ماذا اقول للعراق في عامه الجديد ؟.
بقلم الباحث : عبدا لوهاب محمد الجبوري
(القسم الأول )
مع بدء العام الجديد (2009) مازال الوضع في العراق يتسم بانعدام الأمن والاستقرار وتواصل أعمال العنف وفقدان الثقة بكل الوعود التي طرحت لإيجاد الحلول لهذه ألازمة الخانقة .. وأصبح المواطن العراقي على بينة من أن هذه الوعود هي لأغراض التسويق الإعلامي والتضليل ولحساب مصالح وأجندات سياسية أجنبية ومحلية على حساب مصالح الشعب وثرواته واستحقاقاته الوطنية في كافة المجالات ..وكل هذا يتم تحت سمع وبصر قوات الاحتلال الأمريكي التي باتت هي الراعي والعراب للأوضاع المأساوية في العراق بكل أبعادها واتجاهاتها ..
المميزات التي أصبحت تطغى على المشهد العراقي اليومي لا تنحصر فقط في أعمال العنف والدمار والتفجيرات المتتالية التي تطال الشوارع والأحياء والمواطنين ، والتي يرجح أن التخطيط لها يتم من خارج الحدود وبالذات من بعض دول الجوار – وخاصة إيران - التي لا تريد الاستقرار للعراق في إطار سياسة تصفية حسابات قديمة والنيل من عروبة العراقيين ووحدتهم واستقرارهم ، بل أصبحت تطال العديد من فئات المجتمع العراقي من أطباء وأساتذة ومعلمين وطلاب وتلاميذ وحرفيين وتجار وعسكريين وكل هؤلاء أصبحوا يناشدون بتوفير الأمن والاستقرار ويطالبون بتوفير ظروف العيش الآمن والوسائل التي توفر لهم المرافق الحياتية اليومية .. وكل هذا يتم في إطار مخطط أمريكي صهيوني مسند من جهات إقليمية ودولية أخرى الهدف منه إفراغ البلد من العناصر الوطنية والعلمية لإحداث خلل في بنية المجتمع العراقي وإضعاف قدرته على إعادة الأعمار و بناء جيش وطني قوي يدافع عن البلاد ضد كل من تسول له نفسه النيل من أمنه الداخلي وإلحاق الأذى بشعبه ونهب ثرواته ..
و يرى العديد من الخبراء والمتابعين للشأن العراقي أن الحكومة الحالية غير قادرة على إيجاد حل لهذه ألازمة ويوعزون أسباب الفشل إلى حالة أللاستقرار واللامن في البلاد والتي أصبحت تميز المشهد العراقي السياسي في كل مدن العراق من الجنوب إلى الشمال .. ويعتقد هؤلاء المتابعون أن هذا دليلا على أن الشعب العراقي لم يعد مقتنعا بما يجري ولا الحلول التي يتم الحديث عنها أصبحت تهمه بالدرجة الأولى .. فالأمر الذي أصبح يشغل بال العراقيين ويشد اهتمامهم هو تحسن الوضع الأمني وعودة الاستقرار وتوفر ظروف العيش الكريم وإنهاء الاحتلال الأجنبي وإيقاف كل أشكال التدخل الخارجي في شؤونه الداخلية ..
ولكن يبدو أن هاجس الحكومة العراقية لا ينحصر في هذه الاهتمامات الجماهيرية بل في كيفية توزيع الحصص السياسية والمناصب الوزارية لا غير بين هذه المجموعة وبين هذه الطائفة وتلك ، بحيث أصبح اهتمام الطبقة السياسية يتصل فقط بتحقيق أهداف بعيدة كليا عن أهداف واهتمامات أفراد الشعب البسيط .. وهذا من شانه أن يعمق الفجوة بين هذه الفئة السياسية وبين مختلف الشرائح الاجتماعية في العراق .. ويبدو أن بعض السياسيين فطنوا ا لهذه المعضلة وأدركوا أن الشعب العراقي ليس في حاجة إلى توزيع حصص والاستحواذ على مقاعد بقدر ما هو في حاجة إلى مساعدات عاجلة والى تغيير أوضاعه بشكل عاجل وأن ينعم بالراحة والاطمئنان كي يتفرغ للعمل والإنتاج وإعادة أعمار بلاده بالكد والاجتهاد .. وهي خصال عرف بها الشعب العراقي بكافة أطيافه عبر مختلف الحقبات التاريخية والحضارات المتعاقبة ..
والسؤال الذي يطرح نفسه هل يكفي فقط أن تتنبه بعض النخب إلى مأساة الشعب وما هي الحلول التي ستتخذها لإنقاذهم من محنتهم ؟ وإننا كمثقفين وكصحفيين نضم صوتنا إلى أبناء شعبنا ونطالب بوضع الحلول الناجعة لإنقاذ البلاد من محنتها والمحافظة على حياة العراقيين الغالية علينا ومنهم العسكريين والطيارين والعلماء والمهنييين والأساتذة وكل شرائح المجتمع وإقامة حكومة وطنية مستقلة وغير مرتبطة بأي جهة أجنبية تشارك فيها جميع القوى الوطنية والشخصيات العلمية والسياسية المستقلة بما في ذلك المقاومة العراقية الوطنية ، حكومة وطنية قادرة على إنقاذ البلاد من محنتها وقادرة على المحافظة على ثروات البلاد ومنع كل أشكال التدخل الأجنبي في شؤون العراق الداخلية وقادرة على فرض سلطة القانون والعدالة وإشاعة أجواء الأمن والاستقرار و المحبة والتالف بين كافة أطياف الشعب العراقي ..
فبعد كل هذا ماذا أقول للعراق في عامه الجديد ؟ وماذا أقول عن محنته التي أدمت قلوبنا وأحزنتنا كثيرا بعد مضي خمس سنين عجاف منذ احتلال بلدنا الغالي وليس هناك أمل جدي حقيقي يلوح في الأفق للخلاص من هذه المأســـــاة التي ابتلينا بها منذ مجيء الاحتلال ومن كان على ظهر دباباته ليتحكم في شؤون البلاد والعباد !!!!