قالوا: لا تنحني فيصعدوا على ظهرك...
وقالت العامة: لا تبتسم كثيرا فتجذب من لا يستجق..
ربما هناك أفكار معروفة,ولكن السؤال متى ننحني؟ ولماذا؟
أنت مسالم بطبيعتك, دمث بمعاملتك,لا تحاسب كثيرا,متسامح عفو كريم...فهل هذا يكفي كي تكن قويا؟
وهل هو أمر صحي أن أن تكون مفتوح الأوراق جدا؟
وهل هناك ما يكرس تلك الانحناء بقوة لافتة؟
نقول هنا:
ليس عيبا أو خطأ أن نأخذ ونعطي لنصل لنتيجة مرضية لموقفنا المعلقة..
وليس خطأ أن نقدم بلا حساب مثلا ولا عتاب
..لكن لما نجد أنهم سيدقون بابك بإلحاح فضولا وتطفلا وأنانية... .
فهنا سيستقيم المسمار ويعي سبب دقه,ولا يعد يدخل في جسد الجدار...وهذا معاكس للطبيعة الفيزيائية التي نعرف من أن المسمار لا يدخل معوجا..لأنه أمر اجتماعي صرف..
من هنا نعرج على اختراق عالم الإعلام والثقافة المنزاحة عن استقامتها في جسد عقولنا الهشة..
من جهة أخرى:
هل يساهم الإعلام في انحناءنا؟
فلو قمنا بإحصاء سريع لما يقدم لنا عبرها لوجدناها عموما:مسابقات غنائية,مسابقات طبخية, مسلسلات عاطفية..أخبار القتل والهدم...
فهل نحن حيوانات ناطقة فقط؟نعامل معاملة سيئة لننزاح عن التفكير المفيد والإيجابي والمثمر؟
ومن جهة أخرى لو قمنا بإحصائية ثقافية أدبية عبر المواقع التي نعرف , نجد ندرة في الأسماء التي تملك رسالة سامية وجل المواقع بلا هدف ولا مفعول إيجابي ولا تجديد هام..
وإذن؟نحن نتجه للتفاهة بجدارة وقوة وانحدار...ندعم تلك الجهود الخارجية في انحناءنا...
نزيد من ميلان البوصلة..من انحراف فكرنا..من انزياح سلوكنا...
باختصار..لقد أصابنا مرض الديسك الفكري ..قابلية الاستعمار..لا بل هذا امر قديم كما قال ملك بن نبي..
فكيف سيستقيم المسمار؟ويمتنع عن قبول الدق مرغما؟
وإن جئنا الموضوع من جهة أخرى:كيف نشد من ظهرك ونقوي من عضدك ونزيد من إرادتك وعزيمتك؟
الإيمان؟ الصدق؟الهدف السامي؟الجدية والسير باستقامة وهمة؟
ابحث في تفاصيل شخصيتك ففيها من الأسرار ما لا تعرف عنها بعد...
سلوك غير متوقع؟نعم كي لا يجدوا سلما ليعتلوا ظهرك..
كن لغزا كن مفاجأة ..كن معطاء بحيث لا تضيع نفسك...ولا تضيع فرصا ترفعك ولا تحط من حالك..وامش قدما بإصرار وقوة.
الذكاء أسرار ..والإنسان سر الكون الكبير...
الخميس 13/12/2012