للصالحية .. و كفى :
الصالحية ليست قولاً بلا فعل .
لا تلقي يديها دون أن تغلي الرياح في أنحائها .
لا تستلقي على الأرض الغبراء دون أن تترك للشمس فرصة التفيؤ في ظلال مهابتها .
جبل ثابت منذ الأزل عند ضفة القداسة ، إذا اهتز اهتزت له غلالة الفرح ، و أزهرت أنشودة عذبة للصفاء ، تهدد الأسماع حتى الصماء .
هي اسم لا يثنى ، اسم لحياة تهب دونما حدود ، تسلب الموت من الشفاه المزرقَّة لتُسقيها فرات الأمل .
هنا .. تتلى إلياذة خاصة عن الأرض التي أحبت حتى عمها الحب ، و القلوب التي تفجرت منها الطهارة ، ثم حلقت ملائكةً نحو ليل سرمدي تشهده أقطار الأرض سمطَ نجوم مهرولاً نحو الأبد .
هنا ... تُرسَم جلجامش جديدة ، فيها الخلود لا ينتهي ، بل يبدأ من قبلة على التراب الكليم ، و أدونيس ينضح خضرةً تسحق الشر بماء الحب ، و هل يسحق الشر مثل الحب ؟
عند أطراف الغيوم تبرز بضع غيمات نقية ، و عند أطراف النهر الذي جفت منابعه تزهر بضع زهرات فتية ، و عند قبر ناءٍ لولي في أحد الأزقة العتيقة يُسمَع صوت أذان يشق السماء صاعداً إلى العلياء : الله أكبر ... لا إله إلا الله .. محمد رسول الله .