوى ,فكيفَ تزعمُ أنكَ قادرٌُ على إعطائي ما أفتقد ؟ويدكَ لم تستطع أن تلمسَِ أوتار قلبي بنقرةِ إصبع, حتى في صميمي الداخلي أرفض يدك ...قبلاتك....جسدك.
طلبتَ مني أن أقرأك كما قرأتني ...
قيل "هناك كتب عليك أن تقرأها في كل مرة كأنك تقرأها للمرة الأولى "أما أنت فكنتَ الكتاب الذي لا أجرؤ على قراءته أكثر من مرة ,كتابٌ هزُّني عنوانه, وعندما خلعتُ ثيابي للغوص في مكنوناتهِ حاول إرغامي على الغوصِِ ِوالغرقِِ ِوأنا ما زلتُ على شاطئه ,كتابٌُ رأيتُ على غلافهِ المشرقِ الكثيرَ من البطولات ,وعندما تجولّتُ بين صفحاته اكتشفتُ أنها انتصاراتٌ حُفرتْ على هضابِ وجبالِ ِأجسادِ النساء,ومن بين الصفحات, خرجتُ تائهةً فلقد كُنتَ شيفرة ولم تكن كتاباً أبداً.
قلتَ: أن لكَ حبيبةً واحدةً في العمر,لأن التعددية تُسقطُ من قيمةِ الأشياء,أجزمُ أنك ترتدي شغفَ حبيبةٍ واحدةٍ.... لكن ليوم واحد أو أكثر,فأنت تعيش عمراً جديداً مع كل أنثى.
سيدي : إن كنتَ تحترفُ الرقص على مشاعر النساء, وتتقنُ جميع النوتات الموسيقية , فليس بالضرورة أن تستطيع ترويّضَ الأوتار.
أخاف من رجلٍ يحترفُ العشق, وشاعرٍ يتقنُ لغةَ الهمس ,وعازفٍ يبدعُ في رقصة أصابعه على أوتار النبض ،أحبُ أن أكتشفَ لذّةَ الإبحارِ للمرةِ الأولى وأبْهر بها, كما سينبهرُ ربانُ سفينتي من نفسهِ حين يخترقُ حصوني المنيعة .
لا أحب أن أمُّحقَ أمام ربانٍ يجيد القيادة, لا أحب أن أكون إلا أُنثى النهاية .
لا تكتبْ لي شعراً سيدي ,فأنا لست خامّةًً ً أدبيةً ً تتبلورُ في قصيدةٍ شعرية .
فلا أسهل من أن تقدم لي أطيبَ عشاءٍ شعري, أنت الذي تُجيد الطهي على كافةِ النيران .
شكراً أنك فتحتَ لي أبواب صداقتك وأنتَ تلتهمني بعينيك و تخفي وراءَ ظهركَ مدّيةَ الحب ,الحب عندي يا صديقي ليس دعوة إلى الفراش ..الحب دعوةٌ للحلم حين نفقدُ شهيةَ الحياة .
لستُ ألقنك درساً في الحب سيدي , كيف وأنت من أحببت جميع النساء؟! .