يوسف ندا يعترف بتزييف وثيقة
لرؤساء أجهزة الأمن بعهد عبدالناصر
للتخطيط للقضاء على الإخوان
الإخواني السابق ووكيل مؤسسي حزب الوسط - تحت التأسيس - المهندس أبو العلا ماضي
في حديثه مع مجلة 'الإذاعة والتليفزيون' أجرته معه سوسن الدويك
يحدثنا أبو العلا عن حرب الوثائق المزورة، التي احترف الاخوان المسلمون تزويرها ضد الزعيم خالد الذكر جمال عبدالناصر ونظامه، وعن الخطة التي تم وضعها وشارك فيها رؤساء أجهزة الأمن ضد الإخوان وعناصرهم ونسائهم، وبلغت جرأتهم في نشر نص الخطة وما دار من مناقشات
أما كيف حصلوا عليها، فهذا من فعل العفاريت التي جندوها لحضور الاجتماعات وسرقة محاضر الاجتماعات
وكنت قد نشرت النص الكامل للوثيقة التي نشروها في كتابي عبدالناصر المفترى عليه، وكشفت عن سذاجة من أعدوها، بسبب عدم معرفتهم ببعض البديهيات
المهم أن اجتماعات رؤساء أجهزة الأمن بتعليمات من عبدالناصر، كانت لمواجهة خطر الإخوان المتزايد وأن القبض عليهم عام 1965، فيما عُرف بتنظيم سيد قطب
وكان الإخوان قد نشطوا في عملية التزوير تحت إشراف المباحث السعودية باعتراف يوسف القرضاوي نفسه في مذكراته المنشورة في مصر عام 2004 حيث تم توزيع المهام على أعضاء المجموعة المكلفة بالحرب الإعلامية
وسهلت المخابرات الأردنية لهم المهمة باستضافة القرضاوي في الأردن وتنظيم احتفالات لهم لمهاجمة عبدالناصر
كما ادعت زينب الغزالي التي قبض عليها في التنظيم، بأن المخابرات الأمريكية الفاجرة والمخابرات السوفييتية الكافرة، طلبتا من عبدالناصر تصفية الإخوان، ثم اعترفت في مذكراتها بوجود التنظيم وانها كانت من قياداته مع عبدالفتاح إسماعيل
وأما جابر رزق، عضو التنظيم والذي حكم عليه بالسجن خمسة عشر عاما في القضية، وأفرج عنه عام 1974 وعاد إلى عمله في مجلة 'الإذاعة والتليفزيون'، وأصبح المستشار الصحافي للمرشد الثالث عمر التلمساني، فقد أصدر كتابا عنوانه - مذابح الإخوان في سجون ناصر - اعترف فيه بالتنظيم وتسليمه وتشكيله وتجنيد إسماعيل الفيومي أحد حراس عبدالناصر، ليقوم باغتياله إذا صدرت له الأوامر بذلك
كما أكد جابر أن من قبض عليهم لم يتعرضوا كلهم للتعذيب أو الضرب
وعندما سألته: لماذا لم تقل مثل الآخرين ان القضية ملفقة لكم، قال: لا، لا، ضميري لا يقبل
ونعود الى الوثيقة، التي قال عنها أبو العلا: 'هي بالفعل الوثيقة المؤامرة وهذه الوثيقة لها قصة، فقد كان معنا رجل فاضل هو المهندس مراد جميل الزيات وكان أمين عام نقابة المهندسين وقتها وكان من جماعة الإخوان 'عام' وليس الخاص، وكان متزوجا من ابنة صلاح شادي ضابط داخلية مسؤول عن تنظيم الإخوان داخل الشرطة وكان من المقربين من الرئيس جمال عبدالناصر
وقد حكى لنا الرجل القصة الآتية: أنه اعتقل منذ عام 1965 وحتى عام 1971 حوالي ست سنوات وجاءت لهم هذه الوثيقة داخل السجن وهي تقول بأن نظام عبدالناصر ومعه صلاح نصر يحاولون أن يقضوا على الإخوان بتشريد أسرهم ودفعهم لممارسة الرذيلة وكتب في الوثيقة بالنص أن النساء (نساء الإخوان) سواء كن زوجات أو أخوات أو بنات سوف يتحررن ويتمردن لغياب عائلهن وحاجتهن المادية قد تؤدي لانزلاقهن
وقد نشرت هذه الوثيقة في كتاب 'قذائف الحق' للشيخ محمد الغزالي
كما نشرها المستشار علي جريشة أيضا، وهذه الوثيقة كانت مكتوبة بطريقة الوثائق السرية، فهي تبدأ بتقرير اللجنة المؤلفة برئاسة السيد زكريا محيي الدين رئيس الوزراء في حينه بشأن القضاء على تفكير الإخوان وبناء على أوامر السيد الرئيس بتشكيل لجنة عليا لدراسة واستعراض الوسائل التي استعملت والنتائج التي تم التوصل اليها بخصوص مكافحة جماعة الإخوان المسلمين المنحلة ولوضع برنامج لأفضل الطرق التي يجب استعمالها في مكافحة الإخوان بالمخابرات والمباحث العامة لبلوغ هدفين
:
1- غسل مخ الإخوان من أفكارهم
2- منع عدوى أفكارهم من الانتقال إلى غيرهم
وقد اجتمعت اللجنة المشكلة من
:
1- سيادة رئيس مجلس الوزراء
2- السيد قائد المخابرات العامة
3- السيد قائد المباحث الجنائية العسكرية
4- السيد قائد المباحث العامة
5- السيد مدير مكتب المشير عبدالحكيم عامر
وذلك بمبنى المخابرات العامة بكوبري القبة
وكانت الوثيقة مكونة من حوالي ثماني ورقات
ويكمل لي المهندس مراد جميل الزيات بعد ذلك أنه بعد خروجه من السجن قابل 'يوسف ندا' القيادي الإخواني خارج مصر وحكي له كيف تتعرض جماعة الإخوان للظلم والاضطهاد على يد عبدالناصر وأظهر له الوثيقة فوجد 'يوسف ندا' وقد أخذ يضحك حتى استلقى على ظهره من الضحك، فاستغرب مراد وسأله ولم الضحك؟
فقال له يوسف ندا 'أنا يا مراد اللي فبركت هذه الوثيقة
!!
فدهش مراد الزيات وسأله كيف قمت بفبركة هذه الوثيقة الخطيرة؟ ولماذا؟
فقال له يوسف ندا، لأن الحرب خدعة
!!
وهؤلاء (نظام عبدالناصر) أعداء، وأريد محاربتهم، وكل الأسلحة مباحة، وبالتالي يجوز الكذب عليهم
!!
شبكة فلسطين