منع المآذن في سويسرا ساءني
***
شعر :: صبري الصبري
***
مَنْعُ المآذن في سويسرا ساءني= وأهاج أحزانا سرت بفؤادي
وأعاد ذكرى الحاقدين بخبثهم= مكروا بِغِلٍ سافر لأعادي
ظنوا المآذن بالمساجد حربةً= تؤذي مشاعر سافل متمادي
في الكيد للإسلام يبذل جهده= في منع صرح شامخ الأمجادِ
كلا .. خسئتم .. فالمساجد تزدهي= بالحسن تشرق بالضياء النَّادي
وتنير أفئدة الخلائق بالهدى= والخير والبركات والإرشادِ
وتضيء أحداق البصائر بالتقى= وتزيل عنها عتمة لسوادِ
فمآذن الإسلام تترا ترتقي= بالأرض جوَّاً في جميع بلادِ
بالسلم والإصلاح بثت نورها= بأذان حق صادح برشادِ
اللهُ أكبر يا مآذنُ كَبِّري= عبر العصور وطيلة الآمادِ
ماذا جنيتم في سويسرا؟! مَنْعُهَا= جعل القلوب بشوقها المزدادِ
للحق للإيمان للبر الذي= يسمو على الأحقاد والأضدادِ
فحضارة الإسلام أهدت هديها= للناس جمعا في جميل ودادِ
ومآذن الإسلام تعلو أينما = وجهت وجهك في أجلِّ عِمَادِ
فلمَ التعصب في سويسرا ؟! ساءنا= هذا التعصب يا أولي الأحقادِ
هل تمنعون كنائسا ومظاهرا= للآخرين؟! .. تمسكوا بحيادِ
يبنون عندكم المعابد أمَّها= أهل العقائد من صنوف عبادِ
إلا المآذن قد منعتم ! ويحكم= خبتم بلوثة خسة وفسادِ
إن المآذن بالمساجد عندكم= حصن يقاوم لوثة الإفسادِ
فيها الأذان بصوته وسياقه= ينساب في الآذان بالإمدادِ
وكذا الصلاة بحسنها وجمالها= معراج قلب صاعد للهادي
ربِّ الخلائق شرعه نور لنا= ولكل عبد خاشع منقادِ
موتوا بغيظكم الكئيب فلن نرَى= إلا عجائب قدرة الجوادِ
تزداد أعداد الأنام تشبثت= بالحق ينشر عدله بتهادي
في روضة الإسلام يجنون الهنا= بقطاف خير طيب الزوَّادِ
في كل أوربا وأمريكا لهم= جمع غفير شاسع الأعدادِ
فهم المقدمة الكريمة جاءكم= فيها الصلاح مؤيدا بسدادِ
لا لن تنالوا في سويسرا قصدكم= يا من منعتم راية الإسعادِ
وكذا هولندا جهزت أوباشها= لتكون ثاني دولة بكسادِ
سنظل نذكر أنكم في غدركم= يوما منعتم فرحةَ الأعيادِ
وبعثتم الأحقاد تنهش دولةً= فيها رأينا خسة الأوغادِ
اللهُ أكبر سوف يملأ نورها= طول الزمان حواضرا وبوادي
صلى الإله على النبي وآلهِ= طه الرسول الهاشمي الهادي !!