مدرسة الحمام
لجأ إلى أمه، بعد أن رفض أبوه أن يطعمه، وتحت الإلحاح والتوسل والمسكنة، مدت له أمه فمها، وأطعمته قليلاً.
ولكنه لم يشبع، يريد المزيد من أبيه الذي تعود على إشباعه، إنه يتوسل، ويرجو، ويلح في طلب الطعام، ولكن أباه يمتنع هذه المرة عن إطعامه متعمداً، أزاح الوالد وجهه عن ابنه، وزجره بالإهمال، وأكد له بالإشارة أنه لن يقدم له الطعام.
في اليوم التالي، واصل فرخ الحمام محاولاته، توسل بعض الطعام من والديه، ولكنهما امتنعا عن إطعامه، بل هجم عليه أبوه، وراح يضربه بقوة، حتى أخرجه من العش.
قبل يومين كان ذكر الحمام يخرج من العش كي يجلب الطعام لأبنه، ويقدمه لهم ممضوغاً، مبللاً بالماء، ولكنه اليوم كبر، واشتد ساعده، وعليه أن يخرج من العش، ليبحث عن طعامه لوحده.
ذكر الحمام يعرف أن ابنه سيظل راقداً في العش كل العمر، طالما توفر له الطعام. لذلك قرر أن يقسو على ابنه، كي يعتمد على نفسه، كي يصير رجلاً، كي يخرج من تحت عباءته، ويشتري لنفسه عباءة حتى ولو كانت قصيرة وضيقة.