.....الى أب مهاجر
أبي...
هل ضلت مسالكهُ..
أم طوّحت أيامنا بالبعد ذكراهُ..
راحَ...
فلم تأتي رسائلهُ..
كأنما البحر بالنسيان أوصاهُ..
* * *
أبي..
لا شيء يذكّرهُ..
لا الشمس تحرقه..
لا الكوخ مأواهُ..
راح...
كأن لم يترك بقريته..
نصف أرملة .. بالدمع تلقاهُ..
معذبة.. و الفقر أثقلها..
و القفر أسلمها..للسهد ترعاهُ..
بتنا بليل طوله الأمدُ..
البرد ألّمنا..
الجوع أذبلنا..
و الجرح أمهلنا..للدهر ويلاهُ..
* * *
أبي ..
سألت عنه العائدين..
و الكلّ يجهلهُ..
أبي..
سرّ..الى المجهول بات مدفنهُ..
يا عالم المهجر..
يا من وراء البحر ترابطونْ..
و تعملونَ .. و تكدحونْ..
يا من رحتم لغايهْ..
و عدتم برايهْ..
أبي مثلكم راحَ..
ابي بينكم لاحَ..
.....ولم يعدْ..
و لم يعد برايهْ..
فعلموهُ..وجهوهُ..ذكروهْ..
قولوا له لعله يؤوبْ..
في أرضك بموطن الجنوبْ..
أرملة وابنها , طيفان يسبحانْ..
في عالم النكرانْ..
قولوا له لعله يتوبْ..
وذكروهُ..ذكروهُ..ذكروهْ..
* * *
أبي..
أتذكر أنشودتي في آخر النهارْ..
أتذكر أنشودتي:
عاد أبي , عاد ابي للدارْ..
آه أبي..
حملتَ في حقائب السفرْ..
عن ارضنا الربيع والأزهارْ..
و الخصب و المطرْ..
آه أبي..
حتى الطيور قد غدتْ..
ولم تعد في آخر النهارْ..
لأنها من بعدك لا تملك أوكارْ..
فآثرت عن ارضنا الفرارْ..
* * *
آه أبي..
رغم الذي فعلتَهُ..
و رغم ما نسلكه من شائك الدروبْ..
فإنك ابي..
وإنني أعيش كي تؤوبْ..
لأرضكَ..
لواحة جميلة بموطن الجنوبْ.. /
عبد الله المؤدب البدروشي